إعلان
إعلان

التلاعب النفسي . _ بقلم: غالية اسعيد

# سفيربرس

إعلان

حركات نفسية مؤلمة، شعور مر بك أنك لا تمتلك حرية ذاتك، إحساس يربطك بأحدهم من ناحية العاطفة ولكنك لا تستطيع أن تحرك ساكناً، فهناك شيء ما من العطف يربطك به، ترى هل سبق وسألت نفسك ما هو هذا الشعور الذي يعتري روحك ويؤلم قلبك ؟ ولا شيء بيديك إلا الصمت لأنك تحب هذا الشخص.
دعني أشارك لحظات تفكيرك وصمتك وأوضح لك هذا الشعور، هل سمعت بتلاعب العاطفي أو الابتزاز العاطفي أو بداء السيطرة ؟؟؟
كلمات جديدة على مسامعك أليس كذلك ؟؟ … لا تقلق رافقني عزيزي القارئ بين هذه السطور لنوضح الأمر لك.
التعرّض للتلاعب بالمشاعر هو من بين أكثر الأمور التي تؤذي الإنسان وتتركه يعاني من قلّة ثقةِ بالنفس أو قساوة مفاجئة ضدّ الغير، حتى ضدّ الأشخاص الذين لم يكونوا سبباً في ألمه.
ويتّصف الشخص المتلاعب بالغير عاطفيّاً بعددٍ من التصرّفات والخدع التي يمارسها لاستغلال من حوله وجعلهم ضحايا لمغرياته من دون أن يعوا ذلك.
وفقًا لما ذكرته الطبيبة النفسية (سوزان فوروار)، التي ساهمت بالكثير في دراسة هذا الاضراب فإن “الابتزاز العاطفي” هو أحد أشكال التلاعب القوية يقوم خلالها المبتز الذي تربطه صلة قوية بالضحية بتهديده، بطريق مباشر أو غير مباشر، بالعقاب إذا لم يحصل على ما يرغب، حيث يكون على علم بنقاط ضعف ضحاياه وأدق أسرارهم، فالأشخاص الذين يلجؤون للابتزاز العاطفي هم من الأصدقاء، والزملاء وأفراد العائلة الذين تربطنا بهم علاقات قوية مثل الآباء، أو الشركاء، أو الرؤساء أو الأزواج، فمهما بلغ مقدار اهتمام المبتز بضحيته، فإنه يستفيد من معرفته القوية به للفوز بإذعانه له .
ومع علمه أن الضحية يرغب في الحب، أو الدعم، أو تأكيد الهوية، قد يهدد المبتز بالتوقف عن قيامه ذلك أو سلبه إياها، أو قد يجعله يشعر بأن عليه أن يثبت استحقاقه له، إذاً هي مرحلة يتكشف فيها كل مناور عن سحره، حتى يوقع فريسته في مصيدته النفسية.

حُددت أربعة أنواع من الابتزاز يتميز كل منه بأسلوب تلاعب عقلي خاص:
العقاب: شعاره “أنا وليكن من بعدي الطوفان”. وبصرف النظر عما تشعر به أو تحتاجه، يتجاهله المعاقب.العقاب الذاتي: الذي يلعب الذين يقومون بالعقاب الذاتي دور “الناضج” البالغ الوحيد في العلاقة… فيفترض بأن عليه أن يسرع عندما يكونون في حاجته.
المعاناة: يتخذ المعانون موقفًا “إذا لم تفعل ما أريده منك فسوف أعاني، وأنت من يتحمل مسؤولية ذلك”.
التعذيب: المعذبون هم أكثر المبتزين مكرًا، فهم لا يقدمون شيئًا عن طيب خاطر
وعلى نطاق أوسع، “في الرابط الأسري… يتوقع من كل شخص أن يتم التحكم به، وأن يتحكم في الآخرين، عن طريق التأثير المتبادل الذي يمتلكه كل واحد على الآخر… ثم اللجوء إلى إجبار الآخرين بالتعاطف، والابتزاز، والنشأة في عائلة مثل هذه سوف يخلق بارعاً في التلاعب العاطفي.
بناء على تم ذكره أتوقع نوعاً ما أن مفهوم التلاعب العاطفي أو داء السيطرة قد أصبح شيئاً غير مبهم لك أليس كذلك؟ دعني الآن أجيب عن سؤال مهم يراود تفكيرك، ألا وهو كيف أستطيع التخلص من هذا الشعور النفسي المؤلم؟
تؤكد الدراسات النفسية أن “احترام نزاهة الفرد وحمايتها ليست بالأمر السهل، يسكت المبتزون ضميرنا الداخلي…ويتواصلون مع الأجزاء العارفة فينا.
“ومن هنا قدمت الدراسات مبادئ لتحديد عدة أساليب لمقاومة الابتزاز العاطفي
النصيحة الأولى: التعرف على الإشارات

الخطوة الأولى للحماية هي المعلومات، اكتشف متى يتم التلاعب بك، عادة يتألف الابتزاز العاطفي من خلال ست مراحل: الطلب والمقاومة والضغط والتهديد والإذعان والتكرار.
1-الطلب: عندما يطلب شخص ما منك القيام بفعل شيء من أجله.
2-المقاومة: عندما تظهر القلق بشأن هذا الطلب.
3-الضغط: عندما يضيق عليك هذا الشخص الخناق ويحصرك في زاوية ضيقة.
4-التهديد: عندما يبدأ هذا الشخص بالقول إن عدم قيامك بما يريده سيكون له عواقب وخيمة.
5-الإذعان: الاستسلام والقيام بما يريده ذلك الشخص.
6-التكرار: عندما تبدأ هذه الدورة الجنونية مرة أخرى.
تتيح لك معرفة هذه المراحل وفهمها أخذ الحذر والحيطة قبل أن يسيطر عليك المبتز ويستغلك.
النصيحة الثانية: حب النفس
غالباً ما يكون ضحايا هذا النوع من الابتزاز يشعرون بعدم الأمان، ويعتمدون بشكل كبير على الأشخاص من حولهم لذلك يستسلمون لسيطرة الآخرين بكل سهولة.
لحماية نفسك:
– عزز جانب “احترام وتقدير الذات”.
– لا تدع ما يقوله الآخرون يؤثر عليك كثيراً.
– أعرف نفسك وقيمتك في المجتمع.
– تحدث مع مستشارك النفسي أو صديقك المقرب ليساعدك في التعرف على سماتك البارزة، أو خذ وقتاً مستقطعاً لحل مشاكلك الشخصية.
هذا التدبير الوقائي يساعدك على الوقوف في وجه الابتزاز العاطفي.

النصيحة الثالثة: المنطقية
يمكن أن يساعد تبني وجهة نظر منطقية على حمايتك من التلاعب هذا الأمر هو أصعب بكثير مما قد يبدو، لذلك من الأفضل لك أن تكون مستعد للثبات والصمود.
قد يكون الرضوخ والاستسلام هو الخيار الأسهل، ولكن هذا الأمر من شأنه أن يعيدك إلى حلقة الابتزاز نفسها ويستنفد طاقاتك.
كل شخص لديه القدرة على استخدام الابتزاز العاطفي للحصول على ما يريد، لا تسمح لنفسك أن تكون الضحية.
في نهاية الحديث كن لنفسك سنداً وحارساً أميناً ضد كل هؤلاء المبتزين الموجودين في نطاق حياتك بشكل مكرر وتذكر أنك فرصة لا تتكرر كل مرة بسهولة في نطاق الحياة.

# سفيربرس _ بقلم: غالية اسعيد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *