مهرجان ام الربيعين الثقافي الثاني والعشرون تحت عنوان ” سوريا البيدر الغني .. صامدون.” . بالذكرى الثالثة والعشرون لرحيل الأديب الصحفي الشاعر ابراهيم عبد الهادي
#سفيربرس _ ألوان عبدالهادي

تحت رعاية السيد محافظ طرطوس الاستاذ عبد الحليم عوض خليل بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بطرطوس وصافيتا استمر لمدة ثلاثة أيام / ٢- ٤- ٥ /-١٠ / ٢٠٢٢م ضم لفيف من الادباء والشعراء والفنانين
مهرجان أم الربيعين الثقافي الثاني والعشرون لهذا العام تحت عنوان سوريا البيدر الغني .. صامدون..” . سوريا بلد الخصوبة والنماء سوريا عشتار وإنانا الحب والجمال والعطاء الانساني اللامحدود وشعبنا ينشد الحب والجمال ويغني أناشيده . ونحن أغنياء بمحبتنا لبلدنا الذي نغنيه دوما حبا . ونلتف حوله بصمودنا أمام كل الظروف القاسية كي نبقى نواجه كل صنوف القهر والعذاب . سنصمد في وجه الحصار والفقر والغلاء والجوع والتهجير والاستلاب الذي يقع علينا بكل أنواعه سنصمد في وجه كل من يحاول سلبنا قوتنا مدام وجودنا سنصمد في وجه تسطيح الذوق الجميل والنيل من هيبة الانسان والاقلال من قيمته سنصمد مادمنا قادرين على الغناء لبلدنا الجميل والاحتفاء بالخضرة والاعتناء ببذور الحب والانتشاء بأغاريد البلابل التي تدفق لنا كل هذا الغناء بدون مقابلسنصم في وجه الوجوه الظلامية التي تدمي حياتنا وتغرقها بالسواد والفناء سنصمد أمام كل من يحاول أن يفقدنا وجودنا ويسرق خيراتنا ويهدم اقتصادنا ويمنعنا من التحليق والغناء والرقص لمواسم العطاء في بلد الخصب سوريا عشتارو إنانا الحب والجمال والغناء الإنساني . وتبرز أهمية المهرجان في كونه اتخذ له مكانة رفيعة في الساحة الأدبية من خلال التركيز على التمازج الثقافي بين المثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين كما واظب على هذه الاستمرارية في التفاعل بين الاوساط الادبية والفنية لخلق حالة صحية ومنسجمة مع الذات والآخرين ترقى بالمجتمع وتسعى لزرع بذور الوعي عند الناس وفتح آفاق مستقبلية واعدة. والأهمية الأكثر ايجابا هي الأخذ بأيدي الأدباء الشباب واليافعين وادخال الطفولة إلى أروقة المهرجان سواء في في الأدب أو المسرح أو الموسيقا ويشهد المهرجان للكثير من مشاركيه في مستقبل راقي وعلى اختلاف وتنوع المشاركين من جميع المحافظات السورية. كما تميز المهرجان بفقرة التكريم للادباء والشعراء والفنانين على مدى مسيرته الأدبية.
وكان التكريم لهذا العام للشاعر عبد اللطيف محرز من محافظة طرطوس . . صافيتا .. بيت ناعسة عن مجمل ابداعاته الشعرية والأدبية ثماني دوواين منها قيثارة الكهولة وخمس دراسات منها الشعر والحياة. بتقديم درع المهرجان وشهادة شكر وتقدير لما قدمه من خدمة أدبية للمكتبة العربية وتسلم الدرع والشهادة بالتيابة عنه نجله الاستاذ المحامي ياسر محرز.
تضمنت الفعاليات عرض فيديو أغنية ” تخيل لو”
للشاعر علي هيثم وطفة تأليفا وألحانا وغناء اخراج مريم يوسف ثم بدأت الأمسية مع الشاعر محي الدين محمد ألقى مجموعة قصائد تنوعت بين العمود والنثر وهو رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع طرطوس سابقا منها قصيدة عمودية بعنوان :” ويشتاقني غدهم” يقول فيها:
كم عائد من رهان الشوق نكبره
وهارب من شغاف القلب ماوثبا
والحدس يصفو آذا رام المدى فطنا
وكل عشاقه قد أيقظوا العجبا
كرمى عبير تشذى من هواه دمي
يانبعة الصيف لاتستعجلي السحبا
ومنها نثرية بعنوان طلة الأفق رؤيا وهي طويلة نقتطف منها:
” قلت مهلاً أمنا الأولى!
حدثيني وأسكني.
زنار عصري حاملا أوجاع روما من سنين.
فأنا وجه التواري
حين ينساني رغيف الجائعين “.
ثم قدم الروائي موسى العلي من حماه فرع اتحاد دمشق قصة ترانيل عامر بطل رواية أرض السهل فقدم موجز قصته حول الفصل الأخير من روايته ” أرض السهل” تراتيل عامر لرفيق دربه في النضال نبيل ومقاومته المحتل الصهيوني في سهل الحولة بالجولان السليب. أناشيده تدمي القلب وتصهر المشاعر. ثم قدمت القاصة والشاعرة الروائية بلسم محمد قصة قصيرة تحكي عن قصة البطلة مع ابيها في البيت والتقدم بالعمر ومرض الزهايمر والذكريات.
وقدم الشاعر هيثم وطفة بعض القصائد المحكية بعنوان .حكاية عشق. بالعربي الفصيح. يابحر يارفيق الوفي . شم الحبق . اكتبي قصيدة .. شوكولاتة..
والشاعرة هدى ابراهيم امون قدمت بعض القصائد النثرية منها ” أنفاس قهوة” من محافظة حمص تقول فيها: طيور الغيم . تحمل لي أخبارك . وتحملني إلى وطني . تنثرني حول ضفاف العاصي. أزهارا فضية.
أما الشاعرة والكاتبة المسرحية ومدربة مسرح وكورال غنائي سمر ياغي من حلب الشهباء قدمت بعض القصائد الشعرية من تلاوينمجموعتها الثالثة مقاطع شعرية منها ” إذا ما هوى نجم في حضن المدى !. طاشت في مدلهمات الدجى ؛ طلوع لياحات . تبلج .. لاتغيب.. ”
وختم اليوم الأول في المركز الثقافي العربي بطرطوس بقصيدة طويلة متينة للشاعر المبدع والملحن الموسيقي والكاتب المسرحي بسام حمودة بعنوان ” بوح في اذن شهيد ” قصيدة جذبت الحضور.
وبدأ اليوم الثاني في المركز الثقافي بصافيتا الساعة الرابعة والنصف مساء بالموسيقا والشعر بعزف للطفل الموهوب زيوس سامي ميهوب على آلة الكمان معزوفة شرقية .. قديش كان فيه ناس ع المفرق تنطر ناس لفيروز وأخرى غربية ل باغانيني .. ثم مع الشاعر طالب أحمد من مؤسسين مهرجان السنابل وقدم بعض القصائد المحكية على غير عادته بالفصحى وقد أتحف الأمسية بمجموعة من قصائد الغزل .بعنوان عيون .. غزل..دروب .. عسل.
وقدمت الشاعرة والاديبة راما عبد اللطيف قصيدة عميقة تحكي واقعنا الأليم بعنوان: ” كيف أصبحنا” . تميزت بها وجذبت الحضور تلاها الشاعر المحكي محمود محمد مجموعة من القصائد وأيضا غمر الحضور سعادة بطرافة شعره.
والشاعر يوسف النحاس قدم مجموعة طويلة من قصائد الزجل قومي الانتماء والوطني الروح والناقد للواقع الاجتماعي محوره المرأة وحالتها الاجتماعية ومنها .. صافيتا .. قطعة من السما .. درب القدس .. واجب حرية..الظلم الشرعي .. فعل وحكي .. رزق مشاع.. من قطعة من السما:”
هالدني بحسنا الفريد
لبيقول عنا عكس هيك بيظلما
تيقزموها قسموها الغاصبين
وبقيت عصية شامخة أرض وسما
من حقها جملة لتحيا سوريا
ومن حقها كل الشعوب تكرما
وختم اليوم الثاني بالشعر بقصيدة البيدر الغني للشاعرة ألوان ابراهيم عبد الهادي عنوان المهرجان نقتطف منها
“على بيدر غني-
تعالوا نتحلق بأغانينا –
إننا أهازيج تتبارك بحبات القمح –
وهذا الرحب لنا .. والحب- لمَ ندعه يطير أدراج الرياح. ”
مع بعض القصائد القصيرة بعنوان تفتق زهرة – وزهرة الصبار وختم اليوم الثاني بمعزوفة شرقية وغربية للفنان زيوس على الكمان الذي تخللت معزوفاته الشعراء لفنانين عباقرة بيتهوفن وباخ واغنية راجعين ياهوى لفيروز ومينويت ٢ لباخ واستمر اليوم الثالث والأخير في صافيتا بمعزوفة غ لية للطفل زيوس ميهوب تلاه الشاعر منهل مالك حسن بقصيدتين واحدة فصحى والثانية محكي بعنوان “ساعي البريد” ولفت انتباه الحضور بجزالة شعره
ثم قدمت القاصة الأديبة سها الحاط حسين قصتين من قصصها بعنوان ” العيد – وجذور العنف” تدور حول الواقع المأساوي بأسلوبها العميق الفلسفي وقدم الطفل زيوس معزوفة شرقية وغربية تلته الشاعرة سنا الصباغ والباصة والاعلامية قدمت قصائدها النثرية بعنوان ردا على نزار وفيروز وياسمين وشام العشق وآذان فيروز” .كان حضورها مميزا نقتطف منها ” للحب في الشام – نكهة العود والعنبر- يعانق شعر صبية تائهة – تفتش عن قلبها – بين أكوام المسك والزعتر”.
وقدمت القاصة والروائية والمترجمة والباحثة سعاد مكارم قصتها الاجتماعية الدامية للقلب تعكسىواقعنا المرير بعنوان “سكة الرجوع ” تحكي عن حبات البرغل قوت الفقير مع قصص قصيرة جدا وقدمت الفنانة والشاعرة كارمن جبور بعض قصائدها المحكية حول صافيتا والواقع المادي المتردي منها. وجع. والشاعرة الوان قصيدة سأبقى أشك وما أجملك بمرافقة الملحن المبدع سامي ميهوب على آلة عوده.. الذي ختم المهرجان بثنائي جميل مع ابنه زيوس ميهوب بألف ليلة وليلة لأم كلثوم بتناغم فريد بين آلتي العود والكمان بعد أن أتحفنا الطفل زيوس بمقطوعة موسيقية “العاصفة ” وهي عاصفة للموسيقا التي قدمها وختم المهرجان بتحيته المعهودة للحضور بلقاءات قادمة .
#سفيربرس _ ألوان عبد الهادي