إعلان
إعلان

جليسة الأطفال والتعليم عن بعد.. بقلم: د.محمد عفيف القرفان

#سفيربرس ـ الكويت

إعلان

لقد فرض للتعليم عن بعد نفسه جراء أزمة وباء كوفيد-١٩ حيث يعد حلاً مثالياً لتحقيق شروط السلامة الصحية لأبنائنا الطلبة، على الأقل حتى ينحسر الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت. وقد اكتنفت هذا التحول إلى العالم الرقمي العديد من التحديات التي ينبغي أن نواجهها بحكمة لنحقق الفائدة القصوى من هذا النمط الجديد من الحياة.

يواجه أولياء أمور الطلبة العديد من التحديات في عملية التحول إلى التعليم عن بعد، فهذا التغيير أوجد أساليب وآليات جديدة تحتاج إلى متابعة حثيثة ولصيقة للطلبة حتى يعبروا إلى عالم التعلم الرقمي. وقد ظهرت في الآونة الأخيرة حاجة أولياء الأمور إلى جليسات الأطفال لكي يضمنوا التزام الأبناء بجلسات التعلم وذلك لغياب المعلم ووجوده من خلال شاشة الكمبيوتر صوتاً وصورة فقط.

لقد انقسم الناس إلى فئتين في التعامل مع هذه الظاهرة “ظاهرة وجود جليسة الأطفال”، فمنهم من يرى ضرورة وجود جليسة الأطفال لكي تقوم على تلبية متطلباتهم وضمان التزامهم بالحصة الدراسية أونلاين. والفئة الثانية يرون أنه لا داعي لوجود جليسة الأطفال لكي يعتاد الأبناء على التعلم عن بعد بشكل ذاتي لأن هذا يعزز الإحساس بالمسؤولية.

ولكن يبقى السؤال المطروح: “كيف سيكون الحال في ظل غياب أو انشغال ولي الأمر؟”
لا شك أن الأمر سيبدو صعباً في بداية الأمر وخصوصاً للفئة التي تشجع على التعلم عن بعد بدون وجود جليسة أطفال، لأن الطفل بطبعه يحب الحركة ويميل إلى اللعب وربما يشغله ذلك عن تحصيل القيمة التعليمية التي يتوجب عليه أن يتلقاها من المعلم. وفي ظل وجود جليسة الأطفال سيكون مطمئناً أن الطفل سيلتزم بالحصة الدراسية أونلاين وبذلك سيقوم بعمله خارج المنزل وهو “مرتاح البال”.

إن تقدير هذا الأمر متروك لولي الأمر، إذ لا شك أن هنالك أطفال يحتاجون إلى رعاية مستمرة ورقابة لصيقة لضمان التحصيل الدراسي المناسب، وهنا سيحتاج ولي الأمر جليسة الأطفال لتحقيق ذلك. وفئة أخرى من أولياء الأمور سيكتفون برقابة بعيدة وغير مباشرة للأبناء بدون جليسة أطفال وذلك بعد أن قاموا بدورهم بزرع قيمة التعلم من الصغر. وبالتأكيد ستكون لدينا فئة ثالثة يقوم ولي الأمر بنفسه بالمكوث مع الطفل حتى ينتهي من حصة التعلم أونلاين وذلك حسب إتاحته سواء كان الأب أو الأم أو أحد اخوة الطفل الذي يمكن الاعتماد عليه.

إن الحاجة إلى جليسة الأطفال أثناء حصص التعلم عن بعد تخضع لعدة اعتبارات وأهمها:
– عمر الطفل
– قدرات الطفل
– وضع الطفل الصحي الذهني أو البدني
– قدرة ولي الأمر على توفير جليسة أطفال
– البيئة الأسرية للطفل

بعد الأخذ بهذه الأسباب يمكن لولي الأمر أن يقدر حاجته إلى جليسة أطفال ليكون قد قام بواجبه تجاه هذا التوجه الجديد من التعلم.

# سفيربرس ـ بقلم:  المدرب ـ المايسترو

 محمد عفيف القرفان ـ الكويت 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *