إعلان
إعلان

سيكولوجية الأحذية ..بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

هل تمتلك الشجاعة الكافية لإعادة تدوير حذائك القديم؟
هل أنت من المهتمين بماضيه و مستقبله و يخشى عليه من الإنهيار لسبب تافه كالحذاء أو الزنوبة؟
هل فقدت الثقة بالمنتج الأوروبي أو الأمريكي إلى درجةٍ جعلتك تكره ما يقدمونه من منتجات تتناسب و الواقع الحالي؟
هل تعتقد أن تجديد الثقة بالزنوبة قد يجعل منها نموذجاً يحتذى به بين أقرانها بعد كل هذه السنون؟.
أنا شخصياً جربت ذلك و قد نجح الأمر كوني اعتدت على قالب معيّن يخدم اتجاهاتي و طريقة التفافي و هيمنتي على الممشى الخاص بساقي .
نعم لقد كانت ثقتي بالزنوبة الشتوية تتعدى حدود الثقة ذاتها، لأني لم أقتنع أبداً بأن الجديد سيدخل في الخدمة فوراً دون أي عناء أو ترويض أو حتى تليين كي يتٱلف مع مقاس قدمي الذي تجاوز الثلاثة و الأربعين بقليل.
إنه يوم عظيم عندما دخلت إلى حانوت الحذّاء مقابل المحكمة في مدينة جبلة حيث ابتكر لنفسه أسلوباً عجيباً في التكتيك و إعطاء الزبون فكرة وافية عن مصير حذائه القديم و ما ستؤول إليه الأمور .
ليس لدى صبحي الحذّاء أدنى فكرة عن تطلعاتي المستقبلية لكنه واجهني بعرضٍ مغرٍ جعلني أعيد النظر بفكرة التجديد و إصلاحها كونها بالإضافة لخدماتها السابقة تشكل رابطة عاطفية لازمتني لسنوات في مناسبات عدّة.
قال صبحي :
إن تركيب هذا النعل المصنوع في الصين و المستورد خصيصاً لأجل راحة قدمك هذه، ليس مجرد تقليل تكاليف و حمايةً لأموالك من التسلل إلى خارج جيبك لشراء منتج قد يخدمك أقل، لأن الحظ في هذه الأمور يلعب دوراً كبيراً خصوصاً أنك لا تعلم شيئاً عن الحذاء الجديد و خلفياته و الخامات التي صنع منها..هل كنت تشاهد المصنع و هو ينتجه؟ هل كنت وقت الحادثة؟
أجبت بكل وضوح “لا” …
و لكن هل علي إحياء الميت كي أنعم براحة البال؟ سألته.
لم يجب صبحي و اكتفى بالتمتمة و شتم البدائل لأنها كارثة كبرى كما وصفها .

#سفيربرس _ بقلم  : المثنى علوش 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *