إعلان
إعلان

بعد توجيه الاتهام لرئيس حملته الانتخابية ومحاميه الخاص هل يظل ترامب محصنا ؟

إعلان

ما شهدته محكمتان أمريكيتان في نيويورك وفيرجينا من دراما يوم 22 اغسطس/آب 2018 كان يشبه حلبة مصارعة ولكانت المبارزة انتهت بترنح الرئيس من شدة الضربات التي تلقاها إن لم تسقطه ارضاً.

بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط أنصاره على الأقل، كما لو أنه محصن، غير أن هذه الحصانة مرحلية ولا تعني أنها دائمة، وقد تظهر أثار الضربات التي تلقاها ترامب عندما يخسر الجمهوريون الانتخابات النصفية المقررة بعد نحو شهرين، ويفقدون السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

ونستعرض فيما يلي تداعيات ما حدث على ترامب
كوهين يورط ترامب في سلوك إجرامي

لم يقل مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق لترامب، إن الأخير كذب فقط بل طلب منه عام 2016 دفع أموال أو الإشراف على دفع أموال لشراء صمت سيدات يرغبن في توجيه اتهامات للرئيس بإقامة علاقات جنسية معهن خارج الزواج، وهو بذلك جعل منه طرفا في جريمة.

كما اعترف كوهين بأن الأموال كانت التي تم دفعها للسيدتين جاءت من المساهمات في الحملة الانتخابية، وهي أموال غيرها قانونية مصدرها إما شركات أو من فائض الأموال التي زادت عن الحد المسموح به للمرشح. وتصل عقوبة هاتين المخالفتين إلى السجن خمس سنوات كحد أقصى.
مواضيع قد تهمك

شركة سياحة بريطانية تجلي زبائنها من فندق بمصر إثر وفاة زوجين
إنهاء حرب اليمن التي تأبى الانتهاء
مرحبا بكم في بلدة يتحدث ذكورها وإناثها لغتين مختلفتين
فرنسا: رجل يقتل أمه وأخته قبل أن ترديه الشرطة

وكان ترامب قد نفى في الماضي أي علم بهذه الأموال. لكن فريق محاميه تراجع عن ذلك فيما بعد وأقر بأنه كانت لدى الرئيس فكرة عامة عن هذه المسألة، غير أن كوهين اعترف الآن بأن ترامب كان على علم بكل شيء منذ البداية.

محامي ترامب السابق يعترف بخرق القوانين الانتخابية بأمر من الأخير

ولا يتوقف الأمر على اعترافات كوهين الموجهة ضد ترامب، ففي قضية الأموال المدفوعة لكارين ماكدوغال، عارضة بلاي بوي، عرض محاميه بالفعل تسجيلا صوتيا يناقش فيه كوهين الأمر مع ترامب قبل الانتخابات بفترة قليلة.

أضف إلى ذلك أن ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز تعتزم استئناف دعوتها القضائية المرفوعة ضد ترامب للخروج من اتفاق الالتزام بالصمت الذي توسط فيه كوهين.

وكان القاضي قد علق هذه الدعوى القضائية على ذمة تحقيقات جنائية تجرى مع كوهين، وقد ظهرت أدلة جديدة بعد توصل كوهين الى اتفاق مع الادعاء العام . وقد تظهر هذه الدعوى مزيدا من الأدلة على تورط ترامب في دفع مبلغ 130 ألف دولار بشكل غير قانوني، وقد اعترف كوهين بأنه دفعه عشية الانتخابات التي جرت عام 2016.

وكان المحقق الخاص روبرت مولر، يواجه ضغوطا كبيرة لضمان إدانة رئيس الحملة الانتخابية السابق لترامب، بول مانافورت. وعلى الرغم من أن التهم الموجهة له لا صلة لها مباشرة بجوهر التحقيقات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية عام 2016، إلا أنها المرة الأولى التي يواجه فيها أفراد من فريق ترامب الإدانة من جانب هيئة محلفين.

ولو كانت المحكمة قد اخلت سبيل مانافورت سواء عبر تبرئته أو عدم توصل المحلفين الى قرار بالأدانة، لكان صراخ أنصار ترامب شق عنان السماء وهم يصرخون بأن التحقيق كله مضيعة للوقت وللمال.

وقرار المحلفين بادانة مانافورت لا يمثل انتصارا كاملا لمولر لانه القرار يشمل 8 تهم من اصل 18 تهمة ووجهها فريق التحقيق لمانافورت، وشملت التهرب الضريبي وعدم الكشف عن حسابات مالية في بنوك أجنبية والاحتيال على البنوك.

أضف إلى ذلك لوائح الاتهام ضد عدد من الأفراد والشركات الروسية واتفاقات اقرار بالذنب مبرمة بالفعل مع مسؤولين في حملة ترامب، بينهم جورج بابادوبلوس ومايكل فلين وريك غيتس فضلا عن المحامي أليكس فان دير زوان والمبرمج ريتشارد بينيدو.

ضغوط بشأن قضية مانافورت

من جانبه قال محامي مانافورت، بعد صدر قرار الادانة، خلال مؤتمر صحفي إن موكله يشعر “بخيبة أمل”. وعلى الرغم من إدانته في ثماني تهم جنائية فقط، فإنه قد يواجه عقوبة سجن لمدة طويلة.

ويواجه مانافورت دعوى ثانية ضده في العاصمة واشنطن وتبدأ جلسات الدعوى الشهر المقبل وتشمل تهم غسيل الأموال، والعمل كوكيل أجنبي بدون ترخيص، والتحايل على الولايات المتحدة، والإدلاء بتصريحات كاذبة والتلاعب بالشهود.

وأصر محامو مانافورت على الفصل بين المحاكمتين، اعتقادا منهم بأن لديهم فرصة أفضل لتبرئته أمام محكمة مدينة الإسكندرية في ولاية فرجينيا لكن خاب ظنهم وباءت مساعيهم بالفشل.

قاضي محاكمة بول مانافورت رئيس حملة ترامب الانتخابية السابق يتلقى تهديدات

ويأمل مانافورت على الأرجح في الحصول على عفو رئاسي من ترامب الذي وصف في وقت سابق محاكمته بأنها ذات دوافع سياسية وهو “رجل طيب”.

ويمكن للرئيس أن يصدر عفوا فقط في الجرائم الفيدرالية، لكن إدانة مانافورت بالاحتيال الضريبي قد يمهد السبيل إلى مواجهة تهم على مستوى الولايات مستقبلا، وهي تهم لا يملك ترامب سلطة إصدار العفو فيها.

ويواجه مانافورت، البالغ من العمر 69 عاما، عقوبة السجن لفترة طويلة، ومعارك قضائية أخرى في المستقبل. وعلى الرغم من أنه لم يبد رغبة بالتعاون في تحقيقات المستشار موللر حتى الآن، إلا أن الأمر قد يتغير مستقبلا.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *