إعلان
إعلان

مقطع من رواية:”أحبها بلا ذاكرة”للروائي التونسي الأمين السعيدي

#سفيربرس _ تونس

إعلان

يخرج عدنان مضطربا،لم يجد مكانا بين الاموات ولا كون يمكن أن يحتضنه الآن، إلا رائحة سارة وكلمات عفاف، لكن لا وجه له حتى يطلب الراحة في حضن حبيبته ولعلها ابنته. يريد جسدا في هذه اللحظة حتى يخرج أوجاعه بين أحضان امرأة، في تجاويفها التي تبعث الدفء والاطمئنان. يعود إلى الخلف وتتجلى القهقهات المزعجة من أفواه نتنة جعلت من الخمرة وسيلة لقتل الجراثيم النتنة في أجسادهم. سكينة تضع يدها على كتفه وقد تجملت بطهارة قلبها وتعدد تجاربها يلتفت إليها،يتضح أنه هو، تصيح:عدنان،عدنان، يعم السكون داخل الحانة ويتكلم جموع الشاعر : إنه محظوظ مع النساء. ترتمي سكينة في حضن عدنان حبا وشوقا والفتى يرفض أجساد صديقاته اللاتي حدثنه بأوجاعهن، هكذا هو مختلف عن القطيع والكلب والراعي، أما المخنثة فلا يعلم إلى الآن الأشياء التي تربطه بها وهو يتذكرها في كل فصل وحين، دموعها التي ودعته لحظة مغادرة القصر تحيل إلى عاطفة أخرى وعدنان عجيب غريب كالحكمة تسكن عقول قلة من الناس، متفرقين في الكون، لو اجتمعوا تغيرت الأرض، غير أن مسألة تجمعهم أشد صعوبة من غربتهم ومجدهم. خرج عدنان وسكينة والليل يستعد للانتشار، أما الظلام فمازال يسكن بواطن الأرض،دفعة واحدة ينتشر فوقها…
هنا يمتد الفقر متمكنا من العقول وعدنان يختلف عن المفلسين في كل مكان من هذه الأرض الجحود، التي تهب الحياة للجميع دون تميز بينهم، حين تنبت القمح فتمتلىء البطون ولا تستثني زوار حانة لينفار رغم توحشهم وخبرتهم في سرقة أرواح الشعراء حين غادرت أجسادهم.

#سفيربرس _ بقلم  : الأمين السعيدي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *