إعلان
إعلان

العمل في حياة الفرد والمجتمع . بقلم: الدكتورة رولا الصيداوي

سفيربرس

إعلان

كيف نعرف مفهوم العمل

العملُ هو الجهدُ الذي يقوم به الإنسان بوعيه، والذي يبتغي منه إنتاج السّلع والخدمات لتلبية احتياجاته، ولذا فإنّه يُمكن الحُكم على جهدٍ ما بأنّه عمل إذا كان يصدر من إنسانٍ واعٍ. كما يمكنُ أن يُعرَّفُ العمل بأنّه مجموعة من الواجبات والمسؤوليّات تستلزم شروطاً مُعيّنةً في عاملها، وتتوافق مع ماهيّتها ونوعها، وتحقّق الأهداف المَرجوّة من إيجادها. العملُ منذُ بدء الخليقة قد عُرف بأنّه شرطٌ أساسيّ للاستقرار وتحقيق الحاجات للاستمرار في هذه الحياة، وكغيره من الأمور فإنّه بالطّبع يتطوّر بتطوّر التّكنولوجيا، ويزداد بازدياد الحاجات والمسؤوليّات النّاتجة من تزايد النّاس وحاجاتهم. مسيرة العمل عبر التّاريخ فمنذُ بدء وجود الإنسان على هذه الأرض وهو يعمل، فالعمل مُهمٌّ للإنسان منذ القِدم، به يُوفّر حاجاته، ويشغلُ وقته، ويُفرّغ طاقته. ومع كثرة الأعمال وتنوّعها وتنوّع المهارات تظهر قيمة وأهمية العمل

ماهي أهميّة العمل؟

للعمل أهميّة كبيرة في حياة الإنسان، سواءً للفرد أو المُجتمع أو الدّول، ولذلك تُقاس جديّة الدّول وتقدُّمها باهتمامها بالعمل والعاملين. ولم تصل الدّول المُتقدّمة إلى ما وصلت إليه من مُستوى رفيع في تقدير العمل والعاملين والرقيّ بمجتمعاتهم إلا من خلال جديّة شعبها وإحساسه بالمسؤوليّة، وهذا ما يُرى جليّاً في المُجتمعات حيث لم تُبنى الحضارة بإنجازها ورُقيّها إلا من خلال الإخلاص  في العمل.

كيف يُمكننا تلخيص أهميّة العمل في حياة الفرد والمجتمع ؟

لتلخيص أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع  نذكر النقاط الهامة: العمل هو ما يَبني الحضارات والأمم، وهو أساسُ نهضتها وتطورّها ورقيها

لأنه المصدر الذي يكسب منه الإنسان رزقه ورزق عائلته ليُلبّي حاجته، ويحفظ كرامته، ويُغنيه عن النّاس ومدّ يد الحاجة لهم، فيعيشُ بعيداً عن ضنك الفقر. كما أنّ العمل يُطهّر النّفس من شرّ البطالة وشرّ الحسد والحقد، إذ يُلبّي المرء حاجاته ولا يتطلّع إلى ما بين أيدي النّاس، ممّا يجعل الأمّة قويّةً فيما بينها دون ضغائن. وقد فضّل الله عز وجلّ المُؤمن القويّ على المُؤمن الضّعيف.

ونذكر هنا أن العمل ضرورة لتقوية الأبدان من أجل تدريبها على التحمّل والصّبر، ومُجابهة الأعداء، وتحمّل شدائد الدّهر، فهو  رياضةٌ للفكر والجسم، وترقية  للنّفس عن البطالة واللّهو، وإبعادها عن الخمول.

يُقلّل العمل نسبة البطالة بين أفراد المُجتمع، وعليه تقلّ الدّيون، وتقلّ نسبة الجرائم ،  والإدمان، والانتحار وغيرها من الامور التي تعيق تقدم المجتمع. وللعمل دور مهم فهو يُؤدّي إلى الاكتفاء الذاتيّ من الإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج، وزيادة ثروات البلد وبذلك تقوى الأمّة ولا يتمّ التحكّم في قراراتها وسياساتها.

إن الفرد الذي يعمل بجدٍّ وإتقانٍ ليكسب قوّته يُجزيه الله تعالى بالأجر والثّواب، فالعمل أيضاً عبادة يُؤجَر عليه الإنسان  و يُسببّ السّعادة له، فمن استطاع توفير قوت عائلته سيطمئنّ ويهدأ، ويشعر بالسّعادة التي لن تأتيه إذا ظلّ مُحتاراً يمدّ يده للنّاس بلا طائلٍ

فالإنسان يسعد بعلمه و بعمله وعطاءه، لمن حوله لأنه يقدم الفائدة ويؤمن معيشته.

فوجوده في الحياة  يحدده وجود عمله ونوعيته.

ماهي أنواع العمل ؟

يقسم العمل إلى عدّة أنواع:

أنواع العمل حسب تنفيذه يُقسم العمل بحسب طبيعة تنفيذه إلى قسمين:

١/العمل الذهنيّ أو العقليّ: هو العمل الذي يرتكز أساساً على مجهود العقل والذّهن والتّفكير، كعمل العلماء والمُفكّرين والمُخترعين والمُهندسين .. الخ. ويشمل العمل العقليّ استقبال المعلومات ومُعالجتها، ومُقارنتها مع باقي المعلومات المُتاحة، وتحديد المشاكل والحلول وطرق تنفيذها، والحلول الأكثر مُلائمةً.

٢/العمل الجسديّ أو العضليّ: هو العمل الذي يرتكز على مجهود وأداء الجهاز العضليّ لجسم الإنسان، وهو لا يعني بأيّ شكل من الأشكال انعدام العقل، لكنّه استعمال القوّة الجسديّة ومهارات الجسد بشكل أكبر في تنفيذ العمل، كعمل البنّائين والنجّارين والمُزارعين .. الخ.

ونؤكد هنا أن  للعمل التطوعيّ دور كبير في تقدم المجتمع  حيث يُخصِّص به الإنسان جزءاً من وقته لصالح مُجتمعه والإسهام لأجل رفعته، ويعزز قيم الإيثار والتعاون عند الغير .

فدور العمل  ينبذُ حياة الكسل ويحرّم التسوُّل من الشّخص القادر على الكسب والانتاج

العمل منهج حياة من خلال إتقانه  والإحسان فيه؛لأن  الله يُحبّ أن يكون العمل على صورته المُتقَنة والحسنة والجميلة. ويُلاحظ أنّ كلمة (عمل) تشمل جميع الأعمال، سواءً أكانت أعمالاً دنيويّةً أم أعمالاً تعبُّديّةً، بل إنّ الأعمال الدنيويّة من المُمكن أن تصبح أعمالاً عباديّةً إذا تم تأديتُها بإتقان وإحسان وكان القصد منها مرضاة الله.

واقع العمل في المجتمع إنّ المُجتمع يلزمه الكثير من التّغيرات في مفاهيم العمل والإنتاج وأهميّتهما، ويحتاج كذلك إلى نشر الوعي فيما يخصّ إتقان العمل والإحسان فيه، ولا بد أن تكون ثقافة العمل بأمانةٍ وإخلاص واتقانٍ والإحساس بالمسؤوليّة المُجتمعيّة، ومخافة الله تعالى  هي السّائدة في المُجتمع وفي أذهاننا.

وهذا بالطّبع قد يصاحبه تأثيرٌ كبير على مُؤسّسات التّربية والتّعليم، وعلى الإنتاج، والمُؤسّسات الحكوميّة، وعلى حياة الأفراد جميعاً.

وبكلمة صغيرة :

أن إتقان العمل قيمة كبرى وطريق إلى محبة الله والالتزام بالعمل الوظيفي واتقانه .. عبادة ومطلبٌ شرعيٌ وإنسانيٌ جبلت الخليقة عليه

سفير برس- بقلم الدكتورة رولا الصيداوي

أخصائية علم نفس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *