سورية حاضرة في مهرجان “قرطاج” الدولي من خلال مونولوغ نورس برّو

يستعد الإعلامي والمخرج نورس برّو لتقديم عرضه المسرحي “مونولوغ” في مهرجان “قرطاج المسرحي الدولي” الشهير في دولة تونس في الفترة ما بين الثالث والعشرين وحتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري ممثلاُ عن سورية بعد انقطاع سوري عن هذه المشاركات منذ سنوات بسبب الظروف التي تمر بها المنطق عموماً

المهرجان الذي تنظمه دولة تونس سنوياً يوصف في الأوصاف الإعلامية والفنية بأنه المهرجان الأرفع والأهم في المنطقة والذي تشارك به نخبة الفنانين والعروض المسرحية العربية والعالمية, ويقدم صفوة أعمال فناني بلادها على خشبته في قرطاج, كما يستقطب عروضاً وأعمالاً من المنطقة العربية والإفريقية, آسيا وأوربا والأمريكيتين, وتشرف على مشاهدة عروضه وإختيارها لجنة مؤلفة من خيرة نقاد وفناني الشرق الأوسط والعالم
تشارك فيه “سورية” من خلال عمل “مونولوغ” وحضور رسمي سوري وزاري يحل ضيفاً عن الوطن العربي في المهرجان في نسخته هذا العام…
العمل من تأليف وتصميم, أداء وإخراج نورس برّو, مغني أوبرا شربل أوبا, ومساعد مخرج جور مارديني, وينتمي لفئة أعمال المونودراما الحركية ضمن سياق مسرح الصندوق الأسود المعاصر, ويبحث في أسئلة فلسفسية وجودية عميقة تمتزج مع الواقع المعاش…

عن العمل يحدثنا “برّو” قائلاً:
شرف كبير وعظيم لي بأن نمثل بلدنا الحبيب سورية في مهرجان كبير كمهرجان قرطاج الدولي, كانت لنا مشاركات عديدة خلال سنوات خلت في مهرجانات مهمة سررنا بها وحصدنا من خلالها جوائز قيمة لكن لقرطاج الدولي نكهة خاصة فهو يجمع نخبة فناني المنطقة والعالم ليقدموا صفوة منتوجهم الفكري المترجم الى لغة الفن, وأعتقد بأن مادة فكرية كعرض “مونولوغ” مكانها الأنسب هو قرطاج أمام جمهور ذواق يبحث عن ما يحاكي العقل أولاً قبل العاطفة وهذا ما حرصنا في “مونولوغ” على إيصاله من خلال النص والأفكار العميقة المطروحة من خلاله والشكل الإخراجي للعمل…
وفي هذه المرة أعود الى خشبة المسرح مؤدياً وممثلاُ, لا مؤلفاً ومخرجاً وحسب, وهذا ما يلقي على كاهلي مسؤولية إضافية وخصوصاً أني أحمل أسم بلدي سورية بين يدي الى الخارج, وآمل أن أوفق وفريق العمل في الحفاظ على التاريخ الفنّي والثقافي العريق والصورة المتداولة عنه في الخارج لسورية…

“شربل أوبا” مغني أوبرا مشارك في العمل يقول:
لا شك بأن إضافة عنصر الغناء الأوبرالي للعمل في تعديل عن شكله الأساسي في عرضه الأول سيشكل بعد فلسفي آخر للنص من خلال شخصيتي “البعد الروحي” للشخصية الأساس “شخصية الكاتب” إذ أننا سنقدم في العمل قطع أوبرالية شهيرة ومعروفة تتماهى وسياق النص والفكرة المطروحين في العمل, إضافة الى المزيج المعاصر “في شكل العمل الأولي” مع العنصر “الكلاسيكي” الذي يتمثل بالأوبرا في محاكاة لعدة أمزجة فلسفية وفكرية يحملها النص والجمهور المتلقي سويةً تعبر عن أسئلة وأفكار كاتبها…
ولا شك بأن مهرجان قرطاج تجربة مهمة لي على الصعيد الشخصي والمهني وستضيف الى مشواري الفني الكثير من خلال الوقوف على خشبة كخشبة قرطاج وأمام جمهور مثقف ونخبوي…

أما مساعد المخرج “جورج مارديني” والمسؤول التقني عن مجريات العرض, فصرح لنا قائلاً:
يعتمد عمل “مونولوغ” في هويته البصرية على الشق التقني, من خلال مزج الغرافيك والسينوغرافيا في إطار واحد خدمة للعرض, مما يجعل المسألة التقنية في هذا العمل تبدو معقدة للوهلة الأولى وتحتاج الى وقت طويل من البروفات والتدريب نأمل أن نوفق في تقديمها بأمثل شكل, وبطريقة محترفة تحترم عقل الجمهور التونسي والمتنوع الحاضر للعمل…
ومهرجان “قرطاج” فرصة لنا لنتعرف على تقنيات جديدة في المسرح ومجرياته في العالم ومشاركة الآخرين ورشات عملهم وأفكارهم في هذا الإطار…

يذكر أن عمل “مونولوغ” كان قد تم تقديمه لأول مرة في هذا العام على خشبة مسرح الحمراء بدمشق برعاية من وزارة الثقافة السورية – مديرية المسارح والموسيقى, وكان قد حقق نجاحاً كبيراً في أوساط الصحافة والجمهور الذي حضر العمل, وهو من تأليف وتصميم وإخراج نورس برّو, وكانت قد أدت فيه الشخصية الرئيسية في العمل في نسخة عرضه الأولى الفنانة ناي سلطان, وصمم إضائته الفنان إياد العساودة, وأشرف على تحريك عنصر “الماريونيت” فيه الفنان خوشناف ظاظا…

#سفيربرس _ هبة عبدالقادر الكل