كفى.. هرمنا.. بقلم : علا حسن

دوامة مخيفة نعيش بها،  لا بل نتخبط بين ثناياها، فلا يزال هناك خوف من كل شيء، الإنتقال من الإصرار والعزيمة إلى الجبن في مواجهة أزمة طويلة في سوريتنا الحبيبة ، وهنا أقصد الإنتقال من فكرة تحسين الواقع إلى التبرير والتعايش السلبي معه ، لكنّ إلى متى… فلسان حالنا أصبح يصرخ باكياً و يقول :
كفى… هرمنا.
فبكل أسف نحن في واقع مقسم، سوريتي تقسمت، الشعب تقسم، أصبحنا نقول غني بامتياز أو فقير بامتياز… أصبحنا نقول سوريو الداخل و سوريو الخارج.
فسوريو الخارج بين من هم في غربة موحشة يفترشون الشوارع لتأمين لقمة العيش لمن بقي في الداخل وبين من يعاني الحرمان والجوع في خيم اللاجئين منتظرين تحسن الأوضاع للعودة وأما سوريو الداخل فهم في وضع يزداد مأساوية يوماََ بعد يوم، فعدا عن صواريخ الحقد وطيران المتربصين ببلدنا الحبيبة، وعدا عن الحصار الذي يفتك بسكان غالبية المناطق والمدن والقرى، عدا  عن اليأس من الوصول إلى أي حل يبدأ بإعادة ترتيب الحياة داخلنا،…
وعدا عن كل ذلك وذاك نحن موقنين بأن ما يحصل ستعيشه أي بلد دامت فيها الحرب لسنوات، وبأن الأحوال ستكون سيئة. ولكن ما آلت إليه أحوالنا أصبح شيئاََ فوق قدرة استيعابنا، و أصبحنا في حالة من ضياع الضمير والأخلاق والتي لابد أن نبدأ بها  قبل البدء بإعادة إعمار الأبنية والطرقات، وهنا ينبغي أن يكون الهدف الجوهري هو إعادة البناء الادراكي والمعرفي والأخلاقي للأجيال، فأزمتنا كبيرة وما وصلنا إليه عظيم ولكن لا بد أن نصل إلى حد نبدأ به بالإرتقاء، وهذا الإرتقاء لن يكون إلا بالإنطلاق من اللبنة الأساسية في بناء الدولة وهو المواطن العادي البسيط فهو الثروة الوطنية الحقيقية للبلد و الذي يجب ألا نقلل من قيمته وفعاليته بالمجتمع وذلك بتأمين مستلزمات حياته بالحد الأدنى، والانطلاق به نحو مستقبل كريم لا يسمح له بالتقليل من نفسه لأنه ابن سورية.
ف سورية عريقة معدنها أصيل ولن نسمح لأصالتها التي يزداد بريقها يوماََ بعد يوم على مدى التاريخ أن تصدأ ، ولن نسمح لعظمتها أن تتلاشى، فلنكن يد واحدة في إعادة بريقها ولنمسح عنها غبار الحرب، لأنه مامن شدة تدوم وكلنا أمل بصباح مشرق عطر يمحي تلك الظلمة الموحشة فلا بد لهذا الليل الحزين أن ينجلي ولا بد لشمس سوريتي الحبيبة أن تسطع…

#سفيربرس _ بقلم : علا حسن