إعلان
إعلان

عاصفة العقوبات الأمريكية .. آثار محدودة.بقلم : مــــيادة ســــفر

سفيربرس

إعلان

تدخل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز النفاذ في الخامس من تشرين الثاني \نوفمبر الجاري, والتي من المتوقع أن تشمل قطاعي النفط والطاقة والقطاع المالي, يريد بها البيت الأبيض عزل إيران عن محيطها الإقليمي والدولي, عقوبات لم تغب عن إيران منذ أربعين عاماً.

لكن يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخطو وحيداً في معركته الاقتصادية ضد إيران, بعد إخفاقه في الحصول على تأييد معظم الدول الأوربية, في السير معه فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني, ومع الثقة الإيرانية بإمكانية تجاوز العقوبات, وهو ما أكد عليه المرشد الإيراني السيد علي خامنئي, مؤكداً على فشل الولايات المتحدة الأمريكية على مدى العقود الماضية في الضغط على طهران.

مضت الأشهر الثلاث بعد الحزمة الأولى من العقوبات, والتي منحها ترامب كمهلة للدولة الإسلامية الإيرانية, في محاولة للضغط عليها, وإجبارها على إعادة التفاوض بشأن الملف النووي, والحصول على مكاسب جديدة لم يحصل عليها سلفه, لاسيما فيما يتعلق بالصواريخ البالستية, لكن وكما بات واضحاً فإن تلك المحاولات قد باءت بالفشل, فلا إيران رضخت للضغوط, ولا الدول الأوربية الموقعة على الاتفاق غيرت من موقفها, بل على العكس بدأت بمحاولة إيجاد طرق ووسائل, لتجاوز والالتفاف على العقوبات الأحادية التي فرضتها واشنطن.

ستكون هذه الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية على إيران, الأشد التي يمكن أن تواجهها طهران, فهي وإن لم تتمكن من التأثير على بنية النظام الإيراني من الداخل, إلا أنها من المؤكد أنها ستلقي بظلالها على الاقتصاد الإيراني, لكن ومن جهة أخرى, وفي ظل العلاقات الإيرانية مع عديد من الدول ذات الأهمية الاقتصادية والسياسة على المستوى الدولي, من المرجع أن تتمكن السلطات الإيرانية من تجاوز هذه العقوبات, أو على أقل تقدير, التخفيف قدر الإمكان من انعكاساتها على الداخل الإيراني.

تدخل العقوبات الأمريكية بحزمتها الثانية, بعد سلسلة من الخضات الأمنية والاقتصادية, شهدتها الساحة الداخلية في إيران, سواء في التظاهرات المعيشية في عدد من المحافظات الإيرانية, في محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي, أومن خلال تحريك بعض الجبهات, ومنها ما تعرض له العرض العسكري في مدينة الأحواز, ومحاولة الضغط من الجانب العراقي من خلال التظاهرات التي شهدتها مدينة البصرة جنوب العراق, لكن طهران تمكنت من تجاوز هذه الأزمات.

وفي ظل إعلان كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا, استمرارها بالتعامل التجاري والاقتصادي مع إيران, في مختلف القطاعات والتزامها بالاتفاق النووي الموقع, لا سيما بعد تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية, أن إيران التزمت بالاتفاق, ولم تعمل أي تطوير على أسلحتها النووية, وإعلان وزير الخزانة الأميركي استثناء عدة دول من العقوبات الأمريكية, كل ذلك يشي بإمكانية تجاوز تلك العقوبات, في ظل استعدادات إيرانية داخلية لمواجهتها, ورفضها المطلق الدخول بأية مفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب حول الملف النووي, وبانتظار الانتخابات الأمريكية بعد سنتين من الآن, والتي قد تفضي نتائجها إلى إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية, أو وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض, إلى ذلك الحين تعمل الحكومة الإيرانية, على مختلف المستويات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية, على تعزيز علاقاتها على المستوى الدولي والإقليمي, وفرض نفسها كلاعب أساسي واستراتيجي, لا يمكن تجاوزه.

يشار أخيراً, إلى أن موعد فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية, يتزامن مع الذكرى التي شكلت بداية الأزمات بين البلدين, في الرابع من تشرين الثاني عام 1979, حين تم اقتحام السفارة الأمريكية في طهران, واحتجاز عدد من الدبلوماسيين الأميركيين, فهل كان مقصوداً اختيار هذه التاريخ من قبل إدارة الرئيس ترامب, ليكون بمثابة تصفية حسابات قديمة؟.

سفيربرس ـ ميادة سفر – مركز بيروت للأخبار

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *