إعلان
إعلان

الشخصية التي تنتزع احترام الخصم و الصديق معا” هي شخصية مثيرة للاهتمام و جديرة بالاحترام .

#سفيربرس _ #الإعلامية_مها_جحجاح

إعلان

جمال عبد الناصر .. هل هو صانع حقبة زمنية دمغها باسمه, ولوّنها بلون شخصيته ، فسطرها
صفحة خالدة في كتاب التاريخ؟
أم أن معطيات التاريخ بمصائره وأقداره هي التي قدمت عبد الناصر بين الألم و الأمل .
بين التنشئة الفقيرة ، وبين الطموح والإحباط شابا موهوبا مكافحا ، وبين النجاح والفشل بطلا” شعبيا مخلّصا، أم
بين الحلم والحقيقة زعيما مناديا بالفكر القومي ،…. ثم …ضحية للمفارقات والتناقضات جريحا مكابرا ،
وأخيرا بين الواقع والمستحيل كما لم يشاء في نهاية نفق مسدود ؟
الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ، حبيب الملايين كما سموه و زعيم الأمة العربية في زمنه نشأ مدفوعا” بالطموح في بيئة ريفية فقيرة بمحافظة
أسيوط ، و وصل إلى قيادة اتحاد الطالب ، متأثرا بشتى طيوف أدب المعاناة
الانسانية لكتاب الشرق والغرب على حد سواء ، طموحات عبرت به أبواب الكلية الحربية وكواليس
السياسة ، فهاهو تارة يشارك في المظاهرات ضد الاحتلال الانكليزي فيصاب ويعتقل غير مرة ،
وهاهو تارة أخرى يقاتل على جبهة فلسطين فيجرح ويحاصر , وصولاً إلى الإطاحة بالنظام الملكي
وإقامة نظام جمهوري عام ثم التربع على كرسي الحكم في بلد خرج لتوه من تحت وطأة
احتلال أجنبي ويعاني ليتعافى من عوارض حكم ملكي لم ينصف أغلبية الجماهير التي صفقت
لعبد الناصر واستبشرت بحضوره.
دفع جمال عبد الناصر آلة النماء في مصر قدما بصبر وإخلاص ،على أساس أن التقدم هو التنمية،
فأنجز الكثير مما يطول حصره في مجال الدفاع عن مصالح الفلاحين والعمال وسائر الفئات
الشعبية المتطلعة إلى تحسين مستوى المعيشة المتدني ، بالغا في ذلك مابلغ على حساب تراجع
واضمحلال امتيازات الاستبداد والاستئثار بالثروات الوطنية من قبل قلة قليلة .
وفي بلد محارب على جبهة خارجية ) العدوان الثلاثي على مصر عام إبان قرار عبد
الناصر بتأميم قناة السويس وجبهة داخلية لجهات تتعارض مصالحها مع توجهات الأغلبية التي
يرعاها ويدافع عنها ناصر ، كان بحاجة إلى نصر سياسي بعد العدوان وبناء قاعدة شعبية تسانده ،
فكان له ما أراد ، مما دفعه إلى زيادة الأعباء الملقاة على عاتقه بتبني الفكر القومي العربي ، وكان
له أيضا هنا ما أراد بإنجاز أول وحدة عربية في التاريخ الحديث مع سوريا
ولكن هيهات أن يبتسم القدر إلى ما لا نهاية ، وسط أمواج عاتية تحركها من كل حدب وصوب إرادة
ومصالح جهات مناقضة، لها رأي آخر في هذه النجاحات المتسارعة . ففي الوقت الذي كان فيه
ناصر يبني مجدا ، وأغلبية ساحقة من الشعب تهتف باسمه ، كانت هناك قوى خارجية وداخلية
تتمنى غيابه.
وبصرف النظر عما يروق لمؤيديه وما لا يروق لمعارضيه، فقد كسب عبد الناصر احترام العدو قبل الصديق .
بقدر ما كانت تلك الثمانية عشر عاما منذ توليه الحكم وحتى وفاته حقبة حثيثة الخطا،
ضاجة بالأحداث النوعية الملهمة ، عامرة باالانجاز والحماس وارتقاء الشعور الوطني والقومي إلى
الذروة ، .. بقدر ماكانت ممهورة بأختام النكبات ، موشحة بالدم والدموع ، وملامح التراجيديا
تتلاحق بالظهور ردا على كل إنجاز أو نجاح ، فلا الوحدة مع سوريا استمرت .. ولا احترام
الأعداء له في الداخل والخارج قلل من حجم الضربات المكالة من قبلهم ، فلم تكد تمضي سنوات
قليلة على انهيار الوحدة حتى جاءت نكسة الخامس من حزيران مأساوية قاتمة في
حزنها وبالغة قسوتها بكل مارافقها من تبعات وجراحات غائرة، جعلت عبد الناصر يعلن في لحظة
مسؤوليته عما حدث في نكران للذات يجسد حقيقته الوطنية ونقاء صفحته في كتاب التاريخ.
هذا النقاء كان واضحا” في كتابات الصديق والخصم عنه وفيما يلي بعض البعض:
كلمات مدير المخابرات المركزيه الامريكيه الاسبق يوجين جوستين في كتابه “التقدم نحو القوه”
“مشكلتنا مع ناصر انه بلا رذيله، مما يجعله من الناحيه العمليه غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر، ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه او رشوته او حتي تهويشه. نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع ان نفعل تجاهه شيئاً، لانه بلا رذيله وغير قابل للفساد..”.
موشيه ديان في رحيل جمال عبد الناصر قال :هذا الرجل العظيم الذي لن يتكرر في التاريخ كان ألد أعدائنا و أكثرهم خطورة على دولتنا و وفاته عيد لكل يهودي في العالم

كما قال ديفيد بن غوريون :كان لليهود عدوان تاريخيان هما فرعون مصر في القديم و هتلر في الحديث
ولكن عبد الناصر فاق الاثنين معا” في عدائه لنا ، لقد كانت الحروب من أجل التخلص منه ، حتى خلصنا منه الموت.
فيدل كاسترو قال في رحيل رئيس مصر :أن عبد الناصر واحد من أعظم شخصيات هذا العصر و ثائر عظيم ، قاد نضال شعبه في استبسال نادر لدحر مؤامرة هذا العصر ، لقدفقد العالم بوفاته ثوريا” لا يتكرر.
انتهت بعض الاقتباسات
مع الاشارة الى ان العديد من مدونو السيرة كتبوا بذات الأسلوب عنه.
ختاما”
عبد الناصر .. ماله .. وماعليه .. قضية جدلية ماتزال وتبقى طويلا” موضع بحث ،تأمل واهتمام.

#سفيربرس _ #الإعلامية_مها_جحجاح

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *