حين استفاق الجرح .. بقلم : رود مرزوق

حين استفاق الجرح

حق للقلب المخذول أن ينسحب

فما نفع البقاء والاستمرار

وتجرع خيبات أمل جديدة

وتصديق كذبات مبتكرة بإحكام

وارتداء أقنعة قد اهترأت من كثرة الاستخدام

نعم …

قد تجرأنا أخيرا

أن نعتذر بكل صدق أمام حب لم نستحقه

حين سرنا في دروب غرور متكلف يقودنا كبرياء مخادع

فوضعنا أشواقنا الجريحة في حقائب شائكة كي يزداد نزيفها

عند الرحيل

وخنقنا وعودنا الحالمة في جيوب واقعنا الضيقة كي لا

تتنفس الحياة بعد الآن

لم نعد واحدا

بتنا اثنين

ففي الماضي

لم نكن نختلف على أي شيء

حين كان الحب هو قضيتنا الوحيدة

والآن …

بتنا نختلف على أي شيء

حين فقدنا النبض الحقيقي بذلك الشعور النبيل

لم نعد قلبا واحدا

صرنا قلبين

كل منا يلقي نظرة على كل شيء في الحياة بأدق التفاصيل

ولا يستطيع أن يلقي نظرة خاطفة على الآخر

ليمر الحب بمحاذاتنا كشخص غريب لا يمكنه التعرف إلينا

فقد بتنا محاطين بهالة من الكذب والرياء والنفاق

تكفي لكل ما سيأتي بعدنا من قصص حب خائبة الرجاء

لم نعد واحدا

صرنا اثنين

وربما أكثر

بات الوصال من المستحيل

بت أرى في عينيك اللتين كانتا لي أجمل وطن

غربة مزدحمة بالنساء لم أعرف متى بدأت ولا أظنها

ستنتهي

كنت تتقن تمثيل أدوارك المختلفة في مسرحية العشق

الزائفة

وكنت أتفنن في تصديق أدق أحداثها المخادعة

قد استفاق جرحي النائم أخيرا

ويحق لقلبي المخدوع أن ينسحب

وبما يحمله من ذكريات جراح وآلام أن يكتفي

لم نعد كما كنا

في الحب قد هزمنا

لم نعد واحدا

صرنا إثنين

وربما أكثر

أكثر بكثير

قد انتهينا

ما عدت إليك بعد الآن أنتمي

#سفيربرس _ بقلم : رود مرزوق
27/8/2019