جــــــلد خشـــــن …!. ـ بقلم :ســـــعاد زاهــــر
#سفيربرس
الآن.. بعد ان عشت القصة حتى نهايتها.. ما الذي تفتقده في ذاتك ؟!
هل تمتلك ذاتا اخرى، هل أنت الشخص نفسه حين دخلت القصة، اللعبة، الحالة.. أو سمها التجربة ان شئت؟!!
فنحن نطلق على حكايانا البائسة، الخائبة، الموجعة «تجربة».. بينما نجاحها، يزج بها في صلب حياتنا، وكم هو مدمر أن تتتالى التجارب!
لا أحد منا، يختار تجاربه، ظرف ما.. حالة.. موقع.. شعور معين.. ينتابك ويطغى على ماعداه، ويسد عليك منافذ الحياة، حتى بالكاد ترى أو تفكر او تشعر بسواه.. وحينها تكون كمن اختار لجلده الناعم أن يدمى حتى النهاية..!
ليت بإمكاننا أن نتقي آثارها الجانبية، خاصة حين الوجع فوق احتمالنا، ونعجز حتى عن التنفس، يطاردنا طيفها، طيف كلما اقتربنا منه.. ننسى كل النزف.. والوجع.. ونشك أننا امتلكنا يوماً جلدا ناعما، وكأننا خلقنا منذ الأزل.. مع هذا الجلد الخشن..
ملمسه وانت لوحدك.. يذكرك بقسوة التجربة وكيف شكلت اختلافك..!
تلك الحكايا، المؤلمة.. حد النزف، هي ما تصنع منا أشخاصا مختلفين، ولكن بدلاً من ترك دفقها يستمر، نخنقها، ونمضي طويلا ونحن نتصارع مع الغضب، مع العار.. وتغدو حياتنا سطحية، سلبية، مهلهلة.. ونحن ضعفاء، ولا يفلح أي شيء في إعادتنا الى ماكنا عليه..!
اشارة، موقف.. لمحة ما.. تستحضر الحالة، وتتركنا مشتتي الفكر والعواطف، نعود اليها رغما عنا، لنصبح حبيسي تجربتنا تلك، وكلما أردنا الفكاك منها، شيء خفي، يعيد ربطنا بها.
يمضي زمن.. وأنت تتصارع، ربما أسابيع وأشهر..
كلما حاولت الاتجاه قسراً نحو درب جديد، شيء ما يعيدك اليه.. لترى انك محاصر بصور الماضي القريب، ولا فكاك..!
كلما حاولت التمرد.. تلتقطك تلك الاحاسيس وتحبسك داخلها، كلما تصارعت مع نتائج تجربتك ، وتعالى دوي الندم في رأسك.. تنتشي ذرات الاثارة لتعيق أي منفذ للخلاص..
عندما تتصالح مع ذاتك.. ولا تقرر أي شيء.. انما تمضي في حياتك بسلاسة، تتصالح مع كل تشققاتك وشظاياك .. مع كل لحظاتك الانسانية، الموجعة منها والمفرحة.. تلك التي تعجبك او تنفر منها..!
حينها فقط.. وأنت تتلمس جلدك.. لا تشعر بنعومته قط، أصبح خشنا، وصالحا للاحتكاك مع كل انعطافات وتقلبات حياتك.. لن تهاب أي لحظاتها.. ستعود اليها وتستعيدها متى شئت.. كأنك تحضر فيلما سينمائيا أنت اخرجته.. وتشعر بالفخر لكل لحظاته..!
#سفيربرس ـ بقلم سعاد زاهر
