إعلان
إعلان

الباتريوت… تغيير قـــواعـــد الأتاوة . بقلم :ميادة ســـــفر

سفيربرس

إعلان

تقرع الولايات المتحدة الأمريكية طبول الحرب ضد إيران من جهة, وتلوح بسحب منظومات صواريخ “باتريوت” من الكويت والبحرين والأردن من جهة أخرى, الأمر الذي يثير كثيراً من التساؤلات حول جدوى وتبعات هذه التصرفات من إدارة الرئيس ترامب.

كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” التي نقلت الخبر أشارت إلى أن سحب الصواريخ ماهي إلا عملية إعادة تموضع لمواجهة أخطار جديدة قادمة من الصين وروسيا اللتين تمارس ضدهما الولايات المتحدة الأمريكية حرباً اقتصادية كبيرة.

من جهة أخرى تم تداول أنباء عن بدء تفكيك قاعدة التنف الأمريكية على الحدود السورية العراقية, هذه القاعدة التي لطالما كانت غطاء لعمليات تنظيم داعش الإرهابي والتي كان آخرها ما حصل في ريف محافظة السويداء من مجازر أرتكبها أعضاء التنظيم القادمون من منطقة تقع ضمن الحماية الأمريكية, وبالرغم من نفي خبر تفكيك القاعدة الأمريكية إلا أن الأمر على ما يبدو يتم التحضير له من تحت الطاولة الأمريكية الروسية.

هل هي محاولات ابتزاز جديد يتبعها الأمريكي للحصول على مزيد من الأموال من دول الخليج؟ أم هي خطوة للانسحاب من المنطقة والإقرار بالهزيمة؟ ففي الوقت الذي تسود فيه منطقة الشرق الأوسط حرب صواريخ بين مختلف الدول, يأتي خبر سحب منظومة الباتريوت مفاجأً للدول التي تتموضع فيها المنظومة ولدول الجوار.

عندما دخلت روسيا كطرف عالمي للصراع في سوريا, بدأت باستعراض أعلى ما لديها من تقنية وقدرات على استخدام الصواريخ, حيث أطلقت عدة صواريخ بالستية عابرة للقارات, أحدثت صدمة كبيرة للعالم بدقة إصابتها للهدف, ومؤخراً تُفاجأ إيران العالم ولأول مرة منذ مشاركتها في الحرب السورية, باستهداف تجمعات المسلحين في سوريا بإطلاق عدة صواريخ بالستية بعيدة المدى, وهذا كان بمثابة استعراض فعلي لقدراتها الصاروخية وترسانتها الدفاعية, إضافة إلى الخطوة الروسية التي فاجأت الجميع بتسليم سورية منظومة صواريخ S300 التي ستغير قواعد الاشتباك في المنطقة وستجعل أية دول تفكر طويلاً قبل إقدامها على القيام بأي عدوان ضد سوريا أو القوات الحليفة المتواجدة في الأرض السورية.

يأتي هذا السباق الصاروخي في الوقت الذي يوجه فيه الرئيس الأمريكي ترامب مزيداً من الضغوطات على دول الخليج والسعودية خصوصاً لإبرام صفقات أسلحة بمبالغ مالية ضخمة قد تكون مرهقة جداً, في ظل غرق السعودية في المستنقع اليمني, ملوحاً بالفزاعة الإيرانية وخطرها على دول الخليج, في محاولة منه للحصول على مزيد من الاموال وهو الذي رفع شعار أمريكا أولاً, وإن أمريكا لن تحمي أحد أو أية دولة مجاناً هذه العبارة التي كررها الرئيس ترامب قبل انتخابه وبعده.

إن منظومات صواريخ الباتريوت إنما وضعت في المنطقة حماية للقواعد الأمريكية والجنود الأمريكان وليس لحماية أنظمة دول الخليج كما يعتقدون, لذلك فإن قرار الإدارة الأمريكية بسحب هذه المنظومة الصاروخية ما هو إلا مؤشر واضح على ما تستعد له الولايات المتحدة الأمريكية وهو الانسحاب من المنطقة, فمن غير المنطقي إبقاء قواعدها وقواتها بدون حماية, بالتوازي مع تصريحات الرئيس ترامب عن سحب قواته من سوريا وتفكيك قاعدة التنف التي وبحسب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث لقناة الميادين بأنه: ” لم يعد ثمة مبرر لبقائها”, في الوقت الذي يتابع فيه الجيش السوري القضاء على ما تبقى من فلول الإرهابيين في البادية السورية.

بالرغم من الأسلوب المتشدد الذي اعتمدته إدارة ترامب تجاه إيران وحلفائها في المنطقة, إلا أن هذه الخطوة التي يستعد للقيام بها إن تمت ستكون الأولى من نوعها في الاستراتيجية الأمريكية, التي لطالما أرادت تعزيز تواجدها العسكري في مختلف دول العالم, انطلاقا من رغبة لديها في فرض هيمنتها وسيطرتها على الدول, هذا الأمر قد يفهم منه رغبة أمريكية في الابتعاد عن صراعات الشرق الأوسط والالتفات للداخل الأمريكي, ولكن لم يسبق للولايات المتحدة الأمريكية أن تركت مكانها في أي وقت, فكيف والحال على ما هو عليه في الشرق الأوسط, في ظل التواجد الروسي المتزايد في المنطقة والعالم, إذا هي استراتيجية جديدة قد تعتمدها واشنطن التي تمارس حرباً قد تكون أكثر جدوى من وجهة نظرها وهي الحرب الاقتصادية وفرض العقوبات على الدول

سفير برس- ميادة سفر – مركز بيروت للأخبار

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *