رمضان يجمعنا … ومضات من هذا الشهر الفضيل مابين الماضي والحاضر . الأستاذة:.خلود بزرتو

ها هو شهر الرحمه والمغفرة حل ضيفاً عزيزاً خفيفا”ينتظره المسلمون للتقرب من الله بالصيام والقيام والكثير من العبادات ..

إن رمضان يأتي لينقّي أنفسنا ويهذبها من الحقد والذنوب والأضغان ويغسلنا من شوائب العام كله ..

هل رمضان أيامنا هذه مثل رمضان في الماضي ؟ .

هل هو تغيير أم النفوس تغيرت ؟.

إنه الإنسان هو الذي نسي أنه لا قيمة لأي عباده بالعاده ..مالم تنعكس على سلوكه الإجتماعي والأخلاقي .

” المسحرـ  لمة العائله ـ الألعاب الورقيه وغيرها كالبرجيس ـ  السكبه ـ السهرات العائليه ـ السحور ـ الحكواتي  ـ المأكولات اللذيذه والحلويات ـ زينة رمضان ”
كل هذه عادات وتقاليد تعايشنا معها بالسابق وبالزمن الجميل ..

في الماضي كان المتخاصمون والمتنازعون يعلنون الهدنه احتراما للشهر الفضيل ليأتي التسامح والغفران ويغسل كل الحقد والضغينه والمشاحنه .
ولعل من أهم المظاهر تعاطف الناس وتواصلهم وبر الأغنياء للفقراء والبحث عنهم ليقبل صيامهم وإلا لا فائدة ترجى من الجوع والعطش .

السكبه :
أين أطباق المأكولات التي توزع بين الجيران والأقارب عندما يطرق الباب قبل الأفطار ليقدم لك جارك الطبق اللذيذ الذي تفوح رائحته بالبناء كله ، كم هذه العاده جميله وتزيد الترابط الاجتماعي في الحي والحارة .

المسحراتي :
صاحب الصوت الجميل يجوب الحارات وهو يصدح قائلا”
(يا نايم وحد الدايم )

الحكواتي :
الذي يسرد القصص الجميله والمعبرة في المقاهي بعد صلاة التراويح ..

لمة العائله :
على طاوله واحده بانتظار صوت المدفع  حيث يجتمع الأباء والأبناء والأحفاد للبدء بتناول الطعام …

صلاة التراويح :
حيث يذهب الأب مع أولاده لأقرب مسجد ليقيموا ويحيوا هذه السنّه النبويه الشريفه المخصصه لهذا الشهر الفضيل .

لقد تحول رمضان اليوم عند الكثير إلى سهر وترفيه وجلوس أمام الفضائيات لمتابعة اتفه المسلسلات التي تحضّرمن قبل شركات الإنتاج لهذا الشهر والذهاب لخيمات رمضان والسهر للسحور وكلنا نعلم ماذا تعني خيمة رمضان وما يحصل بها !!!!..

الهدر والتبذير والأسراف والتفاخر بعرض السفر والموائد على مواقع التواصل الاجتماعي للأسف …

كم من الطقوس الجميله والحميمه التي تشعرنا بالدفئ والمحبه والحنيه تلاشت في أيامنا هذه نتيجة التقدم التكنلوجي الذي يسيطر على الحياة اليوميه حيث بات الأبناء يجالسون هواتفهم و التي بات من الصعب الأستغناء عنها .
كم يجب علينا نحن الآباء إعادة هذه الروحانيات إلى بيوتنا بقدر المستطاع لنكون القدوة للجيل الصاعد .

واخيراً نقول : يارب تقبل منا صيامنا وقيامنا وصلاتنا وطهّر قلوبنا واجعلنا من عتقاء هذا الشهر الفضيل وممن يصومون نهاره ويقيمون ليله …

قل تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “
صدق الله العظيم .

وكل عام وأنتم بألف خير أعاده الله عليكم باليمن والبركات .

#سفيربرس ـ الأستاذه خلود بزرتو .