إعلان
إعلان

الفرات سلاح إسطنبول للضغط على سورية…ما القصة؟ الدكتور : خيام الزعبي

#سفيربرس

إعلان

أنظر اليوم بأسى وحزن ونحن نرى ونسمع عن قيام تركيا باستغلال مياه الفرات كسلاح في حربها على سورية من جهة، وكأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأطماع اقتصادية من جهة أخرى لتقوية سلطتها هناك، فالحرب لم تعد حرباً على سورية الوطن فقط، بل تحولت الى حرب للنيل من شعبها وتاريخها وعراقتها وهو أغلى ما تملك.

هنا لا بد من فهم أهم المرتكزات التي تقوم عليها السياسة المائية التركية في المنطقة، إذ ترى تركيا أنها إذا استطاعت السيطرة على موارد المياه، فإنها تكون قد فرضت سيطرتها بالكامل على منطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك تقوم بتجسيد عدة مرتكزات منها، اعتبار تركيا نهر الفرات هو نهر وطني داخلي وليس نهر دولي كما تم توصيفه في القانون الدولي، والتهرب من إبرام أي اتفاق لتقاسم المياه، بالإضافة الى استُخدامها المياه كسلعة اقتصادية قابلة للبيع، وتم عقد اتفاق تعاون بين تركيا وإسرائيل تتحصل بموجبه إسرائيل على 50 مليون متر مكعب من المياه التركية سنوياً لمدة 20 عام، فضلاً عن مقايضة المياه بالنفط.

في هذا السياق تجمع تركيا المياه أكثر من احتياجاتها ثلاثة مرات، حيث تجمع 190 مليون متر مكعب، في وقت هي بحاجة الى 80 الى 85 مليون متر مكعب، أما الفائض من المياه فتحولها الى سلاح ضد الدول المجاورة وتستخدمها كسلاح لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.

ومنذ توقيع الاتفاقات لم تلتزم تركيا بشكل كامل بها، حيث قامت خلال فترات متلاحقة بقطع المياه أحيانا، وتقليل كميات المياه الواردة إلى سورية أحيانا أخرى، وقد ارتبط هذا الملف بالتطورات السياسية وطبيعة العلاقات التركية السورية التي انقطعت إثر اندلاع الحرب على سورية عام 2011م.

ومع تدهور العلاقات السورية ــ التركية، عادت تركيا مرة أخرى إلى التلاعب بكميات المياه الواردة إلى سورية واستعمالها كسلاح في حربها، حيث قطعت مياه الشرب عن نحو مليون شخص في محافظة الحسكة أكثر من مرة خلال الشهور الماضية عن طريق إغلاق خطوط المياه في محطة العلوك والتي تعتبر الشريان الرئيسي لتغذية المنطقة بمياه الشرب.

من الواضح هناك صمت اعلامي غربي تعيشه هذه المعركة ضمن الحرب التي تستهدف سورية، بعد فشل الحرب العسكرية، لتستخدم المياه كسلاح بيد الاتراك، في محاولة لزيادة الضغط على الدولة السورية، وتهجير من تبقى من الأهالي في الشمال السوري، وقتل استراتيجية الامن الغذائي السوري، بعد إعتماد دمشق على زراعة المحاصيل الاستراتيجية ومنها القمح في مناطق شمال البلاد، والتي يمر منها نهر الفرات، بالإضافة الى الاضرار البيئية، وتوسع كارثة التصحر من تدمير الأراضي الزراعية، والجفاف، وانقطاع التيار الكهربائي نتيجة عدم القدرة على توليد الكهرباء من السدود السورية، ونفوق الأسماك والثروة الحيوانية.

ان صرخات الاستغاثة التي يطلقها الناس في الحسكة وأريافها، لا تسمع في أروقة المنظمات الدولية والأممية، كون معظم هذه الدول تدعم الحكومة التركية بضغطها على الدولة السورية، للحصول على مكتسبات سياسية، بالرغم من خرقها للقانون الدولي، الذي ينظم تدفق المياه في الأنهار الدولية.

مجملاً….إن حرب المياه تكتيك تركي رهيب حاولت استخدامه كورقة ضغط على دمشق، لذلك تحاول تركيا باستمرار معاقبة سكان شرق الفرات، خاصة إنهم صمدوا إبّان الهجوم التركي في المرحلة الماضية، ورفضوا أي احتلال تركي لأراضيهم من بوابة المسلحين، بالتالي إن ورقة المياه هي جزء من الحرب على سورية، وبهذه المرحلة تستغل تركيا الوضع الدولي الهش، لتستمر بخرقها للقانون الدولي الإنساني، وتعمل على تكرار جرائمها من قطع المياه عن السوريين ان كان عبر مياه الفرات ودجلة، او عن طريق المجموعات المسلحة المدعومة منها.

عليه… نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يجرى اتفاق على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة المتفاقمة، ولا بد من وقف كل أشكال الدعم الغربي لهذه المجموعات في سورية ووقف ضخ الإرهابيين بالمال والسلاح.

أخيراً… إني على يقين تام إن السلام سينعاد إلى أرض السلام “سورية” التي حوّلوها الغرب وحلفاؤه أرضاً للحديد والنار والقتل والدمار، باسم الحرية وهم أبعد الناس عنها.

# سفيربرس _بقلم:  د. خيام الزعبي .

كاتب سياسي-  وأستاذ في جامعة الفرات

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *