إعلان
إعلان

مسرحية ليلة أخيرة …. للأديب محمد الحفري

#سفيربرس _ ألوان عبدالهادي

إعلان

المسرح أبو الفنون ومؤسسها فقد انطلق من صرخة الناس على خشبة وأرض الواقع وصخب الحياة . فعبر شعرا عن الآلام والأفراح وقصة وسردا روائيا عما يجول من أحداث حتى وضع كل فن من هذه الفنون لتنطق بلسان حالها في مكانها الصحيح وتشكل كينونتها المعهودة وقد تسيد الموقف واستلم القيادة فترة طويلة عبر الزمن والعصور ومازال. ولكن بعد أن تحول وتطور الاعلام في وسائل التلقي للجمهور فقد حيد المسرح أو بالأحرى استراح قليلا كي يعيد الاعتبار للفنون الأدبية وتنطلق بزخمها ورايتها مرفوعة تنطق بلسان حالها وأوجاع الناس الذين التموا حولها كما المسرح في عنفوان زخمه وعطائه حتى أنه كان قبلة الجميع وموئل عباداتهم وايمانهم به حتى اتى عصرنا اليوم بأدواته المعولمة وتقنياته الحديثة فطور في المسرح وأدواته وأماكن تواجده وخصصت خشبات ثابتة للمسرح غايتها اطلاق الحالات الابداعية بغية ايصال ما يعتلج في صدور الجمهور من آلام ومواجع وأفراح وأحلام يحث عليها.
ومسرحية ” ليلة أخيرة” للأديب الروائي محمد الحفري كتابة واخراجاً قد حركت خشبة مسرح القباني وهي من شخص واحد منو دراما عامل بدور الرجل الزوج الممثل مدين رحال تتمحور أحداثها حول رجل يعمل في بيع الكتب المستعملة والجرائد على الرصيف يخرج من البيت صباحا ويعود مساء ليؤمن لزوجته طلباتها ولكن من مساوئ القدر أن زيجاته الأربعة لم يوفق بها حتى في زواجه الرابع من خديجة الملكان على الخشبة المقطوعة من شجرة والتي أحبها باء بالفشل الذريع الذي لم يستطع التغلب عليه كما في زواجه الأول من وردة والثاني هدى والثالث عزيزة لأسباب عدة أخلى القاضي سبيلهن من عصمته بسبب عقمه وعدم قدرته للانجاب ولكل واحدة حالتها الخاصة في الانعتاق منه موضحا ذلك على خشبة المسرح مناديا الملكان لاسم كل واحدة مستجديا خديجة في البقاء معه التي رفضت ذلك بسبب عقمه واصراره على أنها هي العقيمة وعليها أن تذهب للطبيب للعلاج وهي التي تزوجت قبله تلاث مرات وأنجبت ولكنه يستنكر لها ذلك
رغم انه يذكر بينه وبين نفسه أنها أنجبت من أزواجها الثلاثة غيره من قبله الاولاد ولكنها أصرت على طلبها من القاضي على الطلاق منه وهو يستجديها فقد أحبها محاولا افهامها مدى كرهه للقاضي الذي أخلى سبيلها وأنه ليس عقيما وسيثبت لها ذلك رغم أن زوجاته السابقات لم ينجب منهن اولاد وخديجة على عكسه تماما. ويحاول ان يظهر سلبياتها معتما على الايجابيات وانه هو المحق في القضية هذه العملية الخاوية في تغطية سلبياته كرجل شرقي وابراز سلبيات خديجة الزوجة الاخيرة وكأنه هو الضحية وليست خديجة التي تلبست دور الخيانة والغدر هي والقاضي نلحظ ان الكاتب يريد التعتيم على أزواجها الثلاثة دون ان يوضح الأسباب التي أوصلتها إلى ماهي عليه وكأنه يريد من المتلقي أن يستنبط ذلك وماهي سوى اسقاط على الحالة العقيمة للمجتمع الذي نحيا به والافلاس الذي آل إليه هذا ما رأيته وبعد الاستماع الى آراء بعض الحاضرين احداهن شبهت حالة المرأة هذه بالمثل الشعبي القائل إن الرجل يريد من المرأة أن تكون قط من خشب.. بدون احساس و بسؤال الأديب منير الخلف قال انطباعه بان الكاتب اراد اخفاء جوانب من حثيات المسرحية يريد من المشاهد البحث والتفكير بها وهذا ماتقاطعت معه في تبطين مشاهد والتعتيم عليها لغاية في نفس الكاتب ألا وهي التامل في ادراج الحلول كلا يدلو بدوله وبسؤال الاديب أرقم الزعبي قال : إن المسرح ينوس فتيله ويكاد يلفظ أنفاسه الاخيرة وهذا ما أكدته بالخلية الاسروية كعينة على الدمار الذي طال الوطن والبلد من خراب وكما قال الاديب منير الرفاعي أن الحضور ملفت وعلائم الائتلاف والتقاطع مع رؤيته لأبو الفنون المسرح الذي يستنهض روحه بالحضور الجميل الذي رأيته وكان الكاتب قد قدم مسرحيته في يوم المسرح العالمي وذكرى المسرحي الكبير سعد الله ونوس بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ومديرية المسارح والموسيقا. والمسرحية كانت قد أخذت مكانتها وحضورها وارتقت بالوجع العام للناس. على أمل أن نرى العديد من المسرحيات الناجحة لأديبنا في قادم الأيام.

#سفيربرس _ ألوان عبدالهادي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *