إعلان
إعلان

“طوفان الأقصى”.. وملامح “الشرق الأوسط الجديد” بقلم : الإعلامية شارلوت القاضي

#سفيربرس _ الإمارات العربية المتحدة

إعلان

عملية “طوفان الأقصى” وما شهدته من تصعيد عسكري بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أفقدت صواب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لناحية قدرة حركة حماس على الخرق الاستخباراتي والعدد الكبير وغير المسبوق للقتلى والأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ليس صدفةً أن يقول نتنياهو: إن رد إسرائيل على حماس سيغيّر شكل الشرق الأوسط ووجه المنطقة لعقود.

جملة قالتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس عام ٢٠٠٩ مؤكدة أن نظرية الفوضى الخلاقة أصبحت أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية، وعن نية واشنطن نشر ما سمتها “الديمقراطية” بالعالم العربي والبدء بتشكيل ما يُعرف بـ «الشرق الأوسط الجديد».

حلم “إسرائيل الكبرى” المزعوم..

كلام نتنياهو أنعش الذاكرة المصرية حيال مخطط الغرب لإقامة وطن بديل للفلسطينيين والهدف هو سيناء المصرية وفق ما أعلن الإعلام المصري. والذي سرب تسجيلا صوتيا للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك رفض فيه عرض نتنياهو خطةً أمريكية إسرائيلية لتهجير أهالي غزة لسيناء واستضافتهم في مصر.

نتنياهو هدد أهالي غزة بتدمير وتخريب القطاع ودعاهم للخروج منه، متبعاً سياسة الأرض المحروقة باستخدامه الأسلحة الفوسفورية المحرمة دولياً. ولم تتأخر واشنطن في دعم تل أبيب إذ أرسلت أكبر حاملة طائرات في العالم وسفناً ومقاتلات جوية إلى شرق المتوسط مؤكدة أنها ستوفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.
إذاً السيناريو معـّد مسبقاً وتسعى بموجبه “إسرائيل” إلى تحقيق حلمها المزعوم “من النيل إلى الفرات”.. تفرغ غزة من أهلها لإقامة دولة في سيناء، بعد ذلك يكملون مخططهم في لبنان وبعدها سوريا.

تنفيذ مشروع “الشرق الأوسط الجديد” يحتاج إلى بيئة خصبة ومهيأة وأهم ملامحه هو اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل” لأنها تقطع الطريق بل وتغلقه على كل خطابات الكراهية تجاه “إسرائيل” وبالتالي توقف هدر الأموال على الحروب وتفتح الأبواب للتعاون والتكامل الاقتصادي والعلمي بين دول المنطقة.

وهنا نشير إلى المشروع الأمريكي الذي أعلن عنه في قمة العشرين المتمثل بإنشاء السكك الحديدية التي تربط الهند بكل من الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل بأوروبا. كل ذلك بعيداً عن الوجود الفلسطيني في هذه المنظومة.

المشروع الأمريكي يقابله مشروع “الحزام والطريق” الصيني والمبارك روسياً.
“طوفان الأقصى” عرى جيش الاحتلال وأظهره على حقيقته الهشة رغم الدعم العسكري الأمريكي الهائل له. ما يستدعي إعادة الحسابات الكبرى حيال المنطقة.

استبعاد فلسطين كدولة بدا أيضاً واضحاً في خريطة “الشرق الأوسط الجديد” التي رفعها نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، بخطاب تمحور حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغيير الشرق الأوسط.

وشملت الخريطة مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات ومفاوضات سلام مع “إسرائيل”. وهي مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن. بينما لم تـُذكر فلسطين كدولة. حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة “إسرائيل”، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.
التسوية قادمة وميدان غزة هو من يحدد شكلها.

#سفيربرس _ بقلم  : الإعلامية شارلوت القاضي. 

الإمارات العربية المتحدة 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *