إعلان
إعلان

” ومــاذا بعـــــد ؟!.. ” بقلم : لينة ياسين النويلاتي

سفيربرس

إعلان

كل منّا لديه مايكفيه من الوجع ، وجميعنا نحاول جاهدين أن ننهضَ بقوةٍ وعزيمةٍ كلما أصابنا الدهر بوعكةِ حزنٍ أو مصيبةِ فقدانٍ قبل أن تتحول إلى آلامٍ مزمنة تدمّر الروح و النفس و تقودنا إلى اليأس ..
انتصرنا على الارهاب بعزيمةٍ و صبرٍ و جهادٍ على النفس وبكل الامل قررنا المصير و بكل الارادة و الصمود والمقاومة كان النصر ..
ماذا بعد ؟..
زمنٌ موحشٌ وصلنا إليه بسبب تداعيات الحرب ..تحوَّل البعض إلى حيتانٍ تبتلع كل الاسماك الصغيرة دون وَجَل ، وتَقلب المراكب رأساً على عَقِب ، وترمي بأحمالها في لجّ البحر !
وبات البعض الآخر رهينَ لقمةِ العيش بلاحولٍ و لاقوةٍ إلّا بالاتكال على الله ..
ماذا بعد ؟ ..
نحن شعبٌ انتصرنا على ويلاتٍ كثيرةٍ ألمّت بنا منذ بدء التاريخ ..
وعشنا قبل الحرب ازدهاراً بتنا نُحسد عليه من الشقيق قبل الصديق ،
فما بالكم بالأعداء ؟
هل تعتقدون اليوم بأننا غير قادرين على المزيد من الصبر و العمل على إعادة ازدهارنا الذي حاولوا سلبه منا و سلبَ هويتنا ووجودنا بشتى وسائل الارهاب والحرب القذرة التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها ؟
حرب قوت يومنا و أسباب عيشنا ومصادر أرزاقنا ، و حرب الأخلاق
و الكراهية ، وإرهاب التدمير و التهجير و التجويع و القتل و التشريد .. حربٌ على الحب ، و حربٌ ضد الوجود الانساني وحربٌ على كل تفاصيل الفرح ..ومازلنا نصنع الحب و الفرح و نستمر بأقل الامكانيات
و نحن نحوّل المصائب إلى فكاهات هزلية كما المضحك المبكي كي ننتصر على أوجاعنا المقيمة بيننا ؟
ماذا بعد ؟….
نشهد كلَّ يومٍ وجوهاً أصابها الإنهاك و التعب ، وأطفالا امتهنوا التسوّل
و التشرّد ونسوا كيف تُكتب أسماؤهم ..بل نسوا حتى أنسابهم ..
ونحن نسمع كل يوم نداءاتٍ لفكّ الحصار عن وطننا الحبيب سورية ..عن اللقمة و عن أسباب العيش الكريم ،عن خبزنا عن دوائنا عن الدفء عن النور و عن السعادة و عن الحب وعن الأمان ، وربما حتى عن الهواء الذي لوثته أدوات حربهم الآثمة على سلامنا !
وماذا بعد ؟..
الما بعد .. سننتصر .. وهذا وعد الله بشآمنا ووعد الله حق ..ومن يؤمن بحكمة قائدنا و قيادتنا التي دحرت الارهاب ، و يؤمن بتراب الوطن الغالي عليه أن يصبر ..الحصار سوف تُخلق بدائل له ، الفساد سوف يُجتث لن تطول أيادي الاخطبوط .. بل ستُقطع ! ..
الوطن لنا جميعا و علينا واجبات كما لدينا حقوق .. يدٌ بيد نخلق المعجزات بالحب ، سنعود أفضل مما كنا عليه قبل سنوات الحرب الارهابية المدمّرة ، سنعيد الفرح إلى القلوب و نعيد تأهيل النفوس وإعمار الحجر ، سيعود اقتصادنا أقوى مما كان عليه ، ولكن بالصبر و الارادة و العزيمة و الأمل و العمل …
جميعنا داخل الوطن عشنا الوجع و الحزن و الخوف و الدمار والخراب
والموت المجاني ، و كل تفاصيل تداعيات الحرب الارهابية الاقتصادية أكثر من ثماني سنوات … وفقدنا الغالي و النفيس في سبيل التشبث بجذور الوطن ولم نساوم ..ولم نبيع و لم نهاجر ولم نستسلم ..
ولكن ماذا بعد ؟ .. وبعد … و الأهم أننا ربحنا الوطن !..

سفيربرس _ بقلم : الإعلامية :  لينه ياسين النويلاتي 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *