إعلان
إعلان

والتقينا .. بقلم جوريّه السرور

سفيريرس

إعلان

حول مائدة عامرة بكل أصناف الحنين
تفوح نكهات الألم حول النافذة
وتتصاعد أبخرة الشوق من الطبق الرئيسي
قررنا أن لا نتحدث عن أي شيء يفسد وليمتنا الأخيرة..
قررنا أن نجعل هذه الليلة متحفاً نستعرض به أجمل ماصنعناه بيننا، وان نلقي كل الخلافات التي أفسدت بعض السنين في سلة النسيان …
قدم لي باقة من الياسمين للذكرى…
ونثر فوقها همسات تشبه الصلاة
وكلمات تطايرت كقطرات ساخنة فوق جليد أعصابي..
لتبدأ ثورتي بالذوبان الودود
جلسنا …
وكل مابيننا يحتضر..
تغيرت حبال حناجرنا
وسكبنا الحديث من قيثارة مخملية، لانعرف كيف أجدنا اللحن المزدوج
المسكون بأنين الحرب ، وضحكات السلام
على وتر الأمل..
تقبل الكلمات بعضها وتنحني لبعضها الأخر وتتلاصق الحروف في قصيدة مازالت معلقة على جدران أذني …
كل مابيننا يحتضر …
حتى الشمعة الوحيدة المنتصبة أمامنا تودع في اعماقها فتيل الزمن وتحتضر مثل مابيننا… عصفورنا على شفة النافذة …ينتظر مراسيم الوداع لينطلق نحو رحلته ويرسم ابتسامة الرحيل …
ترتجف أصابعنا وهي تتناول كأس الماء
كلما جف الرحيق وتعالى شهيق الروح ..شامة في يده اليمنى على شكل جناح
أرقت عيوني منذ سنين..
أردت أن اكسر زجاج الصمت ببعض من الآه ..سبقني إليها…
تمادت روحي نحو عينيه أكثر..
ولاذت في زاوية العزاء بقايا الروح
ذبل جفنه عند ميناء جفني وحلت السكينة كاضيف عزيز في سفينة قديمة بحجم الألم..
لم نكن ننتظرها ..لكن هاجرنا بها معاً لا نعرف إلى أين ..ولا لماذا …؟
لا أعرف كم مضى من الوقت ونحن بين موج الحكايا وجزر الأحلام .. كم من المحيطات قطعنا معاً ؟
وكم من البلدان راقصنا بها كل الفصول..؟
لا أذكر كم مضى من الوقت هناك …؟
…لكني اذكر جيداً
اني عدت وحدي
أحتضن قبعته الصفراء تحت صدري وطوقٌ من الياسمين
روته أمطار العين تحت سماء وسادتي
ليزهر الحلم من بين حنايا الوجع …

سفيربرس _جوريه السرور.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *