إعلان
إعلان

حلول بنكهة الفلفل! . بقلم : وفاء قســــوم

إعلان

تميل بعض الأمهات لوضع الفلفل الحار في فنجان قهوة أدمن عليها صغيرها، فيشعر بالألم وينزعج بدل المتعة المعتادة، في المرة القادمة سيبتعد عن القهوة، كي يبتعد عن الألم، وبهذا، يهرب خوفآ من الألم والانزعاج، مبتلعآ حسرة شغفه بالقهوة.

يكبر الطفل وتجربة الردع ذاتها تلاحقه، في المدرسة، الجامعة، مؤسسة العمل، ردع بنكهة الفلفل الحار…وأقسى!.

قرأت كما الجميع، عن حادثة إعفاء مدير مدرسة في دمشق من مهامه ،إثر مشكلة مع طالب، قيل إنه”ابن أحدهم”!، وكما العادة،الحقيقة تميع إن أعلنت، أو لا، فبعض الصفحات والمواقع تجتهد في تناول هذا النمط من الحوادث،على أرضية، محاولة النيل من مسؤول ينافس آخر على منصب ما.

الآن، لنفترض معآ أن المدير أخطأ التعامل مع طالبه، فهل العقوبة تتناسب والخطأ؟، الأكيد لا، فالصورة الذهنية لدينا عن مبدأ الثواب والعقاب في مؤسساتنا كافة، لاتسعفنا في التصديق والقبول!
جميعنا تذخر أيامه بمعاينة وسماع مئات الحالات من الغبن الوظيفي، مثلآ في المؤسسة التربوية ذاتها، قد يظلم مدرس طالبآ،أو طالب مدرسآ، أو شخص نافذ يظلم مدير تربية، وقد تأتي أغلب “الحلول” ضد الضعيف صاحب الحق.
الحال ينسحب على كل المؤسسات.

الحلول ذات النكهات المؤلمة، المزعجة_كما الفلفل الحار عند الطفل( مع فرق الفائدة)_ ستشكل آلية فكرية تدفع واحدنا لإيثار السلامة، بتجنب أي مثير، كالإشارة للخطأ،أوالنقد أو الأسئلة،أو ربما طرح الأفكار، كما تجنب الطفل القهوة!.

هل تعلم المعلمون الدرس!؟، هل اتعظوا مما حل بزميلهم !؟
يقيني أن أغلب المعلمين اعتبروا، وكذلك أغلبنا!.

يقول قائل: إذا تم التراجع عن القرار، يعني سريان “العلاج” بالاعتصام في كل المدارس ، لدى حصول أية مشكلة.
ويقول آخر: إن لم يتم التراجع، يعني زيادة سريان العجز إلى دواخل المعلمين، وباقي شرائح العمل، والأخطر داخل شريحة الشباب كلها.

الشباب!.
هم التحدي الأكبر للبلد!، هم الأكثر حساسية على المستوى الاجتماعي، والأكثر استقطابآ للأزمات،هم في قلب دوامة تسارع الأحداث، وهم المستهدفون من الفضاء بقواعده المعلوماتية!.
هم التحدي الأكبر للبلد، بعملية دمجهم في مسارات المجتمع الوطنية.

النكهات المؤلمة،المزعجة، نعم،تضبط سلوكنا وأفكارنا، وقد توصلنا لدرجة التبلد أمام الخطأ والخطيئة، التبلد هو العجز.
العجز أمام خطأ المسؤول ذي المنصب “أبو الغنائم”.
عجز يدفعنا للهروب من قولة حق في حضرة الخطأ!.

الهاربون صنفان:
1_ ناطق، منافق، يعمل بوقآ للمخطئ، فنانآ يرسم ملامح تجميلية للخطأ، فينال الحظوة والمكافأة.
2_ صامت، متألم، يؤثر السلامة.

هروب مهد الطريق أمام “شرف”جديد ، شرف القرب والبعد من المسؤول ! ، “شرف” يجهض معادلة الإنجاز في العمل، الكفاءة والإخلاص.

المدير المعفى،التف حوله الطلاب سياجآ، هي حالة نادرة، ابحثوا فيها، حللوها، لماذا لانحسن التعامل مع حالات الندرة!؟

استشهد بعض شبابنا كرمى أرض أهدته وردة، قدمها لمحبوبة، وآخر، شرب كأس حليب من خيرها، رده… دمآ!.

هم افتدوا أحلامهم ،فلاتقتلوا الأحلام الموعودة !.

سفير برس . بقلم : وفاء قســـــــوم

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *