إعلان
إعلان

نزهة على زجاج المخيّلة _ بقلم : نسرين الجردي

#سفيربرس

إعلان

أنفخ بخاراً على زجاج مخيلتي، وأرسم بإصبعي ما يحلو لي..
أرسم قلوباً حمراء وأول حروف اسمينا.
أسحب نفساً عميقاً وأنفثه بحب على زجاج مخيلتي ،لأشكل أوسع مساحة.
مساحةً  لأحلامي معك..
ها أنا أعيد رسم القبلة الأولى التي سرقتها مني فيما كنت أغسل يدي..
أرسم انتظارك في زقاقي.. وأستنشق رائحتك الشهية..
أرسم عينيك وهي تترصد النادل الذي يختلس النظر إلى خصري..
كل الأشياء الجميلة يخطفها قطار الخذلان..
أرسم سجائر الماريغوانا وأحضر كؤوس الفودكا..
ارتديت في مخيلتي بيكيني السباحة الأسود..
ألا يليق بجسدي الأبيض.. ما رأيك؟!.
ها أنت تراقبني خلسة وأنا أتجه إلى حوض السباحة..
وضعت رموشاً مستعارة، ولونت أظافري بالأحمر..
طبقة زيت البرونزاج التي دلكت بها صدري غير كافية..
أريد المزيد منه على كتفيّ أيضاً..
سأرسم أصابعك تعانق أصابعي تحت الماء..
والكثير من القبل المبتلة..
أريد ضباباً كثيفاً على مخيلتي لأرسم أكثر..
أريد ضباباً غير قابل للمسح..
ها أنا ذا أرسم الأغاني المجنونة التي تراقصنا على أنغامها ذلك اليوم..
كل الرسومات تتلاشى..
أرسم فطوراً جماعياً مع عائلتي، وأراقب وجهي المضحك على إبريق الشاي..
حتى هذا الفطور سرعان ما تلاشى..
أراك في بيتي الذي يشبه بيت “توم سوير”
نتراقص ، نتسلل على الدرج الضيق حفاةً..
نختلق ذرائع للعودة إلى السرير حتى يكون كل شيء  أشهى..
أرسم جسدك الأسمر، ولحيتك المثيرة..
أرسم قلبي بنبضات منتظمة..
سأعود بالمخيلة إلى حوض السباحة..
عراةً أمام المرآة الكبيرة..
نراقب لباس السباحة الذي رسمته الشمس على جسدينا..
ما رأيك بأن نتجه إلى خمارة “أبو جورج”؟!..
ندق أقداحنا.. ننتظر انقطاع الكهرباء لتبادل القبل..
كل السيناريوهات التي أحيكها تتلاشى..
أغلب ما أحيكه من رومانسية غير قابل للإنتاج..
لا بد من التوقف عن الرسم ..
لا بد من متابعة الارتطام بصخور الخذلان..

#سفيربرس _ بقلم : نسرين الجردي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *