إعلان
إعلان

هدنة غير مستقرة _ بقلم :لميس علي

#سفيربرس

إعلان

تندهش، كيف لسيل الأفكار المتدفق أبداً أن ينهب جميع لحظاتها.. دون توقفٍ ولا حتى برهة استراحة أو “أخذ نفس”.
لو كان للتفكير من قوةٍ يُقاس بها، لكان لفيض تفكيرها استطاعة تسحب قاطرات بحالها.
تعجبها سريالية الفكرة..
لكن جدران الواقع غالباً ما ستحبط أي محاولة لخلق أي قوة تحرّك الساكن الذي يُحيط بنا.
يبدو أنها في حقيقة الأمر لا تريد تحريك أي شيء..
يعجبها منطق “السكون”.. وقدرتنا على الاستجابة له..
لعلها حالة استسلام وصولاً إلى اللاجدوى من أي شيء..
لِمَ لا تكون حالة صفاء وسلام داخلي..؟
محاولة استجلاب “هدنة”، من كل شيء.. ومن أي شيء مهما كان حجمه وبلغت فاعليته.. لكنها “هدنة” تعاني تسريباً ما.. غير مستقرة.. مخترقة.
فقط لو تستطيع عقد هدنة مع غزو الأفكار الذي يحتل حتى أوقات نومها.
ربما كل ما تحياه ليس أكثر من رغبةٍ في تجريب اللامبالاة..
أليست اللامبالاة نوعاً من ممارسة العيش.. والتي نظّر لها الكثير من الفلاسفة..؟
وجب عليها الآن أن تتنبّه لسهم لامبالاتها.. هل ينطلق من أصل ضعف أم من مصدر قوة..؟!
هل يبلغ بها الأمر الوصول إلى الاستهتار..؟
لكن كيف لمن لديه حرارة تفكير أن يتسرب إليه شيء من الاستهتار..!
دائماً ما اعتقدتْ أن سخونة أفكارها تشكّل غطاء واقياً من كل تلك الأشياء السلبية..
وهو ما يزيدها إصراراً على الإمساك بالأفكار الإيجابية التي قرأتها لكثير من الكتّاب والفلاسفة.
ألم يتحدث بيتر سلوتردايك عن حرارة التفكير وأنه يتولى مهمة إلهاب العيش ضد كل برودة..
أتراها، لا شعورياً، تتخذ من سيل أفكارها المتدفق بغزارة وسيلة لإنقاذ يومياتها ضد صقيعٍ يحاصرنا جميعاً..؟
بسخونة فكرها، تحتمي من كل برودة تفرضها أحداث الحياة التي وجدنا أنفسنا ضمها من دون أي فعل متعمّد صدر عنا.
المهم أن لا تتجمد قلوبنا.. أن ننجح بمحاولة إنقاذها من كل جليد يهدّد نبضها.

#سفيربرس _ بقلم: لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *