إعلان
إعلان

دونما “الآخر”، تصبح القصة مستحيلة..بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

فتحت لها تلك العبارة التي قرأتها للفيلسوفة “جوديث بتلر” ضمن كتابها (الذات تصف نفسها) آفاقاً من تأمّلٍ مدهش وغير متوقع، تقول: “يكون الإشباع نفسه أحياناً الوسيلة التي يتخلى فيها المرء عن الرغبة، الوسيلة التي ينقلب المرء بها ضدّها، ويرتّب لموتها السريع”..
فهل يجب ألا نُشبع رغبتنا بمعرفة الآخر..؟
أخذتْ نَفَساً عميقاً.. وبدا لها أن ذلك يحدّد أطرَ تشكيلِ علاقتها مع الآخر/الآخرين، من جديد.
لم يكن ابتهاجها لجهة اكتشافها أمراً يخصّ الآخر فحسب، ذلك أنها على قناعة أن كلّ حكم على الآخر هو حكم على الذات بالآن عينه.. سواء تشابهنا معه أم كان نقيضاً لنا.
لطالما كانت بعملية بحث دؤوب لمعرفة ذاتها من خلال الآخر..
أما الآن عليها أن تُغفل، قليلاً، “حشريتها” بمعرفة الآخر، أن تُسكت فضولها ورغبتها العارمة بفصفصة كل تحركاته، أقواله، وأفعاله.. وألّا تنشغل كثيراً بالخوض في مجاهل قناعاته وأفكاره.. وإلا دخلت في دائرة لزوم ما لا يلزم.
الآن ستستريح.. ستترك مساحات واسعة لتمتلئ بالكثير مما يغذي استمرار رغبتها باكتشاف “الآخر” دون قصد الإشباع.. ما يعني ترك مجال “حيوي” لإعادة اكتشاف ذاتها.. ووفق “بتلر” (الانحلال في الآخر ضرورة أولية).. كما تذكر المفكّرة الإيطالية “أدريانا كافاريرو”: (أنا موجودة بمعنى مهم بالنسبة لك، وبفضل وجودك… ولا يمكن للمرء الإحالة على “الأنا” إلا في علاقة مع “أنت”، دونما أنت تصبح قصتي مستحيلة).
 #سفيربرس_ بقلم : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *