إعلان
إعلان

هل يتخلّص بايدن من أردوغان؟. بقلم : الدكتور خيام الزعبي

#سفيربرس

إعلان

بمتابعتي للأحداث لم أتفاجأ مما تخطط له أمريكا لتلعبه في المنطقة، و المتابع البسيط لقضايا المنطقة يلاحظ بشكل واضح بأن أقل ما في تحركات واشنطن في الفترة الأخيرة أنها مريبة، خاصة إن تركيا تعيش في الوقت الراهن أسوأ مراحلها من حيث خسارتها لأكبر شبكة تحالف صنعتها لعقود طويلة

اليوم لم يعد يخفى على أحد إشتعال الخلافات بين الإدارة الأمريكية وتركيا، ومن بين تلك القضايا حقوق الإنسان في تركيا، والتي انتقدها الديمقراطيون على وجه الخصوص، واعتراف واشنطن بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها 1.5 مليون أرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بالإضافة الى شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي “إس-400″ الذي أغضب حلفاءها في الناتو وأدى إلى عقوبات أميركية، وكذلك عملها العسكري ضد حلفاء أمريكا الأكراد في شمال سورية، فضلاً عن تحركات أردوغان العدوانية ضد اليونان وقبرص بسبب موارد الغاز في شرق البحر المتوسط، لتتبعها المزيد من الخلافات بشأن التصريحات التركية المعادية لأمريكا، الأمر الذي وصل بالعلاقات الأمريكية التركية إلى حالة غير مسبوقة من التوتر، وفي هذا التطور الجديد أعلنت الرئاسة التركية عزمها على إعادة تقييم ومراجعة العلاقات التركية مع أمريكا في حال استمرار اتخاذ قرارات ضد تركيا.

بالمقابل اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تقدم الدعم اللوجيستي للتنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا، كما انتقد دعم الولايات المتحدة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في سورية، قائلا: “أثبتنا بالوثائق أن تنظيم YPG (وحدات حماية الشعب) الإرهابي هو امتداد لتنظيم PKK (حزب العمال الكردستاني) الإرهابي.

من دون أدنى شك، حملت العلاقات التركية الأمريكية في طياتها الكثير من الخفايا والمصالح، والحقيقة هي أنّهما يمثلان القوة الإقليمية الرئيسية المسببة للأحداث في سورية وهي اليوم أهم مصدر للمال والسلاح إلى الجماعات المسلحة وأدواتها، وقد عملت تركيا على إنشاء مراكز التجنيد ومعسكرات التدريب ومخازن السلاح على الأراضي التركية لصالح هذه الجماعات وسائر تشكيلات المرتزقة المشاركة في الحرب على سورية لذلك لم نتفاجأ مما تخطط له أمريكا وتركيا لتلعبه في المنطقة.

وانطلاقاً من ذلك فإن علاقة أمريكا بتركيا، إنما ينطلق من أساس واحد وفروع متعددة تتعلق بكل دولة على حدة، والأساس هو إن أنقرة لها علاقات إستراتيجية مع أمريكا ،وهذه العلاقات قائمة على خدمة المشروع الأمريكي، وتنفيذ مطالبه من حيث الجوانب العسكرية والتي تتمثل بتنفيذ الأجندات الأمريكية وتوريد الأسلحة والمعدات الأمريكية، وبالتالي فإن بقاء شهر العسل بين أمريكا وتركيا ، لن ينتهي قريباً طالما بقيت هذه الدول على علاقة جيدة مع إسرائيل ولا أظن إن هذا التحالف سيتلاشى طالما بقيت هذه المنطقة المصدر الأساس للطاقة والاقتصاد والنفط.

وعلى نفس المنوال، إن استمرار الاحتلال الأمريكي –التركي والإبقاء على حالة النهب والسرقة للنفط السوري، هو الماكنة التي ستسرع في تشكل وتكوين المقاومة الشعبية السورية الوطنية، ليجد الأمريكي-التركي نفسهما أمام حرب عصابات يعجزان أمامها عن تحقيق أهدافهما الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب السوري ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان الذين يرابطون للدفاع عن بلدهم بصدورهم العارية.

في إطار ذلك يمكنني التساؤل، هل ستجر أمريكا وتركيا ذيول الهزيمة والانكسار في سورية ؟ وهو الثمن الذي ستدفعانه نتيجة أخطاءهما في سورية وسعيهما الفاشل لتقسيمها وتجزئتها. … وهنا لا بد من التذكير بأن أمريكا لم تقدر على فعل كل الذي فعلته بسورية لولا خيانة بعض الدول الذين أرتضوا أن يخونوا أمتهم وأن يبيعوا ضمائرهم من أجل مصالحهم الشخصية وتنفيذا لأجندات إقليمية ودولية. لذلك لا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.
[email protected]

#سفيربرس _ بقلم : الدكتور خيام الزعبي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *