إعلان
إعلان

الخوف والقلق وتأثيره على حالتنا _ بقلم: الأستاذة . غالية اسعيّد.

#سفيربرس

إعلان

لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها!!؟ هل لأننا شُعوب تعشق أحزانها؟ أم لأننا من كثرة ما اعتدنا من الخوف أصبحنا نخاف على كل شيء، ومن أي شيء! حتى أوقات سعادتنا نخشى عليها من النهاية.
مشاعر مختلطة بين التوتر والهلع، بين الشك والريبة، بين الممكن والواقع، هكذا تبدو مشاعرنا مضطربة مختلطة تارة آمنة وتارة آخرى مشوهة بين سطور كتبت وكلمات سُمعت، وبين القيل والقال وكثرة الأقوال، مشاعرنا الآن برعاية الخوف والقلق والشك.
فترات عصيبة ليست بسهلة أبداً، ولا نحسد نحن ولا العالم عليها الآن، الخوف، المرض، الصحة، النجاة، الشفاء والعافية خليط كتميز من المشاعر يكلل حياتنا بكل لحظة نرقب فيها دقات الساعة منتظرين إعلان حالة النجاة، لكن لا يمنع أبداً من تسلل ذلك الشبح المرهب إلى سكنات حياتنا ومشاركته تفاصيل يومنا.
الخوف والقلق ماذا يفعل بنا الآن؟؟
وهل من الممكن أن يكون الإكثار منه سبباً لدخولنا متاهته المخيفة؟
ماهو تأثير هذه المشاعر في تفاصيل يومنا؟
رافقني عزيزي القارئ بين هذه السطور لنتحدث قليلاً عن هذه المشاعر وسيطرتها علينا خاصة في ظل ظروفنا الصحية الراهنة.
الخوف والقلق أمران مُتلازمان يُصاب بهما الإنسان الطبيعيّ وتعتبر من الحالات النفسيّة الطبيعيّة طالما أنها في حدود المعقول وفي حدود المألوف، وتتحوّل إلى أمر مرضيّ وحالة غير صحيّة في حين أن الإنسان يشعر بها بشكل دائم، وتبدأ بالتأثير على حالتهِ النفسيّة وتمتدّ بلا شكّ إلى التأثير البيولوجي أو الحيوي على الجسم، والاستسلام للقلق والخوف هو أمرٌ في غاية السوء، لذلك فكرة أن تبعد القلق والخوف عنك بأية طريقة حتّى لا يتغلغل في أعماقك ويصبح من سماتك النفسيّة والعضويّة.
وكما ذكرنا عزيزي أن الخوف والقلق أمران متلازمان ولكن لكلّ شعورٍ منهما وضعٌ خاص يختلف عن الآخر، فالخوف هو نتيجة طبيعية وشعور لأمرٍ ما يتعرّض له الإنسان أو أنه مُقبلٌ عليه.
نحن مع مرور الوقت نكره ما نخاف هذا ما قاله (وليم شكسبير) عن الخوف، ويبدو أنه قد وصفه وصفاً جيداً أليس كذلك؟؟؟
وكذلك قال فيه (أرسطو) الخوف ألم نابع من توقع الشر.
أمّا القلق فهوَ شعورٌ سابق لأوانه وترقّب للمستقبل أو استرسال في التفكّر فيما سيحدث وما نتنبأ وقوعه، والقلق من أمرٍ ما يجب أن يواجه بطريقةٍ مُباشرة تصرفهُ عنّا وتستبدل هذا الشعور بالتفاؤل بما سيحدث وتوقّع الأمر الإيجابيّ، فلو جاءنا أمر فيه خير فهذا ما نتمنّاه ولو كان غير ذلك نكون على الأقلّ قد أرحنا أنفسنا من سوء التفكير والقلق الذي كادَ أن يقضي على حياتنا بالجُملة. ألا توافقني الرأي إلى الآن؟؟؟
أحيانًا تكون المعاناة من القلق جزءًا طبيعيًّا من الحياة، ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق غالبًا ما يكون لديهم مخاوف وخوف مفرط ومستمر من المواقف اليومية، وفي كثير من الأحيان، تتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب، وتصل إلى ذروتها في غضون دقائق أي (نوبات الهلع) شيء مؤلم.. معك حق.
تتداخل مشاعر القلق والذعر هذه مع الأنشطة اليومية، ويصعب التحكم فيها، ولا تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة، قد تتجنب بعض الأماكن أو المواقف لمنع هذه المشاعر، تخيل!
قد تبدأ الأعراض خلال سنوات الطفولة، أو سن المراهقة، وتستمر حتى سن البلوغ، وعليه فإن وضع العالم الآن بيئة مناسبة جداً إلى يمتد الخوف والقلق ويصبح مسيطراً علينا.
ومن أمثلة اضطرابات القلق: اضطراب القلق العام، واضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)، والرهاب المحدد، واضطراب قلق الانفصال. يمكن أن تُصاب بأكثر من اضطراب قلقي واحد. قد ينتج القلق في بعض الأحيان عن حالة طبية تحتاج إلى علاج.
وأيًّا كان شكل القلق لديك عليك طلب المساعدة لتخلص من هذا الأمر.
والآن لديك سؤال أظن ذلك وهو كيف تظهر أعراض القلق؟؟؟
قد تظهر لديك أعراض القلق على الشكل التالي، فقد تشعر بأنك قلق جداً حيال أمنك الشخصي وأمن أحبائك، أو قد يتولد لديك شعور بأن شيئاً سيئاً سيحدث كحال المرض حالياً وللأسف، حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس.
تشمَل العلامات والأعراض الشائعة للقلق ما يلي:
الشعور بالعصبيَّة أو القلق أو التوتُّر، الشعور بالخطر الوَشيك أو الذُّعر أو التَّشاؤم، الإصابة بزيادة مُعدَّل ضربات القلب، زيادة مُعدَل التنفُس أي (فرط التهوية)، التعرُّق، الارتِجاف، الشعور بالضَّعف أو التَّعب، التركيز على الصُّعوبات أو التفكير في أيِّ أمرٍ بِخلاف القلق الحالي، الإصابة بصعوبة في النوم التعرض لمشكلات مَعِدية مَعوية، مُواجهة صعوبة في السَّيطرة على القلق.

والآن لديك سؤال مهم يا ترى ماهي تأثيرات اضطراب القلق والخوف على الجهاز العصبي المركزي:
يمكن أن يسبب القلق الطويل المدى ونوبات الذعر المتكررة إطلاق الدماغ هناك آثار مخيفة إذا لم أبالغ بها علينا من ما يعرف بهرمونات الإجهاد وبشكل منتظم مما سيؤدي بدوره لزيادة في تواتر الأعراض مثل الصداع والدوار والاكتئاب ،عندما يشعر الشخص بالقلق والضغط النفسي أو الجسدي فإن دماغه يغمر الجهاز العصبي بالهرمونات. والمواد الكيميائية المصممة لمساعدته على الاستجابة للتهديد ويعتبر الأدرينالين والكورتيزون أهمها
وعلى الرغم من أن إفراز هذه المواد والهرمونات يعد مفيداً في حالة التعرض للأحداث التي تواجه الإنسان وتمتاز بأنها عالية الإجهاد فإن التعرض طويل الأجل لهرمونات الإجهاد يمكن أن يسبب ضرراً أكبر لصحتك الجسدية على المدى الطويل والمتكرر فعلى سبيل المثال يمكن أن يشكل التعرض الطويل الأجل والمتكرر لإفراز الكورتيزون لزيادة في الوزن
وعلى الجانب النفسي يعتبر الخوف والقلق من ألد أعداء الجهاز المناعي للجسم لذاك فهو يضعف مناعة الجسم ويجعله طعماً سهلاً في تلقي الأمراض، وسبباً مهماً في تهتك الحالة الدفاعية لجسمك وبالتالي لا قدر الله دخول المرض بطريقة أسرع إلى الجسم.
وما قاله (مارك توين) الشجاعة هي إتقان الخوف وليس غياب الخوف… يستحق التفكير، أليس كذلك.
لذا كان من الضروري جداً تدعيم الجسم نفسياً وعدم ترك سياسة الخوف والقلق تسيطر عليك.
في نهاية المطاف إلا أن نسأل الأحزان حلماً نسأل التعذيب صبراً نسأل السجان صفحاً نسأل الخوف الأمان.
تذكر نحن بأمان الله ورعايته …

#سفيربرس _ بقلم: الأستاذة . غالية اسعيّد.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *