إعلان
إعلان

” تاريخ السِّينما العالميَّة ” كتبها المخرج السينمائي. : يلماز المحمد علي

#سفيربرس

إعلان

تعدُّ السينما من أرقى الفنون وأعرقها؛ إذ إنَّها ليست وسيلة للتعبير فحسب؛ وإنَّما للتغيير أيضاً، وقد شكَّل اختراع السينما منعطفاً قسَّم تاريخ الفنون إلى مرحلتين: قبل وبعد ظهور السينما، فبعد محاولات كثيرة شهدها التاريخ لجمع الفنون الستة وتوحيدها في فن واحد، أصبح ذلك يسيراً وممكناً مع ظهور السينما، وخاصة مع تطور تقنيات الفيديو، وإمكانية الجمع بين رسوم وأشكال ملونة تتحرك مع موسيقا وشعر وحوار؛ فتاريخ السينما منذ القدم مرتبط بتاريخ علم البصريات والكاميرا، ومن ثم الصورة؛ حيث إن العالم الحسن بن الهيثم الأندلسي المولود في مدينة البصرة 965م كان في أحد الأيام في غرفة مظلمة، وفي تلك الغرفة فتحة صغيرة يأتي منها النور، فكانت ترسم على الحائط صورة لشجرة.
صحَّح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتماداً على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك، ولهذا فقد صنع صندوقاً خشبياً وثقبه كمثال على ما حدث له في الغرفة المظلمة وتسمى (القمرة)، وبواسطتها كانت تدخل أشعة الشمس إلى داخلها لترى ظلال الرسومات التي تظهر فيها، ولهذا تحولت هذه الفكرة إلى اليونان، وباللاتينية تحولت القمرة إلى الكاميرا، وإليه تُنسب مبادئ اختراع الكاميرا.
وعلى مدار التاريخ حاول كثير من الأشخاص اختراع ما يشبه الكاميرا، لكن الكاميرا بصورتها الحالية وصلتنا بواسطة المخترع الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس في حوالي (1816)، فقد التقط نيبس من منظوره في الناحية الفنية أوَّل صورة على كاميرا محلية الصنع، بورق مغطى بكلوريد الفضة، ولأنَّ صورته الأولى كانت ناجحة جزئياً فقط، فقد كان مخترع أول صورة فوتوغرافية متبقية، وكان ذلك هو السبب
الرئيس وراء قبوله على نطاق واسع بوصفه مخترعاً للكاميرا، وهذه الصورة يعود تاريخها إلى عام 1826 أو1827، وهي الآن في المجموعة الدائمة لجامعة تكساس أوستن.
وغدت هذه التقنية شائعة في القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما استخدمها الفنانون للمساعدة في رسم المشاريع التي يمكنهم تتبعها بعد ذلك، لكن لم تكن هناك طريقة فعلية للحفاظ على الصورة، لذا فإن السؤال الذي يُطرَح هنا: متى اختُرعَ التصوير؟
هذا هو السبب لتفرُّغ المخترع نيسيفور نيبس الذي اخترع كاميرا من نوع خاص بحلول عام 1816؛ حيث بدأ وإن لم يكن قد نجح في ذلك تماماً في التقاط الصور أول مرة، وكانت هذه العملية تسمَّى “التصوير الشمسي”، لكن بالنسبة إلى الكاميرات التي تلتقط صوراً دائمة في عام 1829، فإن الفضل في ذلك يعود للويس داجير في تطوير التصوير الفوتوغرافي العملي، وقد بيعت هذه التكنولوجيا إلى الحكومة الفرنسية، في عام 1840، وكان ألكسندر وولكوت هو من اخترع الكاميرا الأولى التي التقطت صوراً لا تتلاشى بسرعة؛ فالمخترع الحقيقي لهذا النوع من الكاميرات كان الإسكندر، ولكن كان الأمر يتطلب مزيداً من الأشخاص لبناء التكنولوجيا وإتقانها، فذكر الكاميرا له علاقة بالصورة، والصورة لها علاقة بالفيديو؛ إذ إن الثانية الواحدة للفيديو هو عدد من الصور المتكررة وراء بعضها بعضاً، ومن هنا كانت التجربة الأولى للفيديو.
ويعد فيلم “مشهد حديقة راونداي” أقدم وأول فيلم فيديو في التاريخ وصل إلينا في وقتنا الحالي، وقد أُنتِجَ في عام 1888، وكانت مدة الفيلم لا تزيد عن ثانيتين، وسُجِّلَ باستعمال 12 صورة في الثانية الواحدة، وكان مخرج هذا الفيلم هو المخترع والمهندس والكيميائي الفرنسي لويس برنس، أما الفيلم فهو عبارة عن الشخصيات المهمَّشة من الطبقات الفقيرة، وكان التصوير في أماكن حقيقية، وليس في استوديوهات، وقد كان من رواد هذه الحركة فيكتوريو دوسيكا.
أما اليابان فقد تأثرت سينماها بالحرب أيضاً، وظهر فيها أعظم المخرجين مثل: أكيرا كوساوا، وفي الخمسينيات تميزت مصر بأفلام عظيمة لمخرجين كبار مثل: يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وهاني بركات، وفي الستينيات ظهرت في فرنسا موجة جديدة أحبت أن تكسر قيود السينما كلِّها، وتجرب أشياء جديدة، ومن أهم المخرجين آنذاك جون لوكودار.
وظهر بعد ذلك كثير من المخرجين العالميين، وكثير من المدارس السينمائية، كالمدرسة الدوغماتية في بلجيكا.
وكان للصين دور مهم أيضاً في إنتاج أفلام أكشن (كاراتيه) في تلك الحقبة، ومن أهم المخرجين الذين تركوا بصماتهم السينمائية الساحرة والمبدعة عبر التاريخ البريطاني (ألفريد هيتشوك)، والياباني (أكيرا كوروساوا)، والأمريكي ( فرانسيس فورد كابولا) صاحب فيلم “العراب”، والإيطالي (مارتن سكورسيزي)، و(ستيفن سبيلبرغ)، و(كريستوفر نولان ) المخرج العبقري الذي رُشِّحت أفلامه 27 مرة للأوسكار، فحصلت منها على 7 جوائز، والمخرج الروسي الشهير والعالمي (أندريه تاركوفسكي)، والمخرج الكردي والعملاق الذي رحل مبكراً كما يقال عنه (يلماز غونيه)، والذي حصل على جائزة في مهرجان كان السينمائي الدولي عن فيلمه (الطريق)، بالإضافة إلى المخرج السوري (مصطفى العقاد) صاحب فيلم “الرسالة” و “عمر المختار”، والذي اغتيل في تفجير إرهابي في مدينة عمان.
نلاحظ هنا أهمية السينما وتحكُّمها في بناء الفكر والثقافة لدى الشعوب، وإن صناعة السينما تعدُّ في يومنا هذا إحدى دعائم الاقتصاد في كثير من البلدان التي تهتم بها مثل الولايات المتحدة التي خصَّصت منطقة هوليود لتكون مركزاً لتلك الصناعة التي تصدر إلى دول العالم أجمع.

# سفيربرس _ .بقلم : يلماز المحمد علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *