الفنانة التشكيلية اللبنانية مارال مانيس طموحة بلاحدود مبدعة في كل الظروف

مارال مانيس فنانة تشكلية لبنانية  متميزة في جميع أعمالها طموحة  وجريئة بلا حدود عشقها وشغفها للفن التشكيلي جعلها  مبدعة بكل المقاييس   تمنح نفسها لجعل تطلعاتها حقيقية وواقعية. حاصلة على ماجستير في الفنون البصرية من جامعة اللبنانية.

هناك شيء واحد يصعب تصوره، فهو إقامة معرض فني بعد انفجار هائل في ٤ اب ٢٠٢٠ والانهيار الاقتصادي التي اجتاح مدينة بيروت ولبنان ككل وكانت الفنانة مارال من بين أول المتضررين منه، ولكن في خضم أزمة متعددة الأوجه مثل كالذي يمر به لبنان في الوقت الراهن. حيث كانت هناك الفرشاة والقماش للرسم.

مارال مانيس هي واحدة من الفنانين الذين اختاروا إعطاء علامات الحياة ضد الريح والمد والجزر. لقد أرادت تمثيل هذه الفترة الوصفية بالكاد من خلال مجموعة الألوان تقتصر على الدم والأرض.
الاستبطان او”Introspection” عنوان معرضها الذي عرضت ٢٧ لوحة و٣ منحوتات الفنية في صالة العرض ٣٩٢رميل ٣٩٣، من ١٩- ٢٤نوفمبر ٢٠٢١.
عبرت بإسلوب تجريدي عن انفجار بيروت من خلال الألوان: لون القمح، لون الدم أي الأحمر، لون الموت بالأسود ولون السماء والبحر بالأزرق.
من اهم الاعمال:
١-اللوحة الكبيرة بقياس ٢٠٠x١٨٢سم بعنوان “٤ آب” عبرت عن لحظة الانفجار واللحظات التالية. لحظة الصدمة يرمز إليها وهج القمح، مدفوعاً ومتناثراً في كل مكان. ترمز الفنانة مارال مانيس بالطائر الذي تتجه نظرته نحو الخارج من اللوحة، الى الهجرة التي أصبحت بعيدا عن كونها خيارا ضرورة، ومسألة حياة أو موت.
تماما مثل الحصان الذي يمثل الفن والجمال والاناقة، هنا يبرز جمال المنطقة. نظرة مليئة بالحزن منذ اختفاء الحفلات الليلية في بيروت وحياة وإيقاع المعارض الفنية والثقافية، اختفت حلاوة الحياة في بيروت وعمت الفوضى والضياع.
الفيل في اللوحة هي رمز الأسرة، في هذه الحالة ينهار… ولكن ليس فقط بسبب الانفجار بيروت، ولكن أيضا بسبب الكارثة الاقتصادية. ومع ذلك في سياق الخطوط وضربات الفرشاة واللمسات، تبحث مارال عن الأمل من خلال اللون الأبيض بالإضافة إلى الألوان الترابية مثل المغرة او القمح في عنبر ١٢. وصفوا الزوار هذه العمل الفني ” Lebanese Guernica

٢-اللوحة بعنوان “زوار الليل” ضاف رموز الظلام الذي يعيشه ضحايا الكوارث، في مواجهة وتحيط به حيوانات غير العادية، إضافة الى الخوف والعزلة والوحدة في المنطقة التي كانت مليئة بالزوار قبل الانفجار والخوف والحيوانات والظلام بعد الانفجار.

في البداية كان على الفنانة مانيس أن تقاوم من حولها للرسم، والآن تجد نفسها تقاوم عقبة أكبر وأكثر شراسة. اليوم الفن هو أفضل دعم لها للتعامل مع الصدمة التي استغرقت وقتاً طويلا.

٣- اللوحة بعنوان “الحزن”: نشأ التظلم عندما اختلط البر والبحر في بيروت خلال الانفجار وعندما علمنا باختفاء أشخاص لم يتم العثور على جثثهم والمواجهة مع الأسئلة الأكثر خطورة وأكثر تطرقاً: هل الأشخاص المفقودون ذهبوا الى الدخان مع الانفجار، أم كانوا ألقوا في البحر مشوهين وأكلوا من السمك؟
مع السلحفاة، أرادت الفنانة مانيس تمثيل تباطؤ التحقيق.

زار معرضها عدد هائل من الزوار اللبنانيين والأجانب، المتذوقين الفن والثقافة والنقاد الفني والطلاب الجامعات والمدارس الخاصة .التي قدمت من خلال اعمالها الفنية البهجة والسعادة للزوار الذين كانوا مشتاقين للفن والجمال.

# رئيس تحرير سفيربرس .