لن ينس السوريون عذاباتهم… بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر

أنهى السوريون عقداً زمنياً من حياتهم، هو الأسوأ ربما في تاريخ سورية الطويل..
عقداً جعل خريف الوطن يقضي على ربيع العمر لديهم …
فعاش السوريون وسط حيرة وصدمة مما رأوا وسمعوا وفعلوا … فباسم الوطن احرق الوطن … وباسم الوطنية نهبت خيراته…
أسوأ ما في هذا العقد غياب النموذج والقدوة… فمن حدثنا عن الفقراء سرق قوتهم… ومن امتطى أكذوبة العمل الخيري أثرى ثراء فاحشاً…. ومن دعا الناس لتقديم أبنائهم قرباناً للوطن كان قد اطمئن على وصول أبنائه إلى الخارج…
وبرزت ظاهرة الأبواق والمطبلين…. الذين لم يكونوا قدوة في شيء مما يقولونه…. بل كانوا بعيدين كل البعد عن الشارع الذي يدعون مخاطبته…
وبرزت ظاهرة رجال الأعمال الجدد الذين لا يمتون إلى الرجولة بصلة… ولم نعرف من أعمالهم إلا القبح والسوء وسرقة الناس بيمينهم والتصدق عليهم بشمالها….
وسط هذا كله ظل السوريين صابرين محتسبين متمسكين بما تبقى من وطنهم … لكنهم لم ولن ينسوا أبداً من أساء لهم وخطف ضحكتهم ….
لن ينسوا من أشعل الفتنة وهرب خارج الوطن ليتحفنا بصوره واطلالاته… لن ينسوا من ادعى الدفاع عن الوطن فأصبح من رواد المطاعم والفنادق الدمشقية….
وما سواد دمشق إلا إيذاناً بفجر قريب قادم ستسطع شمسه لتنير قلوب أبنائها وتبعث فيهم الأمل والطمأنينة …
لكن السوريون لن ينسوا … ولن ينسوا ….

#سفيربرس _ بقلم: شاهر إسماعيل الشاهر