قنصت روحه..! _ بقلم : سعاد زاهر
#سفيربرس
هي مؤجلة لدينا.. وكأن حال السوريين يقول.. عشناها مراراً.. وغنينا لها تكراراً.. وسهرنا طويلاً حتى ملت ليالينا..
سهرات حبنا.. حينها خلت من قناصي الحلم، ومن كمائن.. الخيانة.. ومن معادن الرخص تلك التي تقتات على أجسادنا..
كنا نلتقط روائح النقاء.. ونغرق فيها طويلاً..
أما الآن..
أعياد الحب لدينا مؤجلة.. وان حضرت فهي باهتة كمن قنصت روحها، وتركت أشلاؤها حرة تذروها الريح، لتتلون مع هبوبها..!
دفقات عواطفنا تبدو بلهاء ساذجة.. كمن اقتيدت رغما عنها نحو حتف.. لافرار منه..
أقفاص الكراهية.. تحيط بنا.. أينما حللنا..!
وعيون متربصة حاقدة.. حقدها مرير تتربص بنا.. لتبعثر شرارات نور الحب.. وتحيلها رمادا..
ونزداد كرها..!
نرفع شعاراتنا وكان شيئا لايحدث.. بعضنا يمسي كمراهق مدلل – ساذج.. لايفقه شيئاً.. معتقدا أن الدنيا خلقت له ومن أجله، والكون كله يدور بحثا عن رضاه.. وكل ما يحدث الآن إنما ليصنع له مستقبلاً باهراً..
الحب السوري خاو من البهجة.. وكأن بلادنا اشمأزت ممن عليها.. فحرمتهم من نعمته..
أعياد الحب تلك إن مرت على البعض.. تبدو بطيئة مملة، تغرقنا في مظاهر وكأنها خلقت منذ الأزل لغيرنا..
تصر على تذكيرنا.. في أي لحظة، يمكن أن نفقد من نحب..
بلمح البرق.. قد تطوف روحه حولنا بعد أن تختطفه أي من تلك المعادن التي تلتف حول رقابنا وتخترق أجسادنا بأشكال شتى..
ليت البشرية تعود إلى.. بدائيتها.. كي لايكون للحب كل هذا التفسير العصري…!
ترى هل سيأتي وقت.. يؤمن فيه الأحبة.. بلحظة انبثاق.. ببقايا الضوء المضطهد.. بكل الحكايا الخرافية تلك التي لم تولد بعد..
هل يأتي وقت يسمح فيها للقلوب التي تلتهب حبا.. أن تنطق.. وأن تترجم خفقانها كما يحلو لها..!
#سفيربرس _بقلم: سعاد زاهر
