إعلان
إعلان

كتب الدكتور نور الدين منى مناشداً العلامة الشهير ابن خلدون ـ ألوذ بك مستشيراً لمساعدتي في فهم “الحالة السورية “

#سفيربرس

إعلان

العلامة ابن خلدون ..وأنتَ من حدَّدتَ ملامح الدول التي تسير نحو الهاوية …
وتكتب بذاتها النهاية ..!!

– أعرف جيداً، أنك منذ 614 سنة وأنت في جوف وباطن الثرى…
لكن حدسي يؤكد لي أنك تعرف وترى أكثر من معظم الأحياء
(عبر فكرك)، وهم أموات متحركون في وطننا العربي.

كيف لا؛ وأنت تعرفُ منذ أن تخرجتَ من جامعة الزيتونة في تونس.. وأن أجدادي وأجداد أجدادي.. ومن بلدتي سلمية كانت شرارة المعرفة والحكمة وبناء جامعة الزيتونة والأزهر الشريف خلال الحقبة الفاطمية…
وأنا أعرف جيداً ماذا تعني لك بلدتي سلمية التي تتربع على تاريخ
أكثر من 50 قرناً ….(ونحن الآن مطالبون برمي 36 قرن تقريباً في البحر..استنادا لتوجيهات وزارة الأوقاف السورية).

– بالطبع؛ قبل رحيلك إلى باطن الأرض؛ سمعتَ
بالحديث النبوي الشريف :
” إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من باطنها.. وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فباطن الأرض خير لكم من ظهرها” .

والحق يقال، مسؤولونا … وأعضاء مجالسنا البرلمانيين ليسوا من خيارنا، وأغنياؤنا من تجار المخدرات وتجار الدم السوري ومافيات الوقود والطعام والأجهزة الخلوية وتبييض الأموال……

والآن اسمح لي أن أصف لك الحالة السورية ….
ونحن على أبواب عام 2021:

– لا يعرف إلا الله والراسخون بالعلم، كيف يتدبر السوريون أمورهم المعيشية والاقتصادية.
كل شيء يخضع للجباية والضريبة ودفع الأتاوة؛ وأينما كنتَ؛ في أي دائرة رسمية أو على الحواجز المرورية أو في المطارات والموانئ البحرية والمنافذ البرية..

– بعد أيام؛ وخلال احتفالات رأس السنة الميلادية؛ سيحتل المنجمون شاشات التلفزة السورية، وترتفع حمى دفع الأموال والجوائز للسلوكيات الاستهلاكية.. أينما يتجه الإنسان يشاهد ضاربي المندل وقارئي الكف والطالع ..وبصارات القهوة ..وكتاب الحجابات…

– يتكاثر الانتهازيون والمنافقون أسرع من فيروسات الرشح وكورونا، التي تفتك بالعباد ..ودون أخذ الاحتياطات.
والحكومة في واد والشعب مرمي في واد آخر…. المسؤول ( هي/هو) ينتمي إلى عشيرة المنافقين، يقولون ما لا يفعلون ..
وعندهم كلام الليل يمحوه النهار.. وبهذا يصعب عليك التمييز بين الصدق.. والكذب والرياء والمحاباة..

– في حالتنا السورية؛ أيها العالم الجليل؛ الجميع يقتل الجميع،
هذا يقتل باسم الوطن وهو من الوطن براء، وذاك يقتل باسم الله
وهو من اسم الله براء.
وكل جهة أو ضفة توظف من يفتي لها الجهاد والقتال.. ويعتمدون على الأجانب والغرباء بقتل أبناء جلدتهم ..والمسوغات والذرائع ملونة كلون قوس قزح…

– بالأمس كنا نسمع قليلاً عن الطوائف والمعتقدات. أما الآن وعلى أعتاب ال 2021؛ فمعظمنا يلوذ بالطوائف: هذا مسلم سني، وآخر شيعي وعلوي ودرزي واسماعيلي ومسيحي ،هذا ملحد.. وذاك من جماعة النقل وترجيحه على العقل….
والمعرفة تبكي وتتحسر ..والقراءة والعلم في فترة الضباب ..وهناك من يقول أن معلمات القرآن (القبيسيات) مع وزارة الأوقاف لهم اليد الطولى في تسمية مسؤولي الوزارات ….
وما أكثر من الاشاعات بين الصباح والمساء..

– الحكومة تكذب على شعبها، وليس بيدها حيلة….
فالجيولوجي مسؤول للإعلام.. وصاحب الشهادة المزيفة مسؤول البرلمان .. وصاحب شهادة الحياة البرية مسؤول عن التربية .. والموسيقي مسؤول عن الصحة المدرسية ..الخ.

– منذ ابتداء الأزمة السورية ..أضحى الصديق الودود عدوّاً في وضح النهار.. وكل أسبوع يتلون الأصدقاء والأعداء ويتبادلون الأدوار..
حتى الأخوة والأصهار والأبناء والأحفاد تشظوا في نفس الدار….

– في محاكمنا السورية والتي يفترض أن تكون عادلة.. يعلو صوت الباطل والرشاوي المالية… والحق حزين مركون على زوايا الزواريب والشوارع .. تطبيق العدل بحاجة إلى صحوة بشرية ..

– ومن نتاج المأساة السورية؛ نلاحظ أن الأمل يضمحل، ويبحث الناس للاحتماء بالانتماء للقبيلة، وكل ذلك على حساب الوطن ..وفي هذا الخضم؛ وبعد التغريبة السورية؛ أصبح الانتماء للوطن نوعاً من الهذيان .. وكثرت الخطابات والمزايدات والاجتماعات في دور العبادة، وعُطِّلت الجامعات، وهُجِّرت العقول والخبرات..
وكل ذلك باسم الوطن….

– وكيفما نظرت، ترى كيف غيَّبوا صوتَ الحكماء والعقلاء ..وهمَّشوا الأدب والشعراء..وضاعت البوصلة تحت كثرة المسميات؛ بين الوطنية والقومية والدين ..وكثر المفسرون والقوَّالون والمؤولون …
وكل ذلك باسم الدين والوطن ..!!

– في حالتنا السورية المزرية؛ أصبح الأخ ضد أخيه .. والتباعد بين الابن وأمه وأبيه وأفراد البيت الواحد السوري يتقاذفون التهم بالعمالة والخيانة.. هذا مع ذاك ضد ذاك، مع في الليل وضد في النهار..
وذاك لا يعرف مع من..!!

– كثرت الإشاعات، وأتخمنا بالدسائس والمؤامرات.. ومن يومك إلى يومنا هذا؛ لا نعرف إلا الكلامَ عن تاريخ الدسائس والمؤامرات، ونعلق كل إخفاقاتنا على المؤامرات الإمبريالية والشيوعية والصهيونية والماسونية.
لقد أضحينا شعوباً بلا أمل.. و تعطلت بوصلة الاتجاهات ..

– أُنبيكَ ابنَ خلدون، أننا أضحينا نعيش ما يتمخض عن المبادرات والاجتماعات في الغرف السرية من هنا وهناك.. وكأنه كُتِبَ علينا،
أن نسلم أمرنا للأغراب والأجانب الأصحاب منهم والأعداء ..فأصبح السوري يقف ضد أخيه مع الغريب الأجنبي.

– في وضعنا السوري؛ الغني المقتدر يستطيع تدبر أمره وأمر عائلته.. ولكن معظمنا يخاف أن تحل المجاعةُ بعد أن فاحت رائحةُ الفقر والجوع.

– معظمُنا يشعر، أنه في وطن يشبه محطة قطار أو مطار؛ في تأهب دائم وانتظار . الكلُّ يتحدث ليهاجر، ويترك الوطن.. وكأن حياتنا أصبحت محطات سفر.
معظم السوريين يجهزون ما خف وزنه وغلا ثمنه أو قيمته وحتى لو كانت أوراقاً ثبوتية.

– تحول معظمنا إلى الحديث عن الذكريات وحكايات الأجداد..
وكأن ادمغة السوريين أصبحت مبرمجة بالتفكير إلى الخلف.

– بالرغم من أن من جاء بعدك في مختلف العلوم..( وهنا أقتبس قول العالم انشتاين في تعريف الغباء بقوله:” هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وتوقع نتائج مختلفة “) .. ..
ونحن ما زلنا نكرر نفس الشيء.

– هجرنا العلم والمنطق وفهم الطبيعة. وحتى أثناء حرائق غاباتنا؛ اخترعوا لنا صلاة الاستسقاء.. رغم أن صلاة الاستسقاء هي لسقاية الزرع لينبت الحب ويمتلئ الضرع؛ وليس لإطفاء حرائق الوطن.

– بعد كل هذا؛ هل نحن نسير إلى الهاوية ومن صنع أيدينا نرسم النهاية…؟؟!!!
أم أن هناك أمل، أن ننهض ونرسم خط البداية بشخصيات مؤهلة قادرة، تأخذ بالأسباب والنتائج، ويعرفون الخطأ، ويعترفون به،
ومن ثم ينطلقون لبناء سورية الجديدة ….

– بالله عليك ..بالله عليك .. بالله عليك …
أناشدك، بأي طريق نحن السوريون سائرون ..؟؟!!!.

#سفيربرس ـ بقلم : نورالدين منى

وزير زراعة سابق

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *