إعلان
إعلان

فرقة “حمودة” تلم شمل عائلة العود العربي في الجزائر.

#سفيربرس _ إبراهيم حنصال _ الجزائر

إعلان

يسعى شلة من الموسيقيين الشباب من أدرار، جنوب البلاد، عبر لقائهم في فرقة واحدة الى لم شمل عائلة العود التي يعد “العود العربي” جدها المؤسس، محاولين “مد جسر بين ثقافة المنطقة، وتقديم أداء موسيقي جديد” كما يقول قائد الفرقة، المايسترو: حكيم حمودة، ونشر “الأغنية المحلية التواتية”، نسبةً إلى منطقة توات بقلب أدرار. حيث فتح حكيم، المؤدي، الملحن وعازف العود الرئيس، قلبه، لسفير برس، وصرح أن بدايته كانت في جمعية “أنغام الجنوب” للثقافة والفنون، حيث ترأسها في وقت سابق، والده حمودة عبد القادر. وأدى وجود الموسيقيين والمؤديين في أدرار، وتقاطع انشغالاتهم الموسيقية الى اجتماعهم في فرقة عكست تلك الانشغالات في إسمها “لوثومينيا” أو “هوس العود”، والتي أصدرت، ألبوم موسيقي واحد وكليب فيديو صُوِر بمحاذاة قصور أُذرار.

ويقوم العازف حمودة، بالتأليف الموسيقي لفرقته، وهو يعزف على آلة العود (الكمانجا) التي انبثقت من العود العربي وانتشرت في إفريقيا خلال القرون السابقة. ويمزجون عزوفاتهم أيضا بالإيقاع المحلي”الڨلال”، وكذا “الرْباع” و “تِبَقَال”، حيث هاته الآلات الثلاث، مصنوعة بالطين والجلد و تشبه إلى حد كبير “الدربوكة”، وهي على ثلاث أحجام، “الڨلال” الأكبر حجماً، ثم “الرْباع” المتوسط، ثم تليها “تِبَقَال” الأصغر حجماً، وتلعب أحجام هاته الآلات الموسيقية في صنع مستوى درجة صوت تميزها عن الآخرى، وعند مزجهم تعطي النغمة الموسيقية المرغوبة. كما يشاركه في التأليف بعض من أعضاءه العازفين المكونة من ست أفراد، من بينهم ثلاث مؤديين صوتيين. ويعزف الى جانبهم، عضو على آلة “الطبل” التقليدية ذات التقاليد العريقة في ثقافته، إلى جانب الإيقاعات المحلية “الرشقة”،”البارود”،”بن رزانة”،”الحضرة”، “صارة”،”ضُربة القرقابو”. حيث تعلم وأتقن حكيم، العزف على العود العربي، بشكل ذاتي كمُيول منذ الطفولة وبرفقة أهل هذا الطبع. وحول ما دفعهم لتكوين فرقتهم قال حمودة، في حديثه وعلى لسانه، لسفير برس: “اردنا ان نجمع هذه الآلات التي أتت من التراث نفسه، كما أردنا أن نعزف مؤلفاتنا الموسيقية الخاصة التي لا ترتبط بالتقاليد الفلكلورية او الكلاسيكية فقط، وإنما إضافة العصرنة فيها”.

كما قدمت فرقة “حمودة ” حفلات عديدة في مدن الجنوب، وحطت بهم جولة موسيقية محلية، وأصدرت الفريق، ألبوم واحد كما ذُكر سالفاً، وتعد مشاركتهم الأولى كضيف شرف فوق ركح ستاد “المهرجان الوطني الثقافي لموسيقى الديوان”، النسخة 13، بالعين الصفراء، في ولاية النعامة، لؤلؤة الصحراء الجزائرية. و ترتسمت على وجه حكيم حمودة خلال حديثنا له، ابتسامة عريضة وهو يروي كيف يعزف زملاؤه معه على تلك الآلات، ألحاناً تحوي بعضها مقامات موسيقية عربية، وصحراوية جزائرية خالصة، كما أضاف قائلاً أن فرقته تجيد أداء “أغاني خليجية” ذات صيت، على سبيل المثال أغاني محمد عبدو وطلال المداح وغيرهم من الفنانين العرب. ويشرح صاحب العود الرئيس، أن ألحانهم إنصهرت في التقاليد الموسيقية الصحراوية، بعدما انبثقت من آلة العود القديمة ويعتمد عليها في الشرق الاقصى لمصاحبة الغناء. لذلك أرادوا ان تكون ألحانهم تصدر نغمات متميزة، وتتفاعل في طبقة واحدة، كما إقحام آلة “القرقابو” و آلة “الطار” و المعروف محلياً ب”الشكشاك” لأنه يصدر صوت على “نغمة الشكشك”، ويستعمل بكثرة عند المصريين، على حد قوله. كما أشار حمودة، الى أن العود المحلي تَطور من آلة العود العربية التي انتشرت كثيرا في أوروبا بعدما انتقلت إليها من الثقافة العربية الاندلسية.

ويتمنى العازف الجزائري، أن تشكل المؤلفات الجديدة التي يكتبها شعراء وكُتاب المنطقة، إضافة إلى الكلمات الموزونة من التراث المحلي التواتي، والتي تشكل 90 بالمئة من أغانيهم، من بينها “هاذي حكاية”، “يا قلبي”، “لغرام”، “أنا صحراوي”، والتي أمتعت جمهور المهرجان. وأضاف قائلاً، لسفير برس: ” أنه يطمح أعضاء الفريق، تكثيف مشاركاتهم داخل الوطن الواحد وخارج حدود الجزائر، وتمثيل الإيقاعات من الرمال الذهبية في كل الدول، والدخول في حلبة منافسات العود عبر العالم وبالأخص دول الخليج، ما يمثل “نهضة موسيقية جديدة” لهذه الآلة العريقة والصديقة. وأكد رأس الفرقة أنهم سيواصلون مشروعهم العتيد والإبداعي، لأنه يمكنهم حسب قوله، من “مد جسر بين حضاراتنا السابقة، ولمساتنا اللاحقة، وتقديم صوت موسيقي جديد، يأتي من تفكير مختلف ومتجدد”.

#سفيربرس _ إبراهيم حنصال _ الجزائر 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *