إعلان
إعلان

حلبة مصارعة…! سعاد زاهر

#سفيربرس

إعلان

أغلقت الباب وسمعت دقات قلبها بقوة، مشت على العشب الأخضر، لم تنتبه إلى أنها دخلت من باب الحديقة الجانبي، حيث لاوجود للمر الحجري.
حملت جميع الأغراض أقفلت الباب دفعة واحدة، وكأنها بدأت تعاني من رهاب الخروج من المنزل..!.
حتى قبل الحجر المنزلي.. كانت تحب تلك اللحظات الصباحية، حيث فنجان القهوة مع بعض الأخبار السريعة ودفء ينبعث من مكيف متين، ثم طقوس الكتابة والقراءة، حينها تشعر بامتلاء حقيقي، تبحث فيه عن جوهر ومعان للأشياء.. قد لا تعثر عليها إلا آنياً، سرعان ما تتبخر وتعود للبحث عنها من جديد… حتى تبدو أفكارها وعاداتها كشلال هادر تتخلص منه باستمرار.
اليوم حين عادت من جولتها الأسبوعية بعد انتهاء عملها… جولة على الأسواق خصصتها لشراء كل ما يلزمها وللانتهاء من الشؤون خارج منزلها، طيلة الطريق وهي تشعر بالتأرجح، شعرت بكل شيء يخفت ويبهت إلى أقصى حد…
كان نهاراً مضنياً، شيء ما يدفع لليأس، وكلما قاومت تدخل في دوامة التعب، هل عليها أن تستسلم؟ اعتادت أن تسمع عن تجارب الحياة وغناها من التعاطي مع البشر، بالتأكيد ليست التجارب الحالية، حيث يبدو الخارج حالياً.. كأنك في حلبة قتال من أجل أبسط الأشياء الحياتية، هي ليست مصارعة اعتيادية، ولا حتى تشبه المصارعة الحرة، حيث يرفع المصارع خصمه ويقذف به كيفما اتفق وكلما آذاه عميقاً، كان الفوز حليفه…. والجمهور يهلل لمشاهد الدماء.. إنها حلبة قتال الغلبة فيها للأقوى.. وما أكثر حلبات القتال حولنا…!.
حين أقفلت الباب بسرعة… دخلت إلى المطبخ الحديث.. رفعت الستارة ورأت الشمس التي تغرب…. حاولت السيطرة على هواجسها، حتى لا ينسل إحساس التفاؤل الذي يتملكها حين تكون في هذا المنزل الجميل، حيث كل ما حولها يزداد اخضراراً وأملاً…
كم تمنت لو أنها لا تخرج أبداً…. مستغنية عن كل عظات الحياة وتجاربها الفذة حالياً…!.

#سفيربرس _  بقلم   : سعاد زاهر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *