إعلان
إعلان

كتب الدكتور نور الدين منى: إشكاليات دور الجانب الروسي في سورية..!!!.

#سفيربرس

إعلان

يثير تصرف الجانب الروسي لدى كثير من السوريين الاستغراب والحيرة والتساؤلات؛ حول طريقة الاستجابة والتعامل مع الحرب والمأساة السورية؛ والوضع المعيشي السوري من الناحية الاقتصادية
باعتبار أن الجانب الروسي مصنفٌ لدى القيادة السورية؛ بأنه صديق وحليف استراتيجي..!!

ما يثير الاستغراب :

– نجاح الكمائن الداعشية.. والتي تعكس تفوقها بتكتيكاتها وأسلحتها على الجانب الآخر وهو( الجيش السوري… والروسي.. والإيراني..)
في العمليات العسكرية ..وحجم الخسائر الي يتكبدها
جيشنا السوري ..

– الصمت الروسي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية؛ أصبح مألوفاً للجميع؛ وخاصة بعد تصريحات السيد بوتين ووزير خارجيته لافروف الأخيرة ( أن روسيا لا تريد أن تُستَخدمَ الأراضي السورية ضد إسرائيل..).
لكن ماذا عن ردة الفعل تجاه طائرات مسيرة مجهولة الهوية والمصدر؛ تطال الإيرانيين والسوريين فقط…. بينما يتواجد الروس بنفس المنطقة ؛ وبخسائر ( صفرية)…
هذا يثير تساؤلاً: هل هناك تنسيقاً مع العدو في هكذا عمليات..!!

– هل العقد الروسي – السوري يستثني محاربة الدواعش في البادية السورية؛ وشرق سلمية..؟؟!!
خاصة وأن الرئيس الروسي طرح مؤخراً…. بأن وجود الجانب الروسي يقوم لخدمة المصالح الروسية، ولا يعمل حسب العواطف السورية…!!
هل أراد أن يرسل لنا رسالةً…
بأن الشعب السوري منفعل وعاطفي، ولا يعرف بوصلة الاتجاهات؛ وسياسة المصالح؛ ولعبة الأمم ..!!

– يتساءل السوريّون: كيف لشركة فاغنر الروسية الأمنية التابعة للقيادة الروسية؛ أن تقوم بتجنيد آلاف المرتزقة السوريين ، باستغلال الفقر والحاجة لذويهم.. وممن يلسعهم الفقر..!!
وبنفس الوقت؛ والأكثر أهمية؛ أن قسماً من هؤلاء المرتزقة لم يقوموا بتأدية الخدمة الالزامية في سورية.. ويعدهم الروس بتسوية أوضاعهم..!! وترسلهم إلى ليبيا البلد العربي الشقيق.
وهناك تسريبات شبه مؤكدة، بأنه يتم إرسالهم إلى دول افريقية؛ وإلى دول في أمريكا اللاتينية ..!!
وبنفس الوقت لا تتم حماية أفراد الجيش السوري بالشكل اللازم والمطلوب..!!

– يتساءل كثير من الناس : كيف أن روسيا تملك تقدماً واضحاً في التكنولوجيا العسكرية ؛ وبكل أشكالها ( طائرات حربية ، صواريخ ، غواصات ، قاذفات ، رادارات ..الخ)،
لكنها تفتقر إلى تكنولوجيا الإنتاج المادي- الاقتصادي؛ في مجالات تكنولوجيا المعلومات والحواسيب والسيارات والأجهزة الالكهربائية ..أي لا تمتلك أي قدرة تنافسية في عالم الاقتصاد والتسويق؛ حتى مع الصين..!!
فنادراً ما ترى في أي بيت باستثناء روسيا وعدد محدود من الدول؛ أي أجهزة روسية ..
ويلاحظ الاقتصاديون،
أن روسيا حتى الآن تعتمد مثل الدول النامية على بيع الموارد من الغاز والنفط والحبوب؛ دون ادخال أي قيم مضافة ..!!

وهذا يفسره علماء الاقتصاد والسياسة؛ بأن :
الدولة الروسية تجيد فقط الأعمال العسكرية واستخدام القوة التدميرية ، وتفتقر إلى فن إدارة العمل السياسي والديبلوماسي ..
وكان ذلك واضحاً جلياً من خلال إدارة عملياتها بالحرب السورية .. ومن خلال عمليات المد والجزر والإخفاقات مع الجانب التركي ..وتغليب مصالحها مع الأتراك.. وغياب أي اهتمام بما يخص الشعب السوري؛ وخاصة في مناطق الشمال والجنوب ..!!

– يعتقد الكثيرون، أن الجانب الروسي يسيطر على الملف السوري بشكل كامل ومطلق… لكن الحقيقة ليست كذلك.. ويدرك الروس ذلك.
والنقطة الأهم.. أن الجانب الروسي يساوره القلق، من أفخاخ تنصب له للوقوع في المستنقع والوحل السوري؛ من الجهات المتنازعة؛
وبإشراف أمريكي إسرائيلي ..!!

فالمؤثر الأكبر في القضية السورية ظاهره روسي، يتوكأ على عصاتين.. الإيرانية والتركية.
لكن المؤثر الأكبر الباطني هو الأمريكي؛ بالعصا الذكية على غرار البطاقة الذكية.. وهي إسرائيل ..!!

* تشير مراكز بحوث استراتيجية؛ ودهاليز مخابراتية وسياسية …
إلى أن :

-عدم موافقة سورية ( قيادةً ) على السماح بمد أنبوب الغاز القطري على أراضيها؛ رغم الإغراءات المالية والاقتصادية الكبيرة ….
كان من أهم أسباب الحرب والمأساة السورية.
والأنكى من ذلك؛ أن التقارير تشير، إلى أن القرار السوري اتُّخِذَ لإرضاء الصديق الروسي بالدرجة الأولى.. وكذلك الإيراني..!!!

لو سَمحَت القيادة السورية للخط الغازي القطري بالعبور عبر سورية ، لتعرَّضَ الحليف الروسي لأضرار اقتصادية بالغة.. وضمن ما يعرف بمشروع ( نابوكو)..

– دخول القوات الروسية إلى سورية؛ لدعم الدولة السورية؛
ومحاربة الإرهاب؛ وأشياء أخرى… ما كان ليكون ذلك؛
لولا:
– الموافقة الإسرائيلية الكاملة – شريطة التنسيق الكامل معها-
إضافة إلى الضوء الأخضر الأمريكي..!!!

* القيادة الروسية ما كانت لتفكر، وتتخذ قراراً بالدخول إلى سورية.. لولا أهمية مصالحها بالدرجة الأولى على الأصعدة :

– المصالح الاقتصادية من الموارد والمصادر السورية.
– تحقيق حلم القيادات الروسية السابقة.. بالحصول على موقع جغرافي سياسي( جيو سياسي) على البحر الأبيض المتوسط.
– الخوف من التمدد الإرهابي لمجموعات متنوعة؛ قد تصل إلى أراضيها ، وتهدد موسكو ذاتها..

– وللأسف.. هذا البعد لم يؤخذ بالحسبان؛ في حساب الديون
الروسية المتراكمة علينا؛ وتكاليف الحرب المتزايدة بمتوالية هندسية.
وتسمى هذه الحالة في علم الاقتصاد ” بالتكلفة المنتَهَزة “..
والتي استفادت منها روسية، بينما كانت الضحايا والوقود من جنودنا وضباطنا السوريين..!!

– يغيب عن ذهن كثير من السوريين، ماذا استفاد الروس من
التواجد على الأرض السورية :

* تجريب كل أنواع التكنولوجيا العسكرية الحربية على السوريين؛ وعلى أراضيهم؛ وفي أجوائهم.
فلماذا لا يتحمل الجانب الروسي تعويضات ونفقات اختبارات أسلحته ومناوراته الحربية؛ بالأسلحة الحية؛ في حقول الرمي السورية…؟؟ ..!!

– فلو أرادت موسكو تنفيذ هكذا مناورات وتجارب بالأسلحة الحية؛ ولبضع سنين؛ في دولة ما… لكانت دفعت تكاليف، تبلغ المليارات
لتلك الدولة.
فهل ستطالب قيادتنا السورية بهكذا تعويضات ….
أم كالعادة نحن كرماء على الغرباء..؟!!

* للأسف…
أصدقاؤنا الروس والإيرانين ؛ سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي؛ كلما حَشرتَ أحدَهم في النقاش السياسي والاقتصادي ،
لقال لك: لولا تواجدنا في سورية، لسقطتْ عاصمتُكم دمشق …
وسقطت الدولة السورية.
وبهذا.. ستتحمَّل الأجيال السورية لنصف قرن وأكثر هذه الإهانات النفسية؛ داخلياً وخارجياً..
يعني، سَيرثُ الأبناء والأحفاد ذلّاً نفسياً طويل الأمد..!!

– فهل حقاً.. تأخذ القيادات الروسية والإيرانية هذا بالحسبان..؟!
أم نحن السوريون نعيش في غفلة تاريخية، لن يسامحنا عليها الأبناء والأحفاد والأجيال اللاحقة …؟؟؟!!!..

* لماذا الجانب الروسي لا يواجه ولا يتصادم مباشرة مع التركي والإيراني والأمريكي على الأرض السورية ..؟!

– من المعروف أنه لن يواجه الإسرائيلي…. وهذا معروف ومبرمج بحسبان ..ومع الأمريكي لا يقدر على المواجهة لأسباب متعددة؛
منها أنه ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب…

الجميع يعلم، ويعرف بالاختلافات والحساسيات بين الروسي والإيراني.. وبرغبة الروس بخروج الجانب الإيراني ….
لذلك يتكفل الإسرائيلي بهذه المهام؛ وبتغطية روسية .

– وماذا عن تركيا ؟!
تشير تقارير استراتيجية وسياسية وأمنية..
إلى أن التواجد الأمريكي في الشمال الشرقي السوري …الهدف منه؛ إزالة كل العقبات المتوقعة لإنجاح مرور الأنابيب الغازية؛ ضمن مشروع (نابوكو).
ولذلك نتوقع مزيد من الجرافات الأمريكية؛ إضافة لمزيد من الآليات العسكرية ..وهذه من مفرزات مشروع الشرق الأوسط الجديد،

والذي يهدف لإعادة تفكيك وتركيب وبرمجة الأنظمة السياسية القائمة بالمنطقة، بما يسهل عبور هذه الخطوط الغازية الحيوية.

– وكون هذه الخطوط ؛كلُّها ستتلاقى في تركيا..
يعني أن أمريكا تعهدت لتركيا أن تسمى بالعقدة الغازية العالمية .
وفي حال تم نجاح مشروع نابوكو ، فهذا يعني الخطوة الأهم لتركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي…
لكن.. من يملك النفوذ على العقدة الغازية العالمية التركية، هو أمريكا..

وفي هذا الإطار؛ تتلاقى الطموحات التركية بالحصول على النفط السوري؛ مع طموحات إسرائيل بالحصول على الغاز اللبناني..

– وتشير التسريبات الأخيرة في مراكز بحثية متعددة، إلى أن إيران أيضاً لها طموحاتها؛ بالانضمام لمشروع ( نابوكو)؛ للدخول بشراكة استراتيجية مع أوروبا؛ وكسر الحصار الأمريكي الاقتصادي
المفروض عليها .

– ولهذا نرى أن كلُّ اللاعبين على الأرض السورية يجمعهم قاسم مشترك، هو أن تكون إسرائيل لاعبٌ مهمٌّ في سوق النفط العالمي؛ وبالتحالف مع الشركات الكبرى العملاقة الأمريكية والأوربية…
وإنجاح مشروع ناباكو؛ الذي لا يعارضه إلا روسيا..

فيا لها من لعبة للأمم ..فأين نحن السوريون من هذا وذاك…؟؟!!!..

#سفيربرس _ بقلم :  د . نور الدين منى .

وزير زراعة سابق 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *