الشاعر العراقي حسين السياب لسفيربرس: شعر” الومضة والهايكو “هو أحد أشكال النص الذي يحمل شعرية في مفرداته
#سفير برس - حوار : هويدا محمد مصطفى

شاعر وكاتب من العراق يفصح عن تجربته من خلال قصيدة النثر وإيقاعها الجمالي والفني ،فهو استطاع أن يوظف نصه الحداثي عبر فضاء التأمل وجدلية الذاكرة التي تنسج الواقع بترجمة شعرية تعكس كل قضايا الحياة برؤية شاعر أتقن مجازية الصورة وبلاغة المعنى ، له الكثير من المشاركات الأدبية سواء النشر في صحف عديدة بالإضافة إلى مشاركته في مهرجانات شعرية بعدة دول وحصد العديد من التكريمات ..صدر للشاعر /بتوقيت القلب/تسابيح الوجع/عزف الرمال/مطر على خد الطين/الشاعر حسين السياب ولغة الشعر حاورناه في سفيربرس وقد صرح بمايلي:
حول مجموعته الشعرية /مطر على خد الطين/ واختياره للعنوان يقول:
“بالنسبة لمجموعتي الشعرية ( مطرٌ على خدِ الطين ) هي المجموعة الرابعة في مسيرتي الشعرية، والتي ضمت نصوص حديثة جداً في مجال قصيدة النثر، التي أنتمي لها وتنتمي لي كقصيدة مفكرة وعميقة وحاضرة بقوة في ذهنية الأدب العربي والعالمي. أما عنوان المجموعة فهو لأحد القصائد في المجموعة، وللعنوان أهمية كبرى لأنه عتبة الكتاب، ويجب أن يحمل رمزية عالية وتجدد لشد انتباه القارىء..
وعند سؤالنا عن أهمية الشعرو الشعراء وهل قصيدة اليوم كما كانت في العصور الماضية يضيف السياب
“أهمية الشعر والشعراء لم تتغير بالنسبة للمجتمعات العربية، والدليل ما نشاهده من فعاليات كبيرة ومسابقات للشعر في مختلف الدول العربية، لكن تطور الفن والأدب خاصة في موضوع الرواية والقصة والمسرح، قد سرق الكثير من المهتمين بالشعر، وشدهم الى عوالم آخرى.. لكن وعلى مر العصور سيبقى الشعر العربي هوية قومية وإنسانية معبرة عن هموم الأمة، ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا.
وحول رأيه بشعر المناسبات يتابع
“لست ممن يميل لشعر المناسبات، لأسباب تتعلق بشخصيتي كشاعر يكتب قصائد للمستقبل، وباعتقادي أن قصائد المناسبات ستنتهي من ذاكرة الشعر بسرعة، رغم أن الكثير من الشعراء الكبار كتبوا قصائد مناسبات.”
وعن مشاركته في سورية وأهمية هذه المشاركة يقول:
“لقد كان لي شرف زيارة بلدي الثانيةسورية، حيث كنت ضيف على الملتقى السوري للثقافة في أمسية شعرية، ضمت نخبة من الشعراء العرب، وأيضاً في ملتقى عشتار الثقافي، وكانت تجربة جميلة جداً أن ألتقي أخوتي الشعراء والأدباء السوريين، أضافت لي الكثير من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين.
ويتابع السياب حديثه ورأيه في شعر الومضة والهايكو فهو يعتبر أن
شعر الومضة والهايكو هو أحد أشكال النص الذي قد يحمل شعرية في مفرداته، لكنه لا يرتقي أن يكون قصيدة شعر، حسب رأيي الخاص. النص النثري يختلف كثيراً عن هذين الجنسين.
وعن تأثره بالشعراء وأهمية ذلك بمسيرته الأدبية ليقول:
“في البدء أنا كنت قارئاً جيداً لشعراء العرب الكبار، وحتى شعراء الحداثة، الذين طوروا شكل النص الشعري بتجاربهم الحديثة، لكنني لم أتأثر بشاعر محدد رغم حبي الكبير للكثير من الشعراء الكبار.
ويرى السياب بأن القصيدة تكتب الشاعر، أو بالأحرى هناك حدث ما أو ظرف معه تتولد فكرة في مخيلة الشاعر، لتولد القصيدة، ليتابع وأنا تكتبني القصيدة وتملي عليَّ مفرداتها كأنما هناك وحيٌ أو صوت يأتيني من مكان لا أعرفه يدعوني للكتابة.
وكان له رأي آخر حول المنتديات والتكريمات والجوائز التي تمنح عبر وسائل التواصل الاجتماعي مضيفاً
“مع هذا التطور التكنولوجي الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت العديد من المنتديات الثقافية بإنشاء كروبات فيسبوكية للنشر وإقامة المسابقات الأدبية، البعض من هذه المنتديات رصين ويستحق الإشادة، والبعض الآخر لا يرتقي لمفردة أدب وثقافة، مجرد لهو ومضيعة للوقت.
ومشروعي القادم هو
ديوان خامس يصدر السنة القادمة عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العراقية.
وقد اخترنا قصيدة بعنوان//أحزان بلامراكب//
رئةُ الوقتِ تختنق
وغربانُ الوحشةِ تأكلُ أيَّامي
لا أصواتَ تُشفي الروح
دلاءٌ فقط تسقي حديقةَ الأحزان..
عندَ بوَّابةِ بابلَ نقفُ مواكبَ عزاء
وتتبعُنا اللعنات
أسطورةٌ سقطت فوقَ رؤوسنا
نَحتسي كؤوسَ الهمِّ حتى الثمالةِ دون أن نسكر..
يذبلُ النهارُ
تهربُ الشمسُ من حقولِنا
وعندَ الغروبِ يتجلَّى كدَرُ الأمَّهات..
في ملامحِنا من القهرِ ملامح!
ما زلنا نعرفُ مداخلَ الحزنِ دون دليل
ما زالَ “تمّوز” أسيراً في الظلمات..
#سفير برس – حوار : هويدا محمد مصطفى
