الاستيقاظ الكاذب _ بقلم : غالية اسعيد

لحظات حرجة مضطربة، تتسابق بها أنت ما بين الواقع والخيال، يراودك سؤال مهم في أثنائها هل أنا نائم أم مستيقظ؟ يهيئ إليك أنك تمارس أعمال يومك بشكل اعتيادي طبيعي، ولكن هنا قد تكمن الصدمة عندما تكتشف أنك كنت في أحلامك المضطربة، وأنك كنت تعيش حالة تدعى بالاستيقاظ الكاذب … قد تشعر في قرائتك لهذه السطور بالاستغراب والدهشة، هل هناك إحساس يدعى الاستيقاظ الكاذب ؟؟ دعني أشبع فراغات أسئلتك بهذه السطور والكلمات.
إذاً ما هو هذا الاستيقاظ وكيف يحدث حدثيني عنه؟
عُرف الاستيقاظ الكاذب هو حلم مقنع وعميق عن الاستيقاظ من النوم في حين أن الحالم لا يزال في الواقع مستغرقاً في النوم، وعادة ما يحلم الفرد بعد الاستيقاظ الكاذب بأنه يؤدي أعمال الصباح اليومية كالطهي والتنظيف وحتى الذهاب إلى العمل … تخيل، وأحياناً تسمى هذه الحالة بالحلم المزدوج أو بحلم داخل حلم آخر.
حسناً وكيف يحدث هذا الاستيقاظ وماهي أسبابه؟ رافقني في هذه السطور لنتعرف عليه أكثر.
وطبقاً لدراسات نفسية فأن ما لا يقل عن 90% من سكان العالم قد جرب هذه التجربة، وهذا يقدر بحوالي 6.3 بليون شخص! يمكن أن تتقلب على جانبك عند الاستيقاظ وتعود مرة أخرى للنوم وكل هذا بدون أن تشك في إنك قد حركت عضلة واحدة.
وينقسم الاستيقاظ الكاذب إلى نوعين:
النوع الأول: يحلم الإنسان بأنه يقوم ببعض الأنشطة مثل الاستيقاظ، والاستحمام، وارتداء الملابس، وتناول الإفطار، وفي مرحلة ما يدرك الحالم أن هناك شيئًا ليس صحيحًا يحدث، وهنا يستيقظ من النوم.
والنوع الثاني: من الاستيقاظ الزائف حيث يشعر فيه الإنسان أكثر بالتوتر والتشاؤم، وقد يكون مرتبط بالهلاوس ومثل هذه الأحداث مرتبط بالكوابيس والقلق.
ويرى ماكريري أن تشابه الظواهر ليس مصادفة، بل أنه ينتج من حقيقة أن كلتا الظاهرتين النوع الثاني من الاستيقاظ الكاذب والتجربة الوهمية الأولية تعدان من ظواهر النوم، ويرى أيضاً بأن التجربة الوهمية الأولية، مثل غيرها من الظواهر مثل الذهان والهلوسة، تمثل تدخلاً في عمليات الوعي في المرحلة الأولى من النوم، ويعتقد أن السبب وراء هذه التدخلات هو سبب ذهاني في حالة من فرط الإثارة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ما سماه إيان أوزوالد بـ “النوم الدقيق” في اليقظة.
لماذا يحدث الاستيقاظ الكاذب؟
قد توحي اليقظة الكاذبة بدرجة من الحلم واضطراب النوم، ومن الممكن أن يكون الدماغ في حالة من الوعي أو النوم في وقت واحد، والذي يحدث أثناء الاستيقاظ الكاذب، بسبب تنشيط جزء من الدماغ المسئول عن الوعي بينما يستمر الجزء الآخر الذي يولد الحلم حيوي.

ياترى ماهي أسباب الاستيقاظ الكاذب؟ يسند هذا الإحساس إلى مجموعة من العوامل وهي:
– توقف التنفس أثناء النوم وغالبًا ما يكون مصحوبًا بالشخير أو توقف في التنفس أو لهث.
– حركات الأطراف المتكررة للنوم.
-الأرق.
– الضوضاء البيئية.
– شلل النوم.
لا ينتج الاستيقاظ الزائف عن أي مرض نفسي أو جسدي ولكن هو عبارة عن مظهر متكرر من الأحلام التي لا تتطلب أي علاج، لكن إذا ثبت تكرار الأحلام المزعجة، أو الشعور كثيراً بالقلق مثل حالة اضطراب ما بعد الصدمة، قد تساعد بعض الأدوية في العلاج تخفيف الكوابيس والتي يصفها الطبيب المعالج.

#سفيربرس _ بقلم : غالية اسعيد