قاسيون… الملاك الحارس لدمشق ـ بقلم : ضحى جهاد أحمد
# سفيربرس

ويحدث أن يعشق الزمن مدينة حتى الثمالة فيكتب لعينيها قصيدة على هيئة جبل، فيصير ملاكها الحارس وتعويذة تقيها الشر..
يشكل جبل قاسيون نوعا من القدسية عند السوريين عموما وسكان العاصمة خصوصا.. فقد أحاطوه بالأساطير والأماكن المقدسة المنسوبة إلى الأنبياء عليهم السلام، واستطاعوا أن يلفتوا إليه الأنظار مما جعله معلما سياحيا مهما، حيث يطلّ الزائر على منظر ولا أجمل لدمشق خاصة في الليل حيث تتزين المدينة بمصابيحها و أنوارها وفوانيس حاراتها القديمة…
موقع جبل قاسيون
يطلّ قاسيون على العاصمة السورية دمشق كحام وحارس، ومن الناحية الجغرافية يعد امتدادا لسلاسل الجبال السورية الغربية ويرتفع عن مستوى سطح البحر ألفا ومئة وخمسين مترا..
أصل التسمية *
عرف قاسيون عند العرب بعدة مسميات كجبل دمشق وجبل التين وجبل الأنبياء، وقد جاء ذكره في أحد المصادر باسم قيسون وأيضا قايسون وفي اللغة الآرمية القديمة قيصون والتي تعني نهائي أو أقصى،وهناك عدة روايات عن سبب تسميته لأنه قسا بصلابته فلم ينبت فيه العشب والأشجار..
الأحياء الموجودة في جبل قاسيون*
من أهم الأحياء حيّ الشهداء نسبة إلى الشهداء الأخوة الثلاثة الذين قضوا في فتح دمشق ودفنوا فيه وأقيم لهم مسجدا..
وأيضا الصالحية والمهاجرين وحيّ الأكراد في (ركن الدين) والروضة والمرابط وحيّ الشيخ محي الدين بن عربي وجادة العفيف وحارة شرف… وغيرها…
المغاور الموجودة في قاسيون *
فيه العديد من المغاور وأشهرها..
مغارة الجونة آو (الجوع) :وسبب تسميتها يعتقد أنه لجأ إليها أربعون نبيا.. ولم يكن معهم سوى رغيف واحد فأخذ كل واحد منهم يؤثر رفيقه على نفسه حتى ماتوا جميعا من الجوع.
مغارة الأربعين او مغارة آدم أو مغارة الدم :حيث يعتقد أن في سفح الجبل قتل قابيل أخاه هابيل ففتح الجبل ليبتلع القاتل..
وفيه كهف جبريل حيث جاءت الملائكة تعزي آدم عليه السلام بابنه المقتول، حيث أبقى الله سبحانه أثر الدم على صخوره عبرة للناس.
ويعتقد ان سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام نزل فيها وأمه أربعين عاما، وفيما بعد أتاها حواريو عيسى عليه السلام وكان عددهم أربعين.. ويضم المسجد المقام هناك أربعين محرابا.
أهم معالم جبل قاسيون *
صخرة اذكريني
لابد لكل من يزور قاسيون أن يأخذ صورة تذكارية أمام الصخرة العملاقة الموجودة في أعلاه والمطلة على الربوة والتي تعرف (بصخرة اذكريني) إذ تحكي قصة حب مؤلمة حين كان شاب يلتقي بمحبوبته عند هذه الصخرة وكان يهيم بها وهي كذلك إلا أن أهلها أجبروها على الزواج بغيره فلم يستطع الشاب تقبل الأمر فما كان منه إلا أن وقف على هذه الصخرة وكتب رسالة بدمه (اذكريني) ورمى نفسه..
فتأتي حبيبته هاربة من أهلها لعلها تلقاه فرأت هذه الكلمة وعرفت ما فعل فما كان منها إلا أن كتبت وبدمها أيضا (لن أنساك) ورمت بنفسها…
وتبقى هذه القصة بين الاسطورة
والواقع لكن دمشق تستقبل زوارها بكلمة اذكريني و يغادر الزائر محملا بلن أنساك..
” ويبقى قاسيون الجبل الأسطورة لمدينة منسوجة من حبات القلوب والمسورة بعزّ الشرق ”
“ضمئ الشرق فيا شام اسكبي واملئي الكأس له حتى الجمام
انا لست الغرد الفرد إذا قلت
طاب الجرح في شجو الحمام
أنا حسبي أنني من جبل
هو بين الله والأرض كلام
قمم كالشمس في قمتها
تلد النور وتعطيه الأنام”
*سعيد عقل *
# سفيربرس بقم : ضحى جهاد أحمد