بيت أهلي.. بقلم : نبيل مصطفى 

يتربع على سفح الجبل مطمئنا حانيا،كيف لا؟فقد بني على صخور صلبة وبين تربة معطاء ،تحيط به ألوان الجمال من كل ناحية وصوب..يطل على واد غمرته الأشجار الخضر التي تتماوج مع النسائم المتدفقة من ينابيع الأفق الرحيب.إنه بيت العائلة التي كانت تملأجنباته ومحيطه،فالصباحات تحلو تحت شجرة الجوز التي تعانق البيت بأغصانها الطيبة،والمساءات تتزين بالسهرات على سطح البيت المديد تحت ظلال العرائش وقد تدلت عناقيدها كمصابيح ملونة.هناك حيث لايقوم أمام بصرك حاجز فتستطيع أن ترسله نحو الجبال الخضر الممتزجة بحمرة تركتها الشمس وراءها قبل أن ترقد بعد نهار طويل.مازال صوت الساقية يداعب الآذان وهي تتدفق قرب البيت مستعجلة فهي على موعد مع أشجارها لتترعها من ترياقها.
اليوم يملأ الصمت أرجاء البيت بعد أن تفرق سكانه في دروب الحياة ومنعرجاتها،فجدرانه باردة لم تعد تداعبها الأنامل الدافئة،وهواؤه متعب لم تعد تنعشه الوجوه الندية،وجنباته مقفرة، وشجرة الجوز مرهقة تتكىء على جدران البيت،والعرائش خفت الضوء في مصابيحها وهناك سرير خال إلا من وسادة كانت تجمع عليها وجهين كريمين رحلا مطمئنين.
فهل هناك يد حانية تعود من بعادها لتفتح باب البيت من جديد للضيوف والخلان؟وتفتح النوافذ للشمس والنسمات،فتعيد إلى البيت رمقا من حياةوبقية من….دفء اللقاءات.
#سفير_برس _بقلم : نبيل مصطفى