إعلان
إعلان

متاهات اجتماعية -الجزء الاول- بقلم : هيفاء صالح

#سفيربرس

إعلان

ظَهرت الأزمة السورية وبدأ يتساءل العديد من الشباب يومياً في سرِهم. هل ننّتمي لهذا المجتمع؟
حرب غزت حياتنا.. حَملت معها مفهوم لم نألفه من قبل وهو (النزوح).
نازحون، أي أننا بلا منزل، بلا مدرسة، بلا جامعة، بلا عمل، أي أننا لا ننتمي إلى هذا المجتمع فمن أين نبدأ؟
سورية الوطن الحاضن، الأم الحنونة، الأرض الخصبة جُبِرت على تغيير الحيز المكاني الخاص للعديد من أبنائها؛ حيث نزحَ في العقد الأخير ملايين الأشخاص من كافة المناطق السورية نتيجة لظروف خارجة عن إرادتهم. رحلوا واختاروا أماكن جديدة! بحثاً عن الأمان والمسكن والعمل والعلم بل بحثاً عن البداية! فما كان من المجتمع المضيف لهم إلا تقبلهم أو رفضهم.
ولكن هذا الإنزياح المكاني والنزوح الداخلي لم يأتينا بأجمل صوره!
بكتْ أمٌ، غصْت، وكُسِرت لرؤية أطفالها مشردين بلا مأوى.
تَرَكَ طفلٌ مدرستهُ مرغماً إلى مدرسةٍ جديدةٍ أي أصدقاءٌ جدد ومعلمين جدد بل حتى لهجةً جديدةً لم يعتدها.
فقدَ أبٌ عمله و بدءَ رحلةَ البحثِ عن رزقه في مكان لا يعرفه من قبل.
خسرت فتاة حياتها الوردية دون سابقِ إنذار لما هو قادم فسعت للتماثل و التشابه مع أقرانها في ذلك المجتمع الجديد.
ابتعدَ شابٌ عن حبيبتهِ التي وعدها بالزواج فبدأ يقاوم الماضي والحاضر ويرسم لحياةٍ جديدةٍ وهو محمل بمشاعر عديدة من الخوف والغضب والشوق والحزن وعدم الإستقرار.
دُمرَ منزل عائلة كاملة ودُمرت معه ذكرياتٌ كبيرة، وأحلامٌ بمستقبلٍ واعد لا بل دُفن ذاك المنزل ودفن الدفء معه.
فماذا فعلت أنت يا مُضيفهم؟ هل احتويتهم؟
هم أشخاصٌ قابلتهم أنت في مجتمعك لربما رفضتهم أو تقبلتهم، عملت معهم أو تجاهلتهم، صادقتهم او صدمتهم بالصدِّ، شاركتهم نفس الحي أو طالبت بعزلهم مكانياً!
إن موقفك يغير ما هو آت، فالمتغيرات الاجتماعية ممكنة و الحياة اليومية مستمرة فلما لا تكون أنت الجزء الإيجابي منها! وتقبل كل من حولك… يا صديقي أدعوك اليوم للتعايش مع من حولك والتمسك بالتطور والتماسك المجتمعي، فلن يتطور مجتمعك إذا رفضت جزءً منه.
اليوم أنت مضيفي و غداّ أنت مكملي و في المستقبل سنكون المجتمع المتماسك الذي قاوم … فنجح.
فكوني نازح لا يعني بأني أقل كفاءة ولي الحق بأن أثبت ذلك بمساعدتك ودعمك ومشاركتك. كما أن عزلي مكانياً ليس الحل الأفضل فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل مستقبلية لا نرغب بها جميعاً كظهور المناطق المهمشة والمخالفات، والتوسع الغير مدروس لأطراف المدن. أما إذا أردنا السعي نحو تنمية مستدامة ومدروسة فما علينا إلا التكامل معاً و رغم اختلافاتنا نحن جزء من مستقبل واحد.
وفي النهاية علينا أن نؤمن جميعاً أنه لا يوجد فرد مستثنى من مسؤولية تطوير المجتمع.
#سفيربرس _ بقلم: أ. هيفاء صالح
متابعة أ.خلود بزرتو

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *