قصص قصيرة جداً – ق.ق.ج .بقلم : سنا الصباغ
سفيربرس
ولادة
بزغ رأس البرعم من بين أكوام الدمار ؛
تراجع مذعوراً من رؤية الأشلاء المبعثرة حوله؛
وحدهُ دمُ الشهيد… رواه… فأزهرَ….
سوء توقيت
على قارعة الشارة الضوئية ، لمح طفلاً يفترش الرصيف و يتدثر العراء..
أنزل زجاجه الأسود.. أومى لسائقه.. أخرج محفظته…
و نادى الطفل…
لكن سرعان ما انطلقت السيارة على توقيت الشارة ..
و قبل أن يكتمل ارتسام البسمة على ذاك الوجه الطفولي..
فقد فشل السائق بموازنة توقيت الكاميرا على توقيت الصدقة!.
أمل
رغم زحمة المرور و اختناق الأمل و نفاد الأوكسجين في هاجرة الظهيرة.. اسنشقتُ للحظةٍ قطرةَ فرح تدحرجتْ على خدّ الحياة ….
كانوا مقابلي يضحكون و يمرحون…
الطفل بحضن الأم ملأت زقزقة ضحكته أرجاء (المكرو)..
الأم تشاركه موسيقى الحنان، على تقاسيم لمعةِ عينيه..
الأب يقهقه بفرحٍ زاد تجاعيد عينيه عمقاً و إيغالاً في الزمن…
للحظة خانتني عيناي عن وجوه الفرح… و هبطتُ بمقلتي إلى حذاء الأب العسكري….
كان هو الآخر فاغراً من ضحكةٍ حدَّ الوجع…
ألوان الحياة
من نافذتها المطلة على الحديقة ، ومن خلف ستار من العَبرات ، ألقَت نظرةً على فجر الحياة ، بعد أن خاصمها النوم ، و شظّاها التفكير ، و أنهكتها الذاكرة..
بيدٍ مسحت دمعةً فاضت بها عينها…
و بيدٍ لوّحت لدوريّ يستقبل الربيعَ بتغريدة…
مذيعة:
أنهت رسمَ ملامح جمالها ، تأكدت من أدقّ تفاصيل زينَتها ، ابتسمت للمرآة برضى ، و جلست أمام الكاميرا لتقرأ :
سقوت ساروخ أدى إلى استشهاد خمسة مواتنين ، بينهم أتفال … !!
امرأة:
علّقت شهاداتها على الجدار المقابل لأحلامها ، رتّبت كتبَهَا و دواوينها على رفوف الخيبة ، و جلست في زاوية الحياة تنتظرهُ ليُكملَ عقلها و دينها..!!
#سفيربرس بقلم: سنا الصباغ