روايات قصيرة …جداً جداً. بقلم : نهلة البدوي

عندما تعرفت اليه ..كان طبيبٱ.

وعندما ذهبت اليه ..فتح لها باب العمارة

وعندما تزوجته..تعلمت كيف تغلق الباب خلفها لتذهب الى عيادتها

قضت حياتها مابين الصعود الى الجحيم والنزول الى القمة .

وجد نفسه اخيرٱ..

أجر بلا عمل . نوم بلا كوابيس ..

بات اخيرٱ. .. رجل بلا كفالة ..واب بلا ضمانة .

***

أخذت أمي وقتٱ طويلٱ في تنقية القمح من الذؤان .

وقفت متأففٱ..

ابتسمت امي وراحت تشرح لي سيناريو آخر من سيناريوهات الحياة .:

في الماضي يابني كانت جدتك تنقي الزؤان.  من الحنطة الوفيرة  بلمحة بصر .

على باب المتجر ..انتظرت طويلٱ لشراء كمية ضئيلة من القمح..

عندما وصل دوري ..

لم يبق قمح حقيقي.

***

عندما قال لها بابا نويل أنه سيأتي

ابتسمت ومضت في حال استهزائها

وعندما اتى حقيقة ..راحت تبحث عن تلك التي ابتسمت ومضت ولم تشأ التصديق .

كانت هنا ..وهناك كانت

تستدل على ذاك الذي اتى بغير موعد.

****

لم يلق احترام المحيط يومٱ..كان مخطئٱ بحق نفسه ومن يشاطره شبه حياة .

في أواخر أيامه ..عاش وحيدٱ منبوذٱ ..

دائمٱ كان في آخر صفوف الحياة ..

ولكنه أخيرٱ تقدمهم جميعٱ ..ورغمٱ عن الجميع .

هو في المقدمة ..والكل خلفه.

هو في المقدمة ..ولكن لمرة وااااحدة

كانت الطريق الى المقبرة ..بعيدة ..ووعرة

****

وقبل ان يلفظ النهار آخر انفاسه ..تذكرت انها لم تعش قصة حب ..

وقبل ان يطل الهزيع الآخير من تلك الليلة ..تلمست ابتسامة ثغرها على وقع اغنية لم تصغ لكلماتها يومٱ.

وقبل ان ينضب زيت قنديلها المعلق على تجاعيدها ..عثرت على مفاتيح حياة بهيئة مشبوبة

تذكرت ان الأبواب مازالت موصدة ..والمفاتيح صدأة

تدفات تلك الليلة الجليدية على المئة حطبة .

فتحت نافذتها الوهمية .

ليدخل الإعصار

سفيربرس : نهلة البدوي