الاختلاف لا يفسد للود قضية..بقلم : هبة الله دهمان

الاختلاف والتنوع بين الأفراد هو سنة الحياة ، فمن غير الوارد أن يجد المرء تطابق بين الخلق تام ، بل إن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى اعتبار الاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة ، ذلك أن هذا الاختلاف هو نوع من أنواع التكامل وهو جزء من الحكمة من خلق الناس شُعُوبًا وقبائل ، ولا ينكر عاقل أنه لولا هذا الاختلاف بين البشر ، لكان كل شخص استغنى بنفسه عن الكون ومن فيه ، فما حاجة الفرد لنسخة أخرى منه ، وما كان هناك عمار في الأرض ، ولا حياة تخلق التفاعل بين الجميع ، ومن مظاهر الاختلاف بين الناس مظاهر شكلية ومظاهر فكرية ، ومظاهر نوعية .
يختلف الناس فيما بينهم اختلاف كبير في طريقة التفكير ، لا يكاد يتطابق شخصين على وجه الأرض في التفكير ، أكثر ما يمكن أن يحدث بين فردين في تفكيرهم هو تشابه او التقاء في بعض الأفكار أو التفاهم على بعض الأفكار.

يطغى اللونان الأبيض والأسود على حياة البعض بحيث يصبح لا وجود للون ثالث في حياتهم. فنظرتهم لأنفسهم ولمن حولهم تكون محكومة دائما بهذين اللونين يجب على المرء أن يسعى لإقناع نفسه بعدم قدرته على تصنيف كل ما يمر به إما في خانة الأبيض أو خانة الأسود، وعندما يقنع بهذه الحقيقة سيجد نفسه قد تحرر من هذا النمط المزعج من التفكير. الاعتدال في أمور الحياة هي الحل الأمثل لممارسة الحياة بالشكل الأقرب للين والسهولة بعيدا عن الحرمان و الإفراط وبين الغلو و الحدية عندما يصل المرء لهذه النتيجة سيصبح أكثر سعادة وتقبلا لكل ما يمر به من أحداث مختلفة . فالحل المناسب لا يصلح للجميع , الحلول تختلف باختلاف وضع الناس نفسياتهم ,تربيتهم وأفكارهم لا يوجد حل واحد يناسب جميع الأشخاص, عندما تقتنع بمبدأ النسبية الذي يناسبك لا ينفع غيرك (مبدأ جدا مهم) لن تقوم بفرض أسلوب حياتك وأفكارك على أحد,المشاركة مهمة وفتح النقاشات وتبادل الخبرات وعرض الحلول التي توصلت لها (مجرد مشاركة ) دون أحكام مسبقة .

اختلاف الشخصيات هو أمر إيجابي لا نستطيع النظر الى الشخصيات التي لا نفضلها نظرة دونية أو نظرة استخفاف لكل شخصية مميزات وايجابيات تميزها . مثلا :الشخصية الانطوائية التي تقضل الجلوس بمفردها مع كتابها لها قدر كبير من التفكر والتأمل قد لا تتواجد عند شخصية أخرى مثلا الشخصية الاجتماعية التي تميزها ايضا القدرة الكبيرة على التواصل مع الناس وبناء علاقات جميلة ومتينة نعود لهذه النقطة أنه لا يوجد هذه الشخصية صحيحة وسليمة واخرى ضعيفة خاطئة بل لكل واحدة ميزة وخصال فريدة وقوة داخلية تختلف ليبدع كل منها في مجالها.
أيضا موضوع الاهتمامات والتخصصات تختلف بين البشر ومن الممكن أن يكون الابن نقيض اباه التي تفضله انت لا يفضله غيرك حتى لو كان هناك جينات مشتركة وشيفرة وراثية, هذا موضوه جدا نسبي و لا يوجد هنا أيضا صح وخطأ العشق والشغف مختلف جدا بين الناس
التخصص العلمي والمهنة يجب اختيارها بتأن دون ضغوظات جارجية لانها سوف تحدد منحى الحياة و كل فرد منا يعرف، بشكل أفضل إمكانياته واستعداداته.

لا احد يستطيع أن يغصب الاخرأن يكون شغوف بمهنة معينة ولا تستطيع القول لشخص انت مخطئ لأنك اخترت هذا الاختصاص وشغوف به او لماذا تمارس هذه الهواية ؟
تستطيع فقط مساعدة الأخرين اذا كنت تملك الخبرة على اختيار المهنة التي تتناسب وقدراته واستعداداته وميوله ودوافعه وخططه بالنسبة للمستقبل والنقاش للوصول الى قرار ممنهج (اذا طلب منك ) .
انظردائما لهذه الامور بشكل رمادي .

و الأهم الزواج
الزواج هي شراكة بين شخصين زوج وزوجة قرروا سوية أسلوب الحياة المناسب لهم ولا أحد يقدر أن يفرض عليهم من الخارج شروط وقواعد الزواج الناجح كل زواج متفرد بطبيعته بقوانينه , العلاقات الخارجية ,المسؤولية وتقسيم المهام هذه قرارات داخلية لا يمكن لأي انسان رسمها لهم وفرضها عليهم على أنها هي الأنسب, فالمناسب بوجهة نظرك ليس بالضرورة إطلاقا أن يناسب غيرهم لا يمكن تعميم قواعد عائلة لعائلة أخرى .

الكثير من الناس تتبع اسلوب الاسقاط وهو ان تقوم بأسقاط حياتهم وأفكارهم على حياة الاخرين لكن هذا الاسلوب مرفوض قطعا لو كانت الأناس نسخ لصق لما وصلت البشرية لما عليه اليوم نتيجة الاختلاف والتنوع .

#سفير-برس _ هبة-الله-دهمان _ فيننا