إعلان
إعلان

براءة الطفولة… سنابل العطاء

#سفيربرس ـ ماجدة البدر

إعلان

الطفولة.. فرح لا ينتهي، وزهرة تتفتح وتبشر بمستقبل مشرق، وبوح لطيف لأدباء يبنون الحياة، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في يوم السبت 28/11/2020 ، فعالية طفلية بعنوان: (براءة الطفولة… سنابل العطاء..)، وذلك بحضور هيئة الفرع د.محمد الحوراني، رئيس الفرع، د.إبراهيم زعرور، أمين السر، وبحضور فريق مئة كاتب وكاتبة.. حيث التقت القصة، الرسم، والموسيقى .. من خلال أدباء صغار، يبحثون عن منبر يقرؤون فيه أدبهم، ويصقلون موهبتهم، في البداية، قدمت الفعالية: آية شاويش، من فريق مئة كاتب وكاتبة.
في البداية قرأت “جودي مروان علي باشا” قصة بعنوان: “هدنة”، تحدثت فيه عن الألم والمعاناة الَّتي يعانيها الكاتب حتى يستطيع أن ينجز نصاً أدبياً واحداً، حيث يبقى تفكيره مشغولاً باختيار الأفضل، ويؤرقه أي سؤال حتى لو كان “كيف حالك”… حيث تقول: (لأنني أعرف معنى أن يُسأل الشخص عن حاله وهو ليسَ بخير أبداً حق المعرفة فيفرضُ عليه الكذبُ المحتم، فإياكم وسؤال كاتبٍ عن حاله فلو كان بخير لما كتب أبداً… ولكني أنا اليوم أقفُ أمامكم وأريدُ ولمرة واحدة أن أصدق.. أنا لستُ بخيرٍ أبداً يا رفاق، آخر مرة شهد ثغري ابتسامة حقيقية عندما حصلت على هدية في عمري الَّذي لم يتجاوز الخمس سنوات وساعة صراخ، مثل عجوز صغير هناك مغارات سوداء تقبعُ تحت عينيّ من فرط التعب والسهر..)
وعلى الرغم من ذلك نرى الكاتب يحاول أن يكمل طريقه متجاوزاً كافة الصعوبات والمعوقات الَّتي تحول دون تحقيق غايته، وهي إنجاز نص يحقق طموحه إذ تقول: (نحن من نكتب لاحظَّ لنا وكأن الأقلام تقتبس حبرها من حظنا العاثر وهذا أيضاً ما جعلنا نكتب رغم أن القلم يرتجف في أيدينا كل مرة.. لا تلوموه! أنتم لا تعرفون ثقل كمية الهزائم الَّتي وثقها ولا تعرفون معنى أن ترتجف روح المرء في سنٍ مبكر جداً، تدون إنكاراتنا ومعاركنا الَّتي تكاد لا تعد من فرطها لأن لا خيار آخر أمامنا، إذ نبعثر منه سطر عن الوحدة والألم والتعب وبعدها يجبر خاطرنا رصف بعض الجمل على بضعة أسطر عن القوة والصمود، قلبي المتهالك المهترئ كما لو أن عاصفةً مدمرة محملة بالكثير من الأوجاع اصطدمت به وهو عالم حتى الأضلاع لا تكفي لتحميه ولم تكن يوماً إلاَّ قضبان سجن حديدية تتظاهرُ أنها أروع، باختصار شديد إن حروف الشغف تتساقط من على سطر الأمل حرفاً تلو الحرف، وتجعلنا نتعثر بأنفسنا أكثر مما نحن عليه والمقاومة بدأت تؤول إلى النفاذ لنرفع راية الاستسلام لكل حزنٍ ينهش جسدنا النحيل بشراهةٍ أكبر ونعلن الهدنة الأدبية للقلم..)..
ويأتي النص الثاني لـ قاسم صادقي وهو بعنوان:”مذكرات يقظة..”، قصة جميلة، يطغى اليأس على معظم حروفها: إذ يقول: (وكأن المساء للحياة شيخوخة فليس لشيخ الليالي غير الليالي شباب.. غير الواقع خواطر أحلام.. غير الغروب قدر معيشة محفور بمخطوطة الزمان. المقل ماتت، التعاليم شاخت، الغيوم زنزانة، عقارب الساعة مروحة محطمة، والغفوة سكرات احتضار. ما إن يبصر إياي خلف ستار ذاك اللحاف ينتشلني الأرق لمسرحه لأمثل أسطورته الممزقة مرتجلاً تمثيل النوم في مشاهد طولها حياة. ثائر محاصر محاط بسلطات اليقظة، أرتل وأغني لوطن غير الأرق لكن حدود الصدى لا يتعدى دخان السجائر. ذاك الدخان الذي يخلع الجدرانَ ألوانها كما يخلع الآخرين شياطينهم على عتبة الفراش قبيل النوم، لكن إبليس الليالي يرتدي جسدي أنا فمالي أن أفعل؟! ما للمقلتين إن أُغلقتا أن تجعل؟. أين تقبع الحيلة حينما يُترك النوم لمقل البشر ويُلقى على عيني تعويذة الحجر؟. عاجلاً كان لقائنا يا قدري أم آجلاً قطعاً خلف الأسوار في ساحة الإعدام سنلتقي. الرصاصة الأولى : بعد فوات القتل ستدرك أنني لم أعد حياً منذ أزل.. أن البارود أمسى قطعة مني. الرصاصة الثانية : تبقى العديد من أخلاء السهاد.. أكثر بفصول مما تقوى على كفايته وسائل القتل لتقتله فما قتل بالحلم يسترد بالأرق. الرصاصة الثالثة : ما عاد الرصاص ينفع فحاجة النوم لي ترقد تحت ظل القلم. الرصاصة الرابعة : عيدي ميدان الورق إن اشتعل فإذا سَهِر الكاتب كُتب السهر. الرصاصة الخامسة (والأخيرة) : يعود الفضل لك بتخليد ما صرخت كلماتي بديوان الحرية وأناشيد الأحرار كالآتي : “أ ر ق ذلك القرين لا ريب فيه سبيلاً للسامرين”
قرأت مرام سلامة نصاً قصصياً بعنوان: (هل أستسلم ولم؟): (أأيأسُ منها وأستسلم…
وهل ييأسُ المرءُ من نفسه الَّذي هو محياه، هي السبيل لكينونتي لأستنشق الحياة، تلك الَّتي سأصلح بخيوطها أغنية السلام، أغنيةً لطالما انتشت بها مسامع أصابعي ، كأنها ملحمة موسيقية تتمتع بملمس من الحرير.. وحي يأتي لي كملاكٍ مقدس في أكثر أوقاتي ضعفاً، في الوقت الَّذي تكون مشاعري على المحك فينتشلني من ضعفي لتغدو يداي تلامس الوحيَّ وتكتبُ كالإنشاد بلا صوتٍ لكي أعطي الداة والدواة منصب حنجرة البلاط، تعمر شهوةَ أصابعي لتدعوها إلى السرير وحينها تغلق ستائر الورق وتتلطخ الأفرشة بالكلمات والأحرف، أيها الساقي أسكب لنشرب نخب المغني ورغم الكسور عزف باسم الأدب، جيلنا الشاب .. الَّذي نعتوه بالأبله الصغير، فلستُ أرى غيره يأتي باليأس من منابر العجزة ليلقي عليه تعويذة الشباب فيمسي سيمفونية أملٍ تؤنس بها مجالسنا جعل من الواقع خيالاً ومن خيالنا واقع، أشرقَ ببطء لكنه أشرق.. ليمضي في باقع الخراب سلاماً وحفيفاً للورق في خضم صخب العاصفة عزف الأدب بنغمةِ الإرادة الَّتي لا يد للنهاية تصل لها، ليثبت موهبته وقدرته الإعجابية في صنع الحلم من العدم، ليشرع أن الكتابة لا تقتصر على عمر أو زمن أو حتى مكان..
ذروة المشاعر حبسها داخل زنزانة تسمى قلبه فيبدأ بغنائها لحناً أدبياً عذباً.. نحن شباب المستقبل؛ صغار في أعينكم عمالقة في أعين الحياة، أملها ونجاتها، رسل لمساجين القلب وجرحى المشاعر حاملين أمر عفو عام وضمادة بيضاء، أما خلف وثيقة العفو وجحدت قصيدة المستقبل وترنيمة الشباب مقترنتان رغماً عن أنوف السجانين ليعلم البشر أن الأرقام ستبقى أرقاماً..
فنشوة النصر وحدها تشعل شمعة شغف جديدة داخلنا، فكلما أتذكر أنني ببعثرة أحرفي هذه أمسك مقود التحكم لمشاعر الناس، أبكي حبراً من عيون قلمي ليسامرون دمعتي ويبكون قراءة، أفرح فأرى الفرحة، تعلو وجههم انتصاري هو ذاته انتصار لهم، أكون في نشوة الفرح لأنني أجعلهم ينغمسون في أحاسيسي..
كأنها مشاعرهم تخصهم هم ولا تخصني أنا…
أكتب لأحيا، لأحس ، لأحب ولأكره أيضاً لأعيش وأفرح لأبكي ولأنتصر…
**أما دانة شاويش(الصف الثالث الإعدادي): فقد قرأت نصاً بعنوان: (وتستمر رحلة فيروس كورونا التدميرية)..
(في كل عاشر من آذار تضاء أنوار الغرفة المقفلة الَّتي تحتل زاوية البيت الغربية، وتذهب الجدة جانيت لمطبخها الصغير الدافئ بالذكريات والصور الَّتي تملأ جدرانه البيضاء الَّتي عتقها الزمن لتصبح باصفرار أوراق الخريف الَّتي سئمت من جذوعها وتعد طبق البطاطا المقلية تبتسم تتلاطم تجاعيد وجهها ببعضها البعض وتسقط شعرة شائبة من خصلاتها الأمامية على رخامه المجاورة للغاز تمسك الشعرة تتحول ابتسامتها لضحكة هستيرية ومن ثم ترمي بالشائبة بالقمامة
تستمر بالضحك بشكل جنوني تمسك بطبقها تحاول فتح باب البراد بصعوبة تفلته ترتجف مفاصل أصابعها الَّتي برزت ورقت حواف الجلد حولها تتألم وتضحك باستهزاء وتعود ليد البراد النحاسية الباردة تشدها بقوة لتفتح تأخذ زجاجة الكتشب وتتجه للغرفة وطبقها…
تضع الطبق والزجاجة على المنضدة تخرج من جيب معطفها الصوفي الدافئ مفتاح لامع مرفق بورقة عتيقة يكتب عليها هذه هديتي لك حبيبتي اعتني بها جيداً… تدخل الغرفة تحضر منديل قماشي تزيل به طبقات الغبار من على تلفاز مدبب من الخلف وصغير الشاشة منحنية الحواف تنتهي تعانقه وتهمس بحرص ها أنا أحتفل بذكراك الستين في مثل هذا اليوم هداني إياك زوجي وحب حياتي ولكنه مات ولازلت تخلد ذكراه تبتسم تقبله وتضغط زر التشغيل وتأتي بطبقها وتجلس على أريكة وردية من جيل التسعينات تسعل بشكل حاد تسعل وتسعل وكأنما أحداً ما يضغط على عنقها بقوة تضغط على جهاز التحكم عن طريق الخطأ ضغطة قوية فينكسر أثناء سعالها المتعب تنظر لجهاز التحكم تضحك بشكل جنوني تسعل بشكل أقوى وأجش.. تسقط دمعة من عيها اليسرى وتغمض عيناها للأبد..
التلفاز وتستمر رحلة فيروس كورونا التدميرية نحو هلاك الكون…
وقدمت (دانية دركلي) ملخصاً لروايتها وهو: (ما قدر له الهرب من سطور روايتي الرواية كتبت له النجاة، قدس الله سر هذه الرواية الَّذي أجهله
كتبت فيها عن الحب المتسلل إلى قلوبنا العذراء، ليغافلها ويُغريها بملذاته ويحكي لها عن سوابقه ثم يطرحها أرضاً، وبالرغم من أن الألم لا يتلخص، إلا أنني حاولتُ وبشتى الطرق أن ألخص معاناة معظم الفتيات اللواتي كنَّ ولا يزلنَّ ضحايا للحب..
حبيبي قارئ الكف كانت فيضَ مشاعر وكلام، خرج دون إذن ليجلس فوق السطور أمام أعين القراء والقارئات، رفض فيضي أن يبقى سجيناً في جوف أفكاري الدفين، أختار أن يظهر ولم أمانع..
اليوم وبعد الميلاد الثالث لكتابتي هذه الرواية، لازلت أبكي بين يديها من جديد، لا أزال أنصدم بالحقيقة، لا أزال أحلمُ بالخيال، لا أزال أكتبُ عن عبث
اليومَ وبعد مرور ثلاث سنوات
أتمنى لشيء آخر غير الخيانة أن يختم أي قصة حب
مني ومن حبيبي قارئ الكف العزاءُ لقلوبكم الَّتي أحبت ولم يحالفها الحظ في المكان التي وصفت حبها وصدقها فيه..
حبيبي قارئ الكف..
بداية تتساءلون .. هل حقاً لدي حبيب؟! وهل هو فعلاً يتقن قراءة الكف!؟..
سأجيب لا حبيبي قارئ الكف كانت تجربة موجعة.. نزفت فيها روحي كل تلك الحروف على الورق.. حروفاً تصرخ.. وأخرى تشتم وتبكي…
في كل المرات الَّتي فيها أن أخطَّ روايتي الأولى فشلتُ فشلاً ذريعاً ومحبطاً إلى الحد الَّذي قتل الدهشة… والرغبة الملتاعة في صياغة نص..
حبيبي قارئ الكف
لم أقرأ كتابة أي شيء، لم تكن خطوة خطيتها مع تفكير مسبق، كانت مفاجأة حلّت على حيي الكتابي واستلهمته حتى يبوح
صعدتُ سلم الرواية والحكاية
درجة… درجة…
كان الفضاء يشدني لأغرق بالنص..
نمتُ ليلةً كاملةً.. بعد كتابة دامت لساعات، أخطُّ بها أحداث هذه الرواية الَّتي احتلت في روحي مساحة ليست صغيرة، استيقظتُ وباستطاعتي أن أحلمَ حتى في عزّ الظهيرة.
فزتُ في الصدق دوماً إلا أنني وفي هذه الحكاية فزتُ في الخيانة..
كان القلمُ سنداً والصفحات رفاقاً..)…

أثنت الأديبة مها عرنوق ضيفة الفعالية على جميع النصوص الملقاة، ورأت أن النصوص الملقاة جميعها، تتميز بلغة سليمة، وبجمل مترابطة، وبأفكار جديدة، وهي تنم عن موهبة فذة، تحتاج إلى الرعاية والصقل..
كما قدم د.إبراهيم زعرور، د.محمد الحوراني، د.حسين عمر حمادة، أ.جود دمشقي مداخلات أغنت الفعالية، وألقت إضاءة نقدية على النصوص الملقاة، مع تقديم النصائح الَّتي تصقل موهبة الكاتب.
رافق الفعالية معرضاً للرسم شارك فيها: (تالا سكر، علي مغمومة)، حيث تحدثا عن تجربتهما في الرسم، ومن كان المشجع الأول وقدما شروحاً مختصرة لبعض الرسوم المعروضة.
تخلل الفعالية عزف للعازف كنان داوود، الَّذي عزف المقطوعات التالية(حلوة يا بلدي، مونامور، إنت عمري)،
وفي النهاية
تم شكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بما يقام في الفرع من أنشطة وفعاليات..

#سفيربرس ـ ماجدة البدر

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *