إعلان
إعلان

سوريا اليوم ..”الصبر بين القلم و العنوان” _ بقلم : أحمد الحاج علي

#سفيربرس _ الرياض

إعلان

إلى كل سوري لم يمارس الصبر يوما ..إلى كل حكيم غلبه حماسه،إلى كل عاقل لم يسعفه السمع والفؤاد ،إلى كل أبناء الوطن الغالي سوريا بكل ألوانهم وأطيافهم واختلاف مشاربهم على مر الحضارات وعدد الديانات واختلاف الإثنيات والثقافات أقول*تمهلوا* ، اعطوا الفرصة لمن أسند اليه الأمر والمكلف بمهمة ما ،أعطوه فرصة لكي يختبر خطته وأدواته على ضعفها بسبب ضيق ذات اليد وضعف الموارد والبنية التحتية المدمرة في معظم قطاعات الدولة ..
إنه الإرث الكبير من الفساد والنهب والسلب….لطالما كان المسؤولون يعملون في مزرعة أبيهم لايلجمهم داء الأمانة أو بعض من فتات الضمير أو أنات وآهات تلك الكائنات الباحثة بين وجوه العابرين عن منتصر أو معين وبين حبات الثرى عن بقايا طعام أو شيء من حياة….
الأخوة السوريين …
لدينا اليوم وطن قوي بحمى الرحمن عز وجل وقيادة وليدة . لدينا وطن يلملم جراحاته وينطلق نحو مستقبل رغيد….وهذه القيادة التي تدير الدفة اليوم هي جزء من الواقع وأبنائه..نحن بحاجة أن نعطيهم فرصة وضع النظريات والفرضيات وجمع المعلومات ومعالجة البيانات وصولا للنتائج والتوصيات …..
تقول الفيلسوفة الأمريكية ايرين ماك مولين : الصبر هو القبول الهادئ بأن الأمور قد تحدث بترتيب مختلف عن الترتيب الذي يدور في ذهنك.
نحن اليوم كسوريين نكتب التاريخ من جديد ….في بضعة ايام سيبدأ العام التالي للعام ١٩٧١ حيث توقف الزمن وسيبدأ العام ٢٠٢٥ .
نحن اليوم نؤرخ لسوريا الجامعة، لسوريا الأم لسوريا ابن القيم لسوريا ابن النفيس لسوريا ابن تيمية
لسوريا النووي وابن كثير لسوريا السهل والجبل لسوريا المدينة والقرية لسوريا القيمة والقيم. والتاريخ ليس عملية ترتيب لمواقع الجلوس أو حفل وتصفيق عند تسليم أو افتتاح مدرسة تم طلاؤها طلاء رديئا بأيدي مقاول كاذب فاسد أو تم تعبيد طريق في مشروع إنشائي يديره موظف أفاق
مداهن أو صحفي ينقل خبرا تم صنعه في اقبية عفنة تسكنها جراثيم بشرية تكاد لاتميزها حيث فقدت آدميتها وليست أوراقا في مكتب عقاري تخرج منه رائحة الكذب والخداع يتجاذب أفراده المواعظ الخداعة ويقسمون بالله ويشهدونه على مزاعم لا تقل فجورا عن مزاعم كل خبيث
كل هذا في تمثيلية قذرة أمام زبون مسكين يبحث عن بيت يؤييه. وفجأة يجد نفسه قد سرق وبيته لم يكن بيته وليست كتابة التاريخ بضاعة محتكرة لتاجر فاسد مجرم احتكر قوت وأدوات المحتاجين ليزعم أنه اليوم يبيع بسعر مثالي وأنه المتفضل الامين …. ..
يقول ابن خلدون (إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق)
عندما انتقد الغزالي الفلسفة فقد انتقدها بعقل فلسفي ولم ينتقدها بعقل الواعظ او الحالم او المتزلف الذي لايعلم كيف يتسلل إلى عوالم وعقول العارفين ولم يحاكم الفلاسفة وإنما حاكم الأفكار والمفاهيم وحاول ان يبين أهمية إعمال العقل والفهم العميق لكيفية ترتيب أبعاد ومدلولات تلك المفاهيم …
نحن اليوم بحاجة أن نفهم مآلات القرارات والخطط وغاياتها . النقد من أجل النقد هو حالة غوغائية لاتختلف أبدا عن حالة سفسطائية من العبث والجدل حيث عقدة الظهور والبحث عن دور هزيل لحالم جاءت صحوته عندما اكتشف أن الماء قد تسرب لفراشه
وإدراكه ان الماء الذي الذي بلل فراشه هو نفسه من سكبه من حيث كان حبيسا لمخاوفه.
أقول لكل منتقد او حالم او متفيقه بأن وحش السطلة مازال يتربص به
لأنه مازال في يعيش داخل مخاوفه ، أقول آن لك أن ترى سوريا من نافذة أخرى غير تلك التي كنت حبيسا لها عقودا طويلة …
عليك أن تقتنع بوجود عوالم جديدة لم تختبرها ذلك انك وأمثالك كنت حبيسا لمخاوف لم تعد موجودة أدت إلى انكفاءك وتسلل مياه الخوف إلى فراشك ..
انهض اليوم لترى سوريا الجديدة ، دولة نأمل وتأمل أن تؤسس لمفاهيم الحقوق والعدل ليس كعدل الامم المتحدة أو الاحزاب المهترئة وطلائعها ومقاولاتها، هي دولة جديدة لاتقبل في جنباتها واروقتها إلا الصدق والفضيلة وتعمل على اقرارها قيما وقوانين ..
انهض لم يعد في مخاوفك سوى انت. اليوم جرب ان تحبس مخاوفك وتجعلها في فراشك القديم قبرا دائما لها، وانطلق بنفسك لترى بأم عينيك ان وطنا جديدا قد اشرقت الشمس من فوقه لتعلن عن فتح بوابات سجنك لتخرج إلى فضاء بدون مخاوف
وفراش اخر غير فراشك وكتاب بلا حدود وحرية بلا قيود سوى تلك التي تضمن العدل والفضيلة والحقوق.
يقول الامام احمد : الصبر نصف الإيمان .
وفي الحديث: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكرَهُ خَيرًا كَثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ)..نسأل الله أن يفتح لنا في قابل الأيام وان يعيننا على البناء والعمل وان يهيا لنا اسباب الصبر والفلاح.

 

#سفيربرس _ الرياض _ بقلم : أحمد الحاج علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. أتفق تمامًا مع مضمون المقال، فالصبر على الحكومة الجديدة خطوة ضرورية لإعطائها الفرصة لتحقيق التغيير المنشود. علينا أن نؤمن بقدرتنا على تجاوز المحن ونفض غبار الخوف والقلق، فالوطن يُبنى بالتكاتف والأمل.
    لنكن جميعًا جزءًا من الحل ونساهم بإيجابية في بناء مستقبل أفضل لسوريا.

  2. كلام جميل ..صحيح يجب ان ياخذ وقته وفرصته ولا نريد ان نكرر تجربة مرسي حيث تم الاستلاء ع السلطه بعد سنه …اتمنى ان نرى المزيد من هذه المقالات الهادفه والمفيده

  3. أتفق تمامًا مع مضمون المقال، فالصبر على الحكومة الجديدة خطوة ضرورية لإعطائها الفرصة لتحقيق التغيير المنشود. علينا أن نؤمن بقدرتنا على تجاوز المحن ونفض غبار الخوف والقلق، فالوطن يبنى بالتكاتف والأمل.
    لنكن جميعًا جزءًا من الحل ونساهم بإيجابية في بناء مستقبل أفضل لسورية.

  4. كلام جميل و واقعي ينمّ عن فهم الواقع الحالي ولما يحتاج إليه وطننا الغالي لكي ننهض حقاً بسوريا الخضراء وتنمية حضارتها وثقاافتها بطريقة مرموقة تليق بالسوريين.

    التحلي بالصبر في هذه المرحلة المفصلية و التعاون مع من يواصلون العمل ليلاً نهاراً للنهوض بسورية من القاع الذي كنا فيه و التكاتف فيما بيننا هو مفتاح نجاح المرحلة المقبلة
    نسأل الله التوفيق و السداد لكل السوريين و أن يجمعنا على قلب واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *