إعلان
إعلان

الم… قاومة. والإصطفاف العربي الصهيوني __بقلم: محمد فياض

#سفير_برس _ القاهرة

إعلان

ولأننا نحن شعوب العرب بلا ذاكرة.فهذا يصب في حُسن الطالع إلى جانب العدو . لأن ضعف ذاكرتنا وإهالتنا أكوام التراب على مخزون أوجاع ظهورنا بسبب لهيب سياط الجلادين من حكامنا. وليس بالضرورة أن تتعاظم أوجاعنا لحد الثورة. بل تتجاوزها لحدود البلادة التي تفاقم أزمة الإنحياز ورَهب الإختيار..ليست مصادفةً أن نقف على شاطيء قحط الحياة وشظف البيئة.ويقف العدو والحكام على شاطيء الرغد.ويحملان معاً كل أنواع السياط يتناقشون وينظّرون معاً نتائج الإستخدام الأمثل لإلهاب الظهور وكسر الأعناق. نعم.. نحن الشعوب العربية بلا ذاكرة لم نقرأ صفحةً واحدةً من التاريخ إلى آخرها.فلم نستلهم العِبر ولم نتوقف عن عبادة الحكام.كما لم نضع العدو في المربع اللائق.فساهمنا بالإسراع في إنتاج مبررات الفشل والتغييب وخلق أسباب واستراتيجيات الفرقة والتناحر.علمنا أجيالاً كثيرة فنون الضياع والبيع والهجرة والخيانة . وللحظةٍ فاصلةٍ باشت الأوطان وهانت. وكم سعت الصهيونية العالمية لقرونٍ مضت وهي تبحث عن رجالها الذين يمسحون قبحهم في أطراف سراويلهم بانحناءات المذلة للأجنبي.. ثلة من الحكام والكُتّاب والفنانين وكل أضلاع القوى الناعمة..يأتون دائماً في ظرفٍ زمنيٍّ واحد..والفروق جليةٌ . العظماء يأتون في زمنٍ .والرديف النوبتجية يأتون في زمنٍ آخر…أغبر..
ويبقى الرهان والإتكاء على ضعف الذاكرة الشعبية منتجاً لمآلاته التي أرادتها الصهيونية وباركتها الأنظمة العربية.
مخطيء من يعتقد أن الحرب القذرة ضد الشعب العربي الفلسطيني في غزة هي مجرد ردات فعل.. ويخطيء من يلوك عباراتٍ سخيفة تقطر من دم أطفالنا لُعاباً نجساً.. ويوزع على العامة مشروع الصهيونية مُفكّكاً ..ومعَطّراً بالوطنية أحياناً..أن المقاومة إرهابية مجرمة .غبيةٌ لأنها..وحدها..منفردة..دخلت المعركة غير المتكافئة دون إستئذان الكبار في العواصم.. لكن أحداً..جهبزاً واحداً لم يجرؤ على أن يبرر صمت العواصم لقرابة القرن..وإن كان لضعفٍ فلنتساءل : هل كُتِبَ على أمتنا العربية هذا الضعف ؟ .. أمِن قلة بشرية وندرة ثروات وفقر مالي..؟!
إن الشعب العربي في غزة يحارب المشروع الصهيوأمريكي ويذود عن منطقتنا _ في حقيقة الأمر الآن _ مشرط التقسيم. ويدفع وحده فاتورة باهظة..ليست باهظة التكاليف لأجل تحرير الأرض..وفقط بل الأبهظ أن يعطل مشروع النفاذ الصهيوامريكي إلى خارطة طريق الشرق الأوسط الكبير..
لقد أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا المليارات لخلق الفتن وإشعال الحروب العربية البينية على الحدود..ودفعت إلى كنس الثروات من بلاد العرب إلى واشنطن وتوزيع الأسلحة صفقات مليارية على العواصم وفق منهج تسخين المنطقة وشدها من الأطراف والطرق على الجغرافيا التي تضعف نتيجة التجاذبات الحادة لفصلها..ودعم إنفصال الدول إلى دويلات..
ولكن هل يتم هذا بقدرة واشنطن أم بدونية وضعف حكام العواصم.وإحساسهم بالإنكسار دون مبرر سوى خشية زعزعة الكرسي..
لم تترك الصهيونية شيئاً للمصادفة.فقد خرجت تل أبيب من هزيمتها في أكتوبر 73 عازمة على الإغتسال وصناعة إنتصارٍ ولو كان وهمياً في حقيقته وبتحميله على رافعة الإعلام وتصديره عبر عدة عقود إلى شعوبناً أن الهزيمة كانت في جانبنا نحن العرب..
مارست لعقود طويلة أجهزة إستخبارات العدو كل مابوسعها وأنفقت من مليارات فوائض بيع النفط العربي على مشروع تفتيت بلداننا من الداخل بسيناريو الإحتراب..المسلم المسيحي..السني الشيعي..وغيرها.وفشلت .وأرادت أن تخوض معركة التفتيت عبر عناوين الثورات..الربيعية. وعندما لاحت بوادر الفشل تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية..حضر حلف الشر..جاء الأصيل حالما فشل الوكلاء..في السودان واليمن وليبيا وسورية والهدف الاستيراتيجي مصر..وليس غريباً أن استخدمت واشنطن تيارات الإسلام الراديكالي أدوات الربيع العربي للوصول إلى سدات الحكم.وليس غريباً أن تتولى الرياض والدوحة وأبوظبي الإنفاق على التنظيمات الإرهابية التي أرسلتها الصهيونية للعمل في الجغرافيا السورية. ولم يكن الدعم العربي والإنفاق العربي مستتراً .بل كان تكليفاً هستيرياً صنع على سبيل المثال من عادل الجبير وقتها تصريحاً مُثَبّتاً ..يردده دون خجل أمام أدوات الدبلوماسية ثلاث مرات يوميا قبل الأكل وقبل النوم.” .. لابد من رحيل الأسد..”
وكان أضحوكةً. وفريق مشغلو الإرهاب ضد سورية وكان رهاننا أن يرحلوا جميعاً من المشهد في بلدان الخليج وأوروبا العجوز وامريكا..ويبقى الأسد..ولم يكن رهاننا عشقاً في شخص بل كان مبنياً على أبجدية لايعرفها الخائفون والعملاء..كرهاننا الآن على محور المقاومة..المقاومة التي تحارب وحدها قضية السنة..وقد نجحت في رص الغربي والأمريكي ومعهم حكام عرب في صف العدو..كشف صمود المقاومة وتكتيكاتها بسحب الصراع من داخل غزة إلى جغرافيا أوسع كثيراً مما توقعت غرف تشغيل العدو ومراكز الإستيراتيجيات الاستخباراتية المتخفية في عناوين مغايرة باتساع المنطقة.
كشف محور المقاومة الشيعي زيف عناوين إزكاء الفرقة والدفع إلى التحضير للصدام مررتها نظم حكم لعقود واستبدلت في الذهنية الجمعية العامة والنخبوية صورة ووجهة العدو.. حتى باتت الشعوب وقد بردت دماء أبنائها الذين قتلتهم ومازالت تقتلهم اسرائيل. وارتفعت سخونة فائض الذاكرة الشعبية المحروقة لإعلان استبدال الصهيوني بالشيعي.. هذا ماراكمته إرادة الأمريكي في الإملاء على حكام العرب بكيفية صناعة وجبات التعليم والإعلام والثقافة على مائدة الشعوب..
الأمر الذي لم يستوقف شعوبنا حتى الآن ومرأى جبهة الإسلام الشيعي يتقدم لمحاربة قضية الإسلام السني مدافعاً عن غزة دافعاً الضريبة المطلوبة في غيبة العرب السنة..فلم يحضر السني ولم يحضر السلفي ولم يحضر الوهابي ولم يحضر الإخوان….غزة تباد. ولم يحضر أولاد حسن البنا ولم يحضر أولاد محمد بن عبد الوهاب..!! ..لم أحد من تنظيمات مسلحة جاوز عددها 160 تنظيماً..لم تحضر هذه التنظيمات الراديكالية المتأسلمة لأن الذين يتولون تشغيلهم يكتنزونهم للعمل في جغرافيا أخرى..عربية بالتأكيد..
هل الصراع الإقليمي مازال من الجائز تصنيفه سني شيعي..؟!!
الحرب على غزة محاولة لترميم خسائر المشروع على الجغرافيا السورية..محاولة للملمة فوائض مبيعات نفط الخلايجة وتوظيفها لتوطئة قدم أمريكي زلزلت المقاومة تزلزل الأرض من تحتها وتدفعها إلى السيناريو الأفغاني..إن اليوم..وإن غداً..وأرى..مازلت أرى إصطفاف عواصم التطبيع الجديدة في حلف العدو ومباركة قصف المدنيين في غزة ليس إعلانا وتصريحاً وبياناً..بل دعماً اقتصادياً ولوجيستياً يتصف بالعلانية..ويلازمه نداءات من أجل وقف القتال لنجدة الأسرى..الصهاينة.. وهم العرب بكل غايات التبجح وبلا حمرة وجه كانوا يدعمون بكل الوسائل لإسقاط الجيش العربي السوري لسنوات.لم تنقضِ بعد..وممارسات حلف اصطفافات العرب الصهاينة في الخرائط العربية..في إثيوبيا..في السودان..في ليبيا..وفي العراق..وفي اليمن .. ومن المغالطات التاريخية أن يتم إشعال الحرائق تحت القِدر التي تتشكل عليها خراىط عالمية وإقليمية وقطبية جديدة..والعواصم في إصطفاف مع تل أبيب ضد محور المقاومة الذي تقدم ليصوغ خطوطاً حمراء أعلنها جلية أنه من غير المقبول السماح بالفضاء على حماس غزة…من غير المسموح القضاء على المقاومة الفلسطينية.حتى بات لكل متابع أن العنوان الأبرز على الطاولة الأمريكية أن القضاء على حماس كأحد ساحات محور المقاومة بات من المحرمات..ليس خشية من العرب..بل إعمالاً لحسابات إقليمية ودولية كبرى .

#سفير_برس _ __بقلم: محمد فياض _ القاهرة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *