إعلان
إعلان

منظار شمسي…! _ بقلم : سعاد زاهر 

#سفير_برس

إعلان

أشرقت الشمس باكراً ذاك اليوم، واقتحمت أشعتها مرقدها، استغربت استغراقها بالنوم كل هذا الوقت، كأن دهراً مضى على نومها…!

منذ بعض الوقت تتشابه أيامها وتوقفت عن ملاحقة شغفها، مجرد سمرة خفيفة بدأت تطغى على وجهها حين تغرق في مواجهة الشمس أمام البحر الذي لطالما شعرت أمامه بتجدد وقوة قصوى، لكنها اليوم عاجزة عن مغادرة هذا الكرسي المخطط باللونين الأزرق والأبيض كأنه سجن مؤقت، ولكن أمام شراع مفتوح على الأبدية، وكأنها تمسك بمنظار ضيق للغاية تنظر عبره.

رغم ضيق عدساته ترى دائرة بعيدة للغاية من المحيط على ما يبدو تستوطنها مجموعة أسراب من الطيور لم تستطع تبين نوعيتها، ولكنها بدت تشبهها مترددة وهي تطير تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال، قالت ساخرة في سرها…تراها تغير المنظر، ولكن المنظر ذاته كيفما طارت فوقها السماء والمحيط يغمر المكان، هل بإمكانها استكشاف شيء ما وهي تنظر من علو، أم إنها مثلها ستبقى محصورة في منظر ضيق يبدو كأنه اقتطع بعناية ولكن مع النظر إليه طويلاً مهما كان جماله يبدو مملاً.

استغربت أنهم أمضوا وقتاً طويلاً بالطيران، وكأنهم يستكشفون شيئاً ما، لا تستطيع أن تفهم سر تصرفاتهم، إلا لو كانت طيراً، ولا يمكنها الحكم على طيرانهم وهي القابعة على الرمل، هاربة حتى من أفكارها رافضة تغيير حياتها قيد أنملة، بينما الطير في لحظة يترك عشه ويغادر.

لم تعتبر يوماً أن الحياة رحلة مستمرة، بل ما إن وجدت موطئ قدم حتى لازمته، رغم فشلها بالتأقلم وعدم قدرتها على تغيير المنظر، توقفت في أول محطة وكان القطار يعبر لا تسمع سوى صوته حتى إنها لا تنظر إلى ركابه وعندما تقلع لأمر ما، سرعان ما تعود إلى المكان ذاته، معلنة أنها عاجزة عن فهم سر الحياة، حتى لو أمسكت يومياً بذلك المنظار الذي يشعرها براحة آنية وهي تبدل وجهته دون أن تعلم انها ستدرك يوماً أن الحياة سارت قربها ولم تحيها.

#سفير_برس _ بقلم : سعاد زاهر 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *