إعلان
إعلان

العنف ضد المراة … بقلم : د. غالية أسعيد

#سفيربرس

إعلان

مما لا شك فيه أن للعنف دلالات متعددة على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي في حالة إدراكها وفهم طبيعة هذا المفهوم (العنف ضد المرأة) بصورة أكثر جلاء وتوقع حدوثه والتهيؤ لمواجهته والحد منه أو تجنبه، فهو كالأشعة التشخيصية التي تمكننا من اكتشاف العديد من المشكلات النفسية التي يعاني منها أطراف العنف والتي لم تكن لتظهر لولا انخراطهم فيه، وقد يكون إحدى الوسائل التي يفرغ الجاني من خلالها توترات ناشئة عن صراعات في أماكن أخرى كالعمل، أو للتعبير عن صراعات نفسية داخلية.
ويعد العنف مؤشراً على وجود خلل في النسيج الاجتماعي التي يجب الانتباه إليها فهو مرآة تعكس نظرة واتجاهات أفراد المجتمع نحو بعضهم البعض، وحين يزداد معدل حدوث العنف ضد المرأة فهذا يعني وجود اتجاهات سلبية نحوها، وبالتالي فإنه يجب أن نعمل على تغيير تلك الاتجاهات، إذا ما أردنا إحراز نجاح على جبهة المواجهة والإصلاح والتغيير لتحقيق المواطنة والعدالة الاجتماعية وقيم ومفاهيم حقوق الإنسان.
تعرّف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه (أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة).
ومن المؤكد أن العنف ضد المرأة له آثاراً خطيرة، لا تقتصر على المرأة فقط، بل تمتد لتشمل أسرتها المحيطة والمجتمع، ومن أبرز الآثار المترتبة على العنف ضد المرأة:
الأثار السلبية للعنف ضد النساء
قد يكون من الصعب حصر الآثار التي يتركها العنف على المرأة، وذلك لأن المظاهر التي يأخذها هذا الجانب كثيرة ومتعددة. ومع ذلك نستطيع أن نضع أهم الآثار واكثرها وضوحا وبروزا على صحة المرأة النفسية والعقلية.
ومنها: فقدان المرأة لثقتها بنفسها، وكذلك احترامها لنفسها، شعور المرأة بالذنب إزاء الاعمال التي تقوم بها، إحساسها بالاتكالية والاعتمادية على الرجل، وشعورها بالإحباط والكآبة، إحساسها بالعجز إحساسها بالإذلال والمهانة، عدم الشعور بالاطمئنان والسلام النفسي والعقلي، اضطراب في الصحة النفسية، فقدانها الاحساس بالمبادرة والمبادئ واتخاذ القرار.

ومن الآثار النفسية للعنف ضد المرأة صور ظهور أمراض نفسية جسدية:
كالمشكلات النسائية وإلى ما هناك من أمراض لا أساس عضوي لها، والتي هي نتيجة مباشرة للعنف الممارس على المرأة، لاسيما أن الأخيرة غالباً ما تلجأ الى المرض بصفته أحد المخططات المؤقتة التي تتوسلها كطريقة لتجنب العنف والتحايل
على وضعها في إطار مجتمعي يلزمها بالصمت والخضوع لأسباب متنوعة أما على وعلى الصعيد الاجتماعي: فإن العنف الموجه ضدها يحرمها من المشاركة الاجتماعية داخل المجتمع حيث أن النساء اللواتي يتعرضن للعنف هن أقل احتمالاً للحصول على وظيفة أو يعملن في وظائف متدنية ويسعوا أن يرتضين وظيفياً.

ويمكن إبراز أهم وأخطر هذه الآثار بما يلي :
الطلاق، التفكك الأسري، سوء واضطراب العلاقات بين أهل الزوج وأهل الزوجة، تسرب الأبناء من المدارس، عدم التمكن من تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة نفسية واجتماعية متوازنة، جنوح أبناء الاسرة التي يسودها العنف، العدوانية والعنف لدى أبناء الاسرة التي يسودها العنف، يحول العنف الاجتماعي ضد المرأة عن تنظيم الاسرة بطريقة علمية سليمة. أي أنه يقف عائقاً أمام هذا التنظيم من جهة، ويبعثر دخولاتهم الاقتصادية ويشتتها في أمور غير ضرورية من جهة أخرى.
وطبعاً لابد من ذكر العزل الصحي ومنع التجوال بسبب جائحة كورونا الذي أدى إلى تزايد حالات العنف المنزلي في المجتمع وهذا ما تشير الوقائع إليه أيضاً بنسب ازدياد العنف ضد المرأة والطفل كثيراً، مما أدى وسيؤدي إلى آثار سلبية مؤلمة جداً ومدمرة نوعاً ما على كافة الأصعدة بلا استثناء.
إذاً فالعنف ليس جسدياً فقط… بل ونفسياً كذلك وعليه تشير التقديرات العالمية التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل 3 نساء (35%) من النساء في أنحاء العالم كافة ممّن يتعرضن في حياتهن للعنف على يد شركائهن.
كما تفيد في المتوسط نسبة 30% من النساء المرتبطات بعلاقة مع شريك بأنهن يتعرضن لشكل معين من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي على يد شركائهن في حياتهن في جميع أنحاء العالم،
تسبب حالات النزاع والأوضاع التي تعقب النزاع وحالات النزوح في تفاقم العنف القائم وفي ظهور أشكال عنف إضافية تمارس ضد المرأة، من المرجح أن يواجه الأطفال الذين نشؤوا في أسر ينتشر فيها العنف الممارس ممتلئة من الاضطرابات السلوكية والعاطفية يمكن أن تؤدي بهم إلى اقتراف ذلك العنف أو الوقوع ضحية له في مرحلة لاحقة من حياتهم.
وفي خضم هذا الحديث كان لابد من المهم توضيح وشرح أهم الطرق والوسائل التي من الممكن أن تفيد في تقديم الحلول والمساعدة لضبط ثم إيقاف العنف ضد المرأة نوعاً ما.
يكمن علاج مشكلة العنف ضد المرأة ضمن شقين رئيسين:
الشق الأول: يرتبط بالتربية والتنشئة التي تقع على عاتق الأسرة في تعليم الطّفل القيم والمبادئ التي يحترم فيها المرأة، ويُقدِّرها، وإبعاده عن العنف والضّرب، ومنع ممارسته عليهم؛ حتى لا يؤثر عليهم في المستقبل.
الشق الثاني: بعد حدوث المشكلة وتفاقمها، لا بد من اتخاذ إجراءات والسعي لتوعية المجتمع إعلامياً حول قيمة المرأة في المجتمع وأهميتها، وأنه من غير المسموح أن يمارس عليها أفعال جائرة من العنف بصفتها إنساناً لها ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات، وبيان نظرة الأديان للمرأة واحترامهم وتقديرهم لها.
نشر الوعي بين النساء لفهم حقوقهن، والسعي لنشر ثقافة التعليم كي تصبح مثقفة وصاحبة استقلال مادي وفكري.

#سفيربرس _ بقلم الدكتورة: غالية اسعيّد.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *