سوريا ..أبشع حروب القرن ـ بقلم: وسام عباس
#سفيربرس
وصمة عار على شرف الإنسانية ..
في هذا الزمن المفجوع و الموسوم بكل العناوين السوداء … هذا الزمن الذي اجتمعت فيه كل الأرض على بلادي سوريا تخنقها و تجتث ما بقي من ضحكات أطفالها بعد أن قتّلت رجالها و ثكّلت النساء ، و دعمت و مولت وشنت عليها أعتى الحروب و أقلها شرفاً على الإطلاق ..
هذا الزمن الذي سقطت فيه الإنسانية و مجلس الآمن و الأممالمتحدة و تحولت فيه سياسات الدول بكل وحشية لتنهش ما بقي من ثروات البلاد بعد أن حرضت على حرب طاحنة ابتلعت فيها الأرض الكثير من دمائنا و أبنائنا …
في زمن الحصار و القهر المستمر … في زمن العقوبات و الحرب و تدمير البنى التحتية و حرق محاصيل القمح و الزيتون المبارك اللذان كانا من أهم الأسباب التي جعلت هذه البلاد أقدم أرض مأهولة على مر التاريخ …
سوريا .. التي خرجت منها الأيجدية للبشرية و التي عم فضلها منذ القدم على كل شعوب الأرض فكان منها الوجود كله .. سوريا لازالت تنزف قهرا و دما و امتزج الغبار الخريفي مع نسمات هذا الكوكب بدمائنا التي سالت مقتولين بحربهم القذرة تارة و نازفين قهرا تارة اخرى …
في هذا الزمن الذي تم فيه نفينا و تكالبت علينا الأمم .. هذا الزمن الذي حوصر فيه شعب كامل دوائيا و غذائيا و لم يرسلوا لبلاده الا النار و الأسلحة و العتاد ليقتلوه بها … في هذا الزمن الذي لم يبقى فيه لنا إلا أن نمسح جراحنا لوحدنا .. بعد أن اختنقت فيه حقوق الإنسان و المنظمات الإنسانية على أبواب دمشق محكومة بسياسات الجمعية العامة للأمم المتحدة و الدول الكبرى التي مولت الحرب و كأن بلادي خارج الكوكب و كأننا لسنا شعبا من شعوب هذا العالم و كأننا لسنا بشرا مثلهم … كلا على الإطلاق .. بل زاد حصارهم و أحكموا علينا كل منافذ الإقتصاد و أوصدوها لعلنا نختنق أكثر فيفرحون ..
ما من كلام يصف ما يجري و لكن لي كل الشرف أيها السوريون بأني عشت معكم كل ظروف الحرب و ألوانها … كل بشاعتها و توحشها و ظلمها .. وكل ما فيها من آلام على امتداد عشر سنوات قاسية خلت … كما عشت معكم ظروف الحصار بأبشع صوره و شهدت على التدمير و القتل الممنهج الذي مورس ضدنا …
و أوصيكم بأن الله معنا … و أوصيكم بالحب … علينا أن نحب بعضنا فنمسح على جراحنا و آلامنا لوحدنا بعد أن أخرج هذا الكوكب كل إرهابه علينا حربا و اقتصادا و فجورا ..
بعض من الحب و عبق ياسمين دمشق هو كل ما بقي لنا …
سوريا باقية و هم فانون… سوريا لا تفنى …
#سفيربرس ـ بقلم: وسام عباس