وباء البشرـ بقلم : د. ياسمين مَغيّب

بئس هؤلاء البشر: جاهل يعتصم برباط الدين أجبرت على التعامل مع وهم خلقه، ومنافق متلون متمدن أنيق اللسان، متحضر التخفي ألقى به حظك التعس في طريقك، وجامع مال لا يخشى ربه، يبحث عنه أينما كان ويبيع لأجله القريب والبعيد والقيم والمبادئ، يظل وسيما في خداع كذبه إلى أن تسول لك نفسك الاقتراب منه، فيكشف قناع بغضه وفظاظه روحه، وعفن حبه للدنيا بتبجح دون حياء.

التعامل مع أمثال هؤلاء يعد إهانة للعقل، وجرحا غائرا لرقي قلبك، لا تقوى على مجابهة خصال طبعهم، ولا تمتلك إرادة الصمت أمام وقاحة سجيتهم.

هؤلاء يتمتعون بمشاعر سادية لا يدركون الحياة الصحية السوية، فهم يتلذذون بالإيذاء لكل من قابلوا سواء نفسيا أو ماديا، بحسب قدرتهم على التوغل فيه، فكلما اقتربت منهم كنت أكثر ألما، وكلما تعاملت بفطرة روحك كلما أصابتك شروخ الثقة في البشر.

قد تعجز عن ترميم ذاتك، وتظل تئن فلا تجد كفا رحيمة تواسي جراحك، كن فطن القلب، فلا تتوسم فيهم خيرا، ولا تحاول إصلاح من جبل على النقص، دعهم وشأنهم حتى تسلم من كتلة الشر القابعة بزوايا أنفسهم، وقد لا تسلم…

سفيربرس  ـ بقلم : د.ياسمين مغيّب

الأمارات العربية المتحدة