إهداء للمرأة السورية ـ بقلم: د. غيداء حمدان

تُـلامسُ وجـهَ الغيمِ رايـاتي…. و تسمعُ الشَّمسُ وقعَ خُطواتي
إن مسَّ الـتَّـاريخَ  ذكرٌ مني …. أوغلَ مُحـلِقـاً في الفضــاآت
أنا بنتُ العزِّ فلســـتُ أُبـالي….. بالمـاضي مِنَ الزَّمــانِ والآتـي
أُُمــيَّ أَرضٌ  باركَـهـا الـلــــهُ…. على لســان مَن ختم النــبواتِ
أعُـدُّ السِّــــنينَ وماليَّ هَـمٌ …. يــرُدُّني الدَّهــرُ من الشَّــابـات
تزيدني الأيامُ ُحسناً باهراً …. فهـذا دأبي طِـــوالَ حــيـــاتي
أمضي لاخَطبَ داهمَ يوقِفُني..قد أَتعبتُ الدَّهرَ في مُجاراتي
بقلبي تفورُ ألـــوانُ الربــيـعِ … تموجُ ترسـمُـها الريحُ لوحـاتِ
ويسكن في الضلوعَ فَوْحٌ طيبٌ…. مسروقٌ من حرقةِ نهداتي
أخطُّ على جبينِ الدهرِ وشماً …. يلثمُ خــدَّ زُهـرِ النُجـيـمـات
أنا شـــمعةٌ للحـبِّ أوقِــدُهــا….  في ليلٍ حالكٍ حتى الثمالاتِ
أنا في الليـالي أنجُـمٌ زُهــــرٌ …. وطـيــرٌ ترنَّمَ في الصّباحاتِ
زهرةٌ تشتاقُ الشَّمسُ رُؤيَتَها … باسَ الصُّبحُ خدودَها الخَفِراتِ
تخفي الضَّفائرُ عزماً شديداً …. يروي الآمــالَ بنَضحِ أُمـنياتي
تُخاصمُ النومَ عمداً عيونُ قلبي …وليست للهوٍ أو لُعْبٍ سَهْراتي
وإِنَّمَا  أُســاهرُ القـمــرَ المنيرَ …. تـقـتـبسُ كمالَــهُ كُـلُّ صـنعـاتي
أُسـاعدُ الأب والأخَ والزوجَ … ..لا أبخلُ دونَ شُـكرٍ بالعطاءاتِ
أما جوهرةُ تاجي وافتِخاري ….إبنٌ و بنتٌ هم زيـنـةُ الحـيـاة
أُكَبِّرُهُـم أرعــاهـم أُعـلِّمُـهـم. …. أسقيهمُ الوطـنَ عبرَ رضْعاتـي
إن جاد زمانُنا بالسِّــلمِ كانوا …. جناحَ عـنقـاءَ تعتلي الغـيمـاتِ
وإن دقت الحربُ شؤمَ طبولِها… إســـتنفروا ألا ويـلٌ للعاديات
وَ للشَّبابِ عَزْمٌ يُحطِّمُ الصَّخرَ … يسقونَ العِدا كؤوساً مترعات
حلفوا ألا يـعـودوا بغيرِ نصـرٍ….. أو بالشّـهادةِ تَعتـلي الـهـامـاتِ
تَعْتَلِجُ في صــدريَ الآهُ حُزناً …. إذ يرجِعوا قد عطروا الراياتِ
فاحمَرَّتْ قانيـاتٌ أما البياضُ …. فناصعٌ مثلَ أرواحٍ نـقــيــاتِ
واخضرت العيونُ و زان رموشَها.. ســوادُ من دخانٍ الوقـعات
وما الفِخارُ إلاَّ لي أمُّ الشَّهيدِ …حملتُ النَّعشَ فيهِ الروحُ مهداةِ
أُرجِّعَ الصَّدى و العيونُ غيداقةٌ.. فيا ثرى وطني إسمَع مناداتي
وهَبتُكَ كَبِدي ملفوفـــةً بعَــلـمٍ….. بالله عليك فـاحـفظ أماناتي

#سفيربرس بقلم:  د. غيداء حمدان
بمناسبة يوم المرأة العالمي